|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 22/7/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الدليلُ على ضَحالة الوضع

امين يونس

" في فيلمٍ قديم للمُخرج الفرنسي الشهير " روجيه فاديم " ، نسيتُ عنوانه ... يجري الحوار التالي " الذي إنطبعَ في ذهني منذ ذلك الوقت " بين بطل الفلم وصديقته ، التي تسألهُ : هل ذهبتَ الى ذاك النادي الراقي للتسجيل فيه حسب إتفاقنا البارحة ؟  أجابَ الرجُل : نعم . سألتْهُ : وما هو إنطباعك عن ذلك النادي الشهير ؟ قال : لقد سقط من نظري ولم أعُدْ أحترمهُ كثيراً ! . سألتْهُ متعجبةً : لماذا تقول ذلك ؟ . قالَ : ماداموا قبلوا عضوية شخصٍ تافهٍ مثلي .. فأن ذلك النادي ليسَ راقياً ولا مُتميزاً !! " .

الرجُل أعلاه .. في الفلم ، يعرفُ في قرارة نفسه انه " تافِه " ويدرك انهُ " قمئ ومُبتَذّل " .. وله من الجُرأةِ ليعترف بذلك ، مُتهكِماً وساخراً من نفسهِ من ناحية .. ومُكتشِفاً من ناحيةٍ اُخرى ان ذلك النادي الشهير ، ذلك المكان المُفتَرَض انه يَضُم النُخبة والشخصيات اللامعة فقط .. ليسَ سوى مكانٍ عادي مُتدّني المُستوى .. وأكبر دليلٍ على ذلك ... أنهم قبلوا عضويته !!.

هذا المثال .. يقودني الى التطّرُق الى وضعية الحالة السياسية في العراق .. من أقصاهُ الى أقصاه .. حيث يَعُج مجلس النواب ، بالكثير من انصاف المتعلمين الذين لايفقهون شيئاً في " التشريع " وسَن القوانين ، ولا يفهمون الدور " الرقابي " .. بل انهم مُجرد دُمىً ، يُحّرِكها رؤساء الكُتل السياسية ، يمنة ويُسرة ، مثل أية ألعابٍ رخيصةٍ تافهة ! . ولو كان هؤلاء يمتلكون بعض الجرأة وقليلاً من الصراحةِ وشذراتٍ من روح السُخرية .. لإعترفوا ان مجلس النواب الذي من المُفتَرَض ان يكون مُمّثِلاً للشعب وعين الجماهير الساهرة على مصالح الناس ، ويَضُم النُخبة المُنتِجة المُخلِصة .. ان هذا المجلس ليسَ كذلك على الإطلاق .. بل انه في الحقيقة ، يجمع الكثير من الإمعات والمتبطلين والباحثين عن المصالح الشخصية والإمتيازات .. والدليل على ذلك .. هو قبول مثل هؤلاء التافهين فيهِ ! .

طبعاً الأمر ينسحبُ على كافة المرافق الحكومية والحزبية في البلد ، بدرجةٍ او بأُخرى .. فلم يَعُد هنالك تشكيلٌ سياسي فاعل في الساحة .. يهتمُ فعلاً ب " النوعِية " في إناطة المسؤوليات والمناصب ، ويبحث عن مواصفات الكفاءة والقُدرة والإستعداد للعطاء والنزاهة والوطنية والإلتزام بالقانون .. هذه الصفات ، التي تجعل [ المنصب ] الحكومي او الحزبي .. مُحترَماً من قِبَل الناس وموضع تقديرٍ وإفتخار ..

حقاً .. لو كان الكثير من المتصدرين اليوم ، للمشهد السياسي والحكومي والحزبي .. يتمتعون بِجُرأة بطل فلم  الراحل " روجيه فاديم " ... لقالوا ان الوزارة الفلانية أوالحزب الفلاني او المجلس العلاني .. ليستْ تشكيلات راقية ، ولا تنظيمات رائعة .. وأكبر بُرهانٍ على ذلك .. هو إحتواءها على أمثال هؤلاء من التافهين الإمعات !. 

 

21/7/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter