|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين 21/5/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

خريف الإتفاق الإستراتيجي

امين يونس

الحَسَنة البارزة " والوحيدة رُبما " ، للإتفاق الإستراتيجي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني ، ذلك الإتفاق الذي تَمَ بِرعاية امريكية تركية قبل أكثر من عشر سنوات ... هي وَقف الإقتتال بينهما ووضح حَدٍ لنزيف الدم . لكن ما عدا ذلك ، تَبَينَ ان الإتفاق كان يتضمن تقسيم السلطة والنفوذ ، وبالتالي توزيع الثروة فيما بينهما ! . وكما يبدو أيضاً ، حصلَ توافقٌ ضمني إستناداً للواقع على الأرض ، على كَون السليمانية وكرميان بصورةٍ عامة ، منطقة نفوذ للإتحاد الوطني ، وبهدينان منطقة نفوذ للديمقراطي .. وأربيل للإثنَين مع أفضلية واضحة للديمقراطي فيها .

المُشكلة كانتْ في المناطق المتنازع عليها وبضمنها كركوك ونينوى .. وخاصةً في كركوك .. حيث ان الديمقراطي ، لم يقتنع ، أن يكون للإتحاد الوطني الكردستاني ، الدَور الأبرَز في إدارة المحافظة .. وفشلتْ المباحثات بينهما منذ الأيام الاولى للتغيير في 2003 ، حولَ كركوك وطريقة إدارتِها .. حيث كان الإتحاد الوطني واثقاً من إمتلاكه لأكثرية الشارع الكردي الكركوكي ، في حين ان الديمقراطي كان يعتقد بإستمرارية شعبيته التقليدية القديمة ! . ولهذا السبب ، جّرَ الحزبان ، كركوك ، الى مُستنقَع " تجربة الإدارَتَين في أقليم كردستان ، أي إدارة اربيل والسليمانية ولا سيما في ملفَي الامن والمالية " .. وكانَ خطأً كبيراً ، تواجُد إدارتَين للأسايش أي الأمن ، في المدينة .. إحداهما تأتمر بأمر الحزب الديمقراطي والأخرى بأمر الإتحاد الوطني ! .. وطالما حدثتْ مشاكل وتقاطعات ، أثرتْ سلباً على مُجمَل " قضية كركوك " . أثبتَتْ السنين ، ان الإتحاد الوطني ، أكثر جماهيرية من الديمقراطي في كركوك ، على الرغم من إنشقاق بعض كوادره .. مثلما ان الحزب الديمقراطي أقوى وأكثر شعبية في محافظة نينوى ، من الاتحاد الوطني ! .

أعتقد ان " نجم الدين كريم " مُحافظ كركوك ، القريب من الإتحاد الوطني الكردستاني ، لم يتصرف من تلقاء نفسه ، وانه إستشارَ حتماً ، قيادة الإتحاد الوطني ، قبلَ أن [[ يستقبل ]] رئيس الوزراء نوري المالكي والوفد المرافق له خلال إجتماع الحكومة في كركوك .. بل انه بالغَ قليلاً في الترحيب بالمالكي والشهرستاني .. وفُسِرَ ذلك انه نكاية بالحزب الديمقراطي الكردستاني ! .

" آلا طالباني " من الشخصيات البارزة في الإتحاد ، صّرحَتْ قبل أيام أمام الإعلام ، تصريحات تنتقد فيها ، مواقف مسعود البارزاني .. وذلك مشهدٌ جديد لم تألفه الساحة الكردستانية خلال الفترة الماضية .

المالكي وقيادات حزب الدعوة ، ولا سيما " صقور " دولة القانون ، مثل حسين الأسدي ، وكمال الساعدي وياسين مجيد ، وحتى حنان الفتلاوي وسامي العسكري ... الخ ، تعمدوا في الآونة الاخيرة ، وبدهاءٍ وخُبث ... أن لاينتقدوا " جلال الطالباني " ولا الإتحاد الوطني الكردستاني .. بل يركزون فقط ، على مهاجمة مسعود البارزاني والحزب الديمقراطي .. في مسعى حثيث ، للتفريق بين الحزبَين الكرديين وشق صفوفهما .. في رَدٍ على مُحاولة البارزاني ، كسب تأييد التيار الصدري وسلخه من التحالف الوطني ! .

" حركة التغيير " بقيادة نوشيروان مصطفى .. تنتظر بِصبرٍ وأناة وحذاقة .. نتيجة الصراعات المتشابكة بين بغداد واربيل ، وبين الديمقراطي والإتحاد .. وتعتبر نفسها غير مسؤولة عن ماآلتْ اليه الامور ، لأنها لم تكن جزءاً من السلطة ، لا في بغداد ولا في أقليم كردستان ! .. وتتحين الفرصة المُناسبة ، لتقوية مركزها ولعب دَورٍ أكبر في المرحلة القادمة .

في الأفُق بوادر ، لِخريفٍ مُبّكِر للإتفاق الاستراتيجي بين الإتحاد والديمقراطي .

 

20/5/2012

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter