|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 24/7/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لا نتفائل كثيراً بِمُستقبَل سوريا

امين يونس

ليسَ سِراً ان لا أحد يتقدم في المواقع الحزبية ، داخل حزب البعث العربي الاشتراكي ، بِفرعيهِ السوري او العراقي .. من غير ان " يُثبت " ولاءه المُطلق لسياسة الحزب ونهجه الفاشي وإستعداده التام ، لِسحق أقرب المٌقربين إليهِ ، إذا طلبَ منه الحزب ذلك ! . ولهذا السبب ، فنحنُ العراقيين ، أو معظمنا على الأقل .. لم ولن نثق ، بِكبار البعثيين ، من قبيل أعضاء القيادة وأمناء السر وأعضاء الفروع والمنظمات البعثية " حتى لو عفا عنهم المالكي وحكومته " . والأمر لايختلف أبداً في سوريا .. فهو نفس الحزب الفاشي ، تحت يافطاتٍ تّدعي اليسار . ونبذة مُختَصرة عن سيرة [ نواف الفارس ] .. ستُظهِر لنا .. أيُ رَجُلٍ هو :

كانَ رئيس فرع الامن السياسي بمحافظة اللاذقية قبل 1994 " ومعروفٌ ماهو [ الأمن السياسي ] وأي العناصر تعمل فيه ! . أصبحَ أمين فرع حزب البعث في محافظة دير الزور من 1994 – 1998 . مُحافظ اللاذقية 1998 – 2000 .  محافظ أدلب 2000 – 2002 . محافظ القنيطرة 2002 – 2008 . وبعدها سفيراً لسوريا في بغداد . صاحبُ كُل هذا " التأريخ المُشّرِف " كان سفيراً يمثل الجارة سوريا في بغداد .. والمُضحك المُبكي .. ان الحكومة العراقية ، برئيس وزراءها المالكي ، ووزير خارجيتها الزيباري ، وكافة الكُتل السياسية .. ( فرحوا وإبتهجوا ) لأن الجارة الغربية العزيزة ، سوريا .. أرسلت سفيرها المحترم الى عاصمتنا .. وشّرفتْنا بهذا الفارس النواف .. المُسالِم ذو التأريخ الناصع .. الذي سوف يُصلِح العلاقة بين البلدَين ، ويُزيل ما تراكَمَ من أدران خلال السنوات الماضية ! .

خريج مدرسة الأمن السياسي .. وما أدراك ماالأمن السياسي .. الضليع بدهاليز حزب البعث السوري .. المسؤول الحزبي والأمني والإداري في عدة مُحافظات سورية ، ومن ضمنها المُتاخمة للحدود العراقية .. لسنوات عديدة .. هذا السفير المشبوه .. سئ السمعة في طول وعرض سوريا .. إعترف مؤخراً .. بعد " إنشقاقه " عن الحكومة السورية .. ان النظام السوري ، كان طيلة السنوات الماضية ومنذ 2003 ، متورطاً في إرسال الإرهابيين الى العراق ودعمهم بكافة الوسائل .. وانه هو نفسه .. ساهم في ذلك " مُضطراً ! " .

اليوم .. إلتحقَ " نواف الفارس " بالمُعارضة السورية في الوقت الضائع ! .. ويُذكرنا ذلك مثلاً .. بإنشقاق " وفيق السامرائي " رجل الإستخبارات في النظام الصدامي ، وإلتحاقه بالمعارضة العراقية في أواخر حُكم صدام وقُبيل إنهياره . اليوم يريد نواف الفارس ، ان يركب الموجة ويصبح مُناضلاً .. بعد كُل الجرائم التي إقترفها بِحق الشعب السوري طوال خمسة وعشرين سنة .. يريد ان يكون بطلاً .. بعد مساهمته في قتل وذبح الآلاف من العراقيين الأبرياء خلال السنوات الماضية .

ان الموقف الضعيف جداً ، لحكومة نوري المالكي ، تجاه تصريحات " نواف الفارس " .. والإحتضان المُخزي لقطر وتركيا .. لأمثال هؤلاء [[ المُعارضين ]] السوريين القتلة المشبوهين .. يجعلنا لانتفاءل كثيراً .. حتى لو سقط النظام الديكتاتوري في دمشق غداً او بعد شهر .. إذا كان مَنْ سيتصدر المشهد السوري بعد ذلك .. هو " نواف الفارس " وأمثاله !.

 

22/7/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter