| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الأثنين 23/1/ 2012

 

مّرة واحدة كُل شَهْرَين

امين يونس

" أرادَ أحد المسؤولين ان يُحرِج صاحبنا " ص . آ " ويداعبه ، فسألهُ : ان منظر كرشكَ الكبير ، يدُل على ان أمور المعدة عندك ، جيدة ... ترى كيف هي أمور القسم السفلي ؟! .. فأجاب ص . آ على الفور : الحقيقة ، ان أوضاع قسمي السفلي ، تشبه أوضاع مُستلمي معونة الرعاية الإجتماعية !. فسألهُ : كيف وما هو الرابط ؟ قال ص . آ : أنهم يستلمون الراتب كُل شهرَين .. مرةً واحدة فقط ! " .

أقول هذا بمناسبة الحديث عن ميزانية العراق للسنة الجارية 2012 .. تلك الميزانية الإنفجارية " حيث اننا في العراق تعودنا منذ سنين على كلمة : إنفجار وجميع مشتقاتها !" ... الميزانية التي من المُفتَرَض ان تتجاوز ال 115 مليار دولار .

حتى في السنوات التي يُسميها البعض " الذهبية " من تأريخ العراق الحديث ، من 1976ولغاية 1979 ، حين إرتفعتْ أسعار النفط بعد حرب تشرين ، وهدأت المعارك في كردستان الى حدٍ ما ، ولم تكن هنالك حروب مع دول الجوار في تلك السنوات الأربع ولا حصار دولي ولا عقوبات ... كانتْ ميزانية الدولة ، لا تتجاوز بضعة مليارات من الدنانير العراقية ، والتي كانتْ تُعادل آنذاك حوالي أربعة أضعافها من الدولارات الامريكية .. في تلك السنوات القليلة ، شهدَ العراق عموماً وبغداد خصوصاً ، الكثير من التطور في مختلف المجالات " قبل ان يتصاعد جنون صدام ويبدأ في تدمير كُل شئ " ... حيث كان الكويتيون والاماراتيون ، يأتون الى البصرة وبغداد .. للتفرج على البنايات والحدائق والجسور والكازينوهات .. كانوا مثل القُروي الذي يزور مدينةً كبيرة ، فينبهِر !!. ألف حسرة تنتابنا اليوم حين نرى مُدن الملح في دبي والحجاز والجهراء .. تسبقنا كثيراً وتتعالى علينا ! ... لا نحسدهم على ما هُم فيهِ .. لكن نُعاتب أنفسنا ونُدين قادتنا وساستنا ، على ما وصلنا إليهِ .

عموماً ... مع إفتقارنا الى إحصائيات مضبوطة ، حول عدد القابعين تحت خط الفقر حسب مقاييس الامم المتحدة .. وكذلك عدد العاطلين عن العمل كلياً او جزئياً ، وأعداد الاميين ، والمحرومين من الرعاية الصحية ، والتعليم ، والسكن اللائق ، والخدمات الاساسية ... فأننا لا نُبالغ إذا قُلنا ، ان أكثر من نصف الشعب العراقي يندرج تحت جميع أو بعض هذه الفقرات أعلاه ... وهذه الإحتياجات التي يفتقر اليها الناس ، هي من الأسباب المُهمة لإنتشار الفساد بأنواعه ، والإرهاب ، والأمراض الإجتماعية الاخرى .. كُل هذا من ناحية ، ومن ناحية اُخرى .. هي مؤشر على الفشل الذريع للحكومات طيلة السنوات الثمانية الماضية ، وإخفاقها في حل المشاكل ، وإستهتارها بمصالح الشعب ، وغرقها في مستنقع الفساد !.

إذ كيف يجوز ، ان يتقاضى المشمول بالرعاية الإجتماعية [ في العراق ذو الميزانية الإنفجارية التي تتجاوز ال 115 مليار دولار ] ، أقل من مئة دولار شهرياً .. والمُصيبة ..لا يستلمها كُل شهر ، بل في الشهرَين مرةً واحدة ... مثل كفاءة القسم السفلي لصاحبنا " ص . آ " أعلاه !.

 

22/1/2012
 

 

 

free web counter