|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس 24/5/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حبذا لو كان قادتنا غير متزوجين !

امين يونس

الرئيس الألماني الحالي ( جواشيم غاوك ) طّلَقَ زوجته منذ عشرين عاماً ، ويعيش منذ سنوات مع إمرأة بدون ان يتزوجا ، وهذه المرأة صحفية ناجحة، ويقيمان في القصر الرئاسي في العاصمة الالمانية بصورةٍ طبيعية ، وليسَ عندهما أولاد . وإذا كان الرئيس الالماني ، لهُ مهام بروتوكولية على الأغلب وصلاحياته محدودة .. فأن الرئيس الفرنسي الحالي ( فرانسوا هولاند ) هو رئيس إحدى أقوى واكبر الدول في العالم وله صلاحيات واسعة .. وهو أيضاً يعيش منذ سنوات طويلة ، مع شريكته أو عشيقته " فاليري تريرفيلر " بدون زواج وإصطحبها معه ، كسيدة فرنسا الاولى ، في زيارته الى الولايات المتحدة الامريكية هذه الايام .. وهما أيضاً ليسَ لهما أولاد .. والسيدة تريرفيلر أيضاً صحفية مستقلة لامعة .

على أية حال .. لم نسمع ، ان أحد أبناء أو بنات الرؤساء والقادة الكبار ، في الدول المتقدمة ، يلعب دوراً بارزاً في شؤون البلد ، إعتماداً على منصب أبيهِ .. فحتى المرأة الحديدية " تاتشر " رئيسة وزراء بريطانيا السابقة .. كان أبنها طياراً مثل بقية الطيارين ، وإشتركَ فعلياً في حرب فوكلاند ضد الأرجنتين . الرئيسَين الحاليين الألماني والفرنسي ، ليسا متزوجَين أصلاً وليسَ لهما أبناء .. واوباما له بنتَين ما زالتا صغيرتَين .. أما قادة اليابان وكندا وبريطانيا والدول الاوروبية المتقدمة .. فكما يبدو ، ليسَ لأبناءهم دَورٌ يُذكَر في الإدارة العامة .. بل ان الإعلام الحُر والمجتمع المدني ، يُراقبان أي زّلةٍ من هذا النوع قد يتورط بها المسؤولون الكبار .. ويفضحونها ويحاسبونه عليها .

أما عندنا .. فالأمر مُختلِف تماماً .. فالكُل من جيلنا ، يتذكر سيئَي الذكر ، عُدي وقُصي وأمهها ، وهم يتلاعبون ( شاطي باطي ) بِكُل شؤون البلد ! ... وليسَ بعيداً عن الأذهان ، علاء وجمال مبارك وأمهما ولا سيف الاسلام واخوانه ولا أبناء علي عبدالله صالح .. ولا بشار الأسد الذي هو نفسه وريث أبيه ! .. وليستْ مُصادفة ، ان ينجو " زين العابدين بن علي " وينفذ بجلده ، بينما يُقتَل القذافي ويُحاكَم مبارك ويُلاحَق عبدالله صالح ، وكلهم جعلوا أولادهم السفلة ، مسؤولين عن أهم مفاصل الدولة ، الامنية والإقتصادية ... بينما بن علي لم يكن له أولاد ! .

إذن نحن نعيش في بيئة ، تنتشر فيها " ثقافة " التوريث والفساد المُقنَن والتمسُك بتلابيب السلطة ، والتفرد والمَيل الى الدكتاتورية .. حتى بأغطية الديمقراطية والإنتخابات ! . قادتنا في [ أعماقهم ] يعتبرون الديمقراطية وصناديق الإقتراع ، مُجرد وسيلة للوصول الى السُلطة .. تلك السلطة التي سيتمسكون بها بالأسنان والأضافر ولا يتخلون عنها مهما حدث .. بل يهيئون أبنائهم وهم ما زالوا مُراهقين ، لكي يكملوا المسيرة من بعدهم .. كُل ذلك بإسم الديمقراطية والإنتخابات ! ... ماذا يفعلون ؟ .. ان [ الشعب ] يريدهم وينتخبهم ويريد وينتخب أبناءهم ، فهل يخذلون الشعب ؟!! .

............................................

حّبذا لو كان قادتنا غير متزوجين " مثل الرئيسَين الألماني والفرنسي ".. ويعيشون في قصورهم مع عشيقاتهم بدون زواج .. وبالتالي ليس عندهم أبناء .. على الأقل كُنا نضمن عدم توريثهم في كُل المواقع ! .

   

23/5/2012

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter