| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 20/3/ 2012

 

ماذا سيقول البارزاني في نوروز ؟

امين يونس

يدور الحديث في الشارع الكردستاني خاصةً والعراقي عامةً ، عن التكهنات حول " المفاجأة " التي سوف يُعلِنها السيد ( مسعود البارزاني ) رئيس الأقليم ، أو " البُشرى " التي سوف يَزّفها لجماهير الشعب ... ولأن الجَو العام قد أدمَنَ التحليلات والتوقعات ومن ثم الدعايات والإشاعات .. فَمِن قائلٍ ولا سِيما من المتحمسين وذوي الدَم الحار والعاطفيين .. ان البارزاني ، سوف يُعلن الإنفصال ، والدولة الكردية المُستقلة في نوروز ... ومن الطبيعي ان هذا الرأي بعيدٌ عن المُنطِق السليم ... ف " إعلان تشكيل دولة مُستقلة " ، ليسَ بالسهولة التي يتصورها هؤلاء ، ولا بالبساطة التي يعتقدونها .

بالنسبة لي ، وحسبَ إستقرائي المتواضع ، والذي رُبَما يتحمَل الخطأ بنسبةٍ كبيرة .. أعتقد ان السيد البارزاني ، سوف يتحدث في الإطار التالي :

ان الحكومات العراقية المُتعاقبة ، منذ 2005 ، ولغاية اليوم ، لم تَكنْ جّادة في تطبيق المادة الدستورية 140 ، لا بَل أنها وضعت العراقيل في طريقها ، والصعوبات التي تحول دون تنفيذها .. وماطلتْ كثيراً وتواطئتْ مع المجاميع الشوفينية ، في المناطق المُختَلَف عليها ، أو المُتنازَع عليها ، وشّجعتهمْ على التشّدُد والوقوف ، حَجَر عثرة ، في طريق حَل المشكلة عن طريق الدستور .

ولهذا أتوقَع ، ان البارزاني ، أما سوف يُعلن إنضمام المناطق المُتنازَع عليها ، ( فوراً ) ، الى أقليم كردستان [[ وهذا إحتمالٌ ضعيف كما أرى ، وفيه مخاطِر عديدة ]] .. أو سوف ( يُحّدِد ) سقفاً زمنياً معقولاً ، من قبيل ستة أشهر أو سنة واحدة على أبعد تقدير ، من اجل القيام بكافة الإجراءات المتعلقة بتنفيذ المادة 140 ، بما فيها الإحصاء والإستفتاء [ وهذا هو الإحتمال الأقرب ] . ومن مُلحقات هذا السيناريو ، البَت في مسائل : آبار النفط والعقود مع الشركات الاجنبية ، وقوات البيشمركة ...الخ .

أو رُبما ، سيستغِل قُرب إنعقاد مؤتمر القمة العربي في بغداد ، بعد أيام ، من أجل المُطالبة في خطاب نوروز ، بتحديد ( فترة إنتقالية ) ، على سبيل المثال ، إعتباراً من 21/3/2012 لغاية 21/3/2015 ، على غرار ماجرى في جنوب السودان ..ومن ثُم إجراء [[ إستفتاء ]] لشعب كردستان العراق ، حول : هل يُريد البقاء ضمن العراق ، او يُريد الإنفصال ؟ على يكون الأمر كُله برعاية دَولية وإشرافٍ اُممي .

................................

أي من هذه الإحتمالات أعلاه .. ستجُر وراءها تداعيات كثيرة ، لعَل بعضها ، يتمحوَر حول ، إنفراط التحالفات الحالية .. وبروز إصطفافات جديدة تتطلبها المرحلة القادمة .. ورُبما حتى إنهيار الحكومة ... عموماً .. ان الوضع السياسي العراقي ، الراكد ، بحاجة الى أكثر من حَجَرٍ يُرمى ، حتى تتحرك أمواجه .. ونتمنى جميعاً ان تقود هذه الحركة ، الى " الامام " وليسَ الى الخلف ! .

 

19/3/2012
 

 

 

free web counter