| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 21/2/ 2012

 

المرحلة الحِمارية والمرحلة القِردية !

امين يونس

في بريدي الألكتروني ، رسالة فيها حكمة قديمة ، عن الحياة ، هذا مُلّخصُها : ( في بداية الخَلق ، قالَ الخالق ، الله .. للحِمار : أنتَ سوف تعمل بإستمرار ، وتُحّمَل ، كُن صبوراً ومُطيعاً .. وسوف تعيش 30 سنة . أجاب الحمار : سيدي سأفعل كُل ما أمَرْتَني بهِ .. لكن 30 سنة كثيرة عليّ ، 10 سنوات كافية . قال الله : لكَ ذلك . جاء الدَور على الكلب .. : أما انتَ ، فسوف تقوم بالحراسة ، وتقبل بما يُقّدَم لك .. وستعيش 25 سنة . قال الكلب : سمعاً وطاعة .. لكن 25 سنة كثيرة عليّ ، ارجو جعلها 15 سنة . قال الخالق : حسناً . حضرَ القرد .. فقيلَ له : أنتَ سوف تقوم بحركات وألعاب ، لكي تُسّلي وتُضحِك الآخرين .. وسوف تعيش 10 سنوات . قال القرد : مولاي كما تُريد .. لكن 10 سنوات كثيرة ، هل بالإمكان جعلها خمسة . قال الله : لا مانع عندي . أخيراً جاءَ المخلوق الأهم .. الإنسان . قال الرَب : ستكون أذكى المخلوقات وتُسيطر على الآخرين .. وسوف تعيش 30 سنة . قالَ الإنسان : يا إلهي .. 30 سنة قليلة لي ، هل بالإمكان إضافة ما تنازَلَ عنه الحمار والكلب والقِرد ، الى حسابي ؟ أجاب الله : نعم بالإمكان !) .

يبدو ان جينات الطمع ، كانتْ مُتأصلة في جدِنا الأكبر .. فمنذ ذلك الزمان ، كانَ هو المخلوق الوحيد ، الذي قال ، ان حياته قصيرة وانه يُريد المَزيد ! .. فلو كانَ مُتواضعاً ، مثل السيد الحمار المُحتَرَم ، لطلب ان تُخّفَض حياته الى الحَد الأدنى .. ولكانتْ مشاكله الآن أقل وأقصَر .. بينما ما يحصلَ اليوم ، هو كالآتي : يعيشُ أحدنا 30 سنة الأولى من حياتهِ ك " الإنسان " أي مثل الأوادم ، كَما مُخّصَص له أصلاً .. ثم يتزّوج ويُكون اُسْرِة ، ويعمل ويكدح ويشقى ك " الحمار " لمدة 20 سنة .. بعدها يتقاعد ويجلس في البيت حيث يخرج الآخرون ، ويحرس المنزل ويعوي على كُل مَنْ يقترب ، ك " الكلب " ل 10 سنين .. وأخيراً ، يتنقل بين بيوت أبناءه وبناته ، ليقوم بحركات سخيفة ، ليُضحِكَ أحفاده ، مثل " القرد " للسنين المتبقية !!... هذا هو مُختَصَر السيرة الذاتية لمَعظمِنا .

غير ان هنالك ، طبقة حاكمة ، تتحايلُ على هذا الترتيب .. ففي حين ، ان معظم أعضاء مجلس النواب عندنا والوزراء والمسؤولين الكِبار ، في المرحلة الحِمارية ، أي عليهم أن يعملوا ويَكدوا وينتجوا ويخدموا الشعب.. نراهُم يتجاوزون ويقفزون على المراحل ، ويقومون بمُمارسات قِردية ، من إجل إضحاكنا ! .. فمثلاً يُشرِعون قوانين لا يلتزمون بها .. ويُصادقون على ميزانية مئة مليار دولار ، في الوقت الذي نعيش فيه تحت خط الفُقر .. والحكومة كُلها منشغلة بتحضيرات مؤتمر القمة العربي العتيد الذي سوف يَحُل جميع مشاكلنا ! .. حتى الذين يمرون بالمرحلة الكلبية ، حيث من المفروض ان يحرسوننا ويحموننا ... فأنهم هُم أنفسهم ، يقومون بِعّضِنا أحياناً ، بدلاً من ذلك !... بل وصَلَ الأمر ، الى ان الطبقة الحاكمة ، أبدعتْ في تَقّمُص أدوار .. الثعالب الماكرة التي تتحايل على الشعب ، والحيتان الشَرِهة التي لا تشبع أبداً .. والثعابين السامة التي تلدغ !.
.................................

بالنسبة لي ... أنا في أواخر المرحلة الكلبية .. وعلى أعتاب المرحلة القردية .. عافاكم الله !.
 

 

20/2/2012
 

 

 

free web counter