|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد 20/5/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لعبة جَر الحَبِل

امين يونس

لُعبة جَر الحُبِل مازالتْ جارية ، بين الاطراف السياسية العراقية .. وكُل فريق يُحاول جهدهُ ويبذل المستحيل ، من أجل الفوز .. والنتيجة ليستْ مضمونة لِحَد هذه اللحظة .. فالجانب المتكون من المالكي وحلفاءه ، قوي ويمتلك الخبرة من خوضه نزالات سابقة في جَر الحبل .. والفريق الآخر المُنافِس ، يمتلك نقاط كثيره تُؤهله لمنافسةٍ شَرِسة . ف " المالكيون " إذا جازَ التعبير ، هَمهُم الأول ، هو المُحافظة على تماسك فريقهم ، وعدم السماح بإنسلاخ اللاعبين وإلتحاقهم بالطرف المُنافِس .. لاسيما وان احد أبرز أعضاء المنتخَب وأقواهم ، ألا وهو الشاب المُلتحي .. قامَ وبدفعٍ من المُدّرِب وراعي الفريق ، بإتصالات مُريبة وتحركات مشبوهة ، يُشْتَم منها ، ان هنالك إحتمالاً ، ان يلتحق بالفريق الآخر ! . وإذا حدثَ ذلك ، فأنه يُشّكِل كارثة حقيقية للمالكيين ، لأن الشاب المذكور ، يتمتع بِلياقة بدنية ممتازة ، وقوة بدنية تُعادل أربعين حصاناً ! .. ويمعنى آخر ، فأنه يلعب دوراً مهماً في عملية جَر الحبل .

المشكلة ان مُناوئي المالكي ، يستخفون أحياناً بإمكانياتهِ وقدراتهِ غير المرئية .. وينسون انه قبل سنوات ، عندما حضرَ الى مجلس النواب .. وقام نائبٌ مُلتحٍ ويلبس دشداشة بيضاء ، يُدعى " عبد الناصر الجنابي " بالتهجم عليه وإطلاق شعارات ضد امريكا وضد العملية السياسية .. فقاطعه المالكي فوراً ، وقال له : ان ملفك جاهز وسأقدمه قريباً الى الجهات المعنية ، لتواطئك مع الإرهابيين ! . هرب النائب بعدها مباشرة . [ المالكي ] منذ دورة حكمه الاولى ، عكفَ كما يبدو وبِحذق وهدوء وسِرية ، على تجميع المعلومات الدقيقة عن جميع الشخصيات السياسية الفاعلة على الساحة ، وتوثيق هذه المعلومات وتجهيز ملفات عن كُل منهم .. صحيح ان الجانب الرئيسي في هذا الأمر ، يتعلق بالفساد المالي والإداري ، لكن ايضا يتضمن معلومات عن الفساد الأخلاقي الذي يتعلق بالمسؤولين وحتى عوائلهم وأقرباءهم ! .. قام بذلك ، بإسلوبٍ مُخابراتي خبيث ، ولكنه مُجدي . يُرّكز طبعاً على الفضائح والفظائع التي تورط بها الآخرون .. ويستخدم هذه الملفات حسب الحاجة ، للضغط والإقناع والإسكات والمُسايرة ! .

يُذكَر ان المناوئين للمالكيين ، دخلوا قبلَ فترة ، الى مُعسكرٍ تدريبي في أربيل ، وكان من ضمنهم ، الفتى الشاب المُلتحي " الذي يضع رجلاً في اربيل ورجلاً عند المالكي " ! .. واليوم او غداَ سوف يُقام معسكرٌ آخر في النجف ، ويُعتقَد انها سوف تكون ، الحصة التدريبية الأخيرة ، قبل موعد المباراة الحاسمة .. والتي سوف تُقّرِر مَنْ هو الفريق المنتصِر . علماً ان المالكيين ، لم يجلسوا بلا حولٍ ولا قُوة ، في إنتظار ان يجهز عليهم المناوئون .. بل انهم كما يبدو ، نجحوا في شراء بعض اللاعبين المنتمين الى الفريق الخصم .. وهنالك دعاية ، بأن جهود المالكي أثمرتْ في الحصول على خدمات بعض المحترفين أمثال : صالح المطلك ، عمر الجبوري ، محمد تميم ، عزالدين الدولة ، عبدالله حميدي الياور ، وحتى رافع العيساوي ..

ونتيجةً ، لطول المُدة التي إستغرقَتْها عملية جَر الحبل والمُستمرة حتى هذه اللحظة ، والشَد والجذب المُتبادَل والتوَتُر .. فأن هنالك مخاطِر جدية .. أن ينقطع الحَبل ! .. وسيُشكِل ذلك كارثة حقيقية تؤدي الى سقوط جميع اللاعبين من الفريقَين المُتصارِعَين على حَدٍ سواء .

 

19/5/2012

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter