| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الخميس 19/4/ 2012 أمين يونس كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
الكُتل السياسية .. والحِساب بِدِقة
امين يونس
في نِيةِ عددٍ مُهم من اعضاء مجلس النواب العراقي ، أن يُقّدِموا في الأيام القليلة القادمة ، مشروعاً ، لتحديد تَقّلُد الرئاسات الثلاثة ، بِدَورَتَين فقط [علماً انه لاتوجد مادة دستورية تُحَدِد ذلك].. ومن الطبيعي ، ان المُستَهدَف هُنا ، ليسَ السيد " جلال الطالباني " ، فهو أوتوماتيكياً لن يُرشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية مرةُ ثالثة ، إن لم يكن لشئ ، فعلى الأقل بسبب العمر والتعب !. ولا السيد " أسامة النُجيفي " هو المقصود ، فالرجُل لم يكمل بعد دورته الاولى كرئيسٍ لمجلس النواب ، ولا ضَير أن يُمّدِد رئاسته للدورة القادمة .. فهوَ على أية حال ، عربي وشاب وسُني ومهندس كهربائي ! ، ويريد ان يتساوى مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ، إذ ان كِلاهُما تقّلد المنصب لدورَتَين ، وكما يقول المَثَل " .. هو ليسَ إبن زوجة الأب ، فهو مثل الطالباني والمالكي إبن نفس الأُم ! " . بيت القصيد في هذا المشروع الذ ي سوف يُقدَم الى مجلس النواب .. هو السيد " نوري المالكي " رئيس الوزراء .. والجِهة المُتحّمِسة والمُحّرِكة لذلك ، هي التيار الصدري .. ومن الطبيعي ، ان التيار الصدري ، لايفعل هذا ، من اجل عيون القائمة العراقية ولا يسعى ان يكون رئيس الوزراء في الدورة القادمة " أياد علاوي " أو " صالح المطلك " بدلاً من المالكي .. ولا ان يكون شخص من التحالف الكردستاني ، مثل " برهم صالح " أو غيره .. ولا حتى أحد قياديي المجلس الاعلى الاسلامي او الفضيلة او المستقلين الشيعة ...
ان التيار الصدري لايُريد كُل ذلك .. فهو ببساطة ، يسعى أن يكون رئيس الوزراء القادم ، من التيار بالتحديد ! .. وهو يرى انه يستحق ذلك عن جَدارة ، ويعتقد ان " تأريخه " النضالي منذ 2003 يؤهله لذلك ! . ولعلَ بعض المؤشرات تؤكِد هذا الرأي :
- في اليوم الذي كان من المفروض ان يقسم اليمين ويقدم حكومته الجديدة الى البرلمان في اقليم كردستان .. كان السيد " نيجيرفان البارزاني " في إيران [ في زيارةٍ غير مُعلَنة مُسبَقاُ ] وإجتمع مع " مُقتدى الصدر " ! .
- إبدى التيار الصدري ، إستعداده الفوري للدفاع عن الكُرد في بغداد وبقية المحافظات ، ضد الدعوات الى ترحليهم التي أطلقها " عباس المحمداوي " .
- المُغازلة العلنية ، بين التيار الصدري والتحالف الكردستاني .. فأن وفداً كبيراً من التيار الصدري ، ضَم أبرز قياديي وشخصيات التيار ، زار كركوك ، وإجتمع مع المحافظ ومجلس المحافظة والمجموعة العربية .. ولَمحَ الى انه سيلعب دوراَ في حَل مُشكلة كركوك المستعصية .
- إستنكرَ التيار سريعاً ، إحتجاز " فرج الحيدري " رئيس المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ، المُقّرب الى الحزب الديمقراطي الكردستاني . وأعلنَ عن إمتعاضه الشديد ، لمحاولة نوري المالكي وحزب الدعوة ، السيطرة على الهيئات المُستقلة والبنك المركزي . مما حَدا بالسيد " مسعود البارزاني " رئيس أقليم كردستان ، ان يشكر علناً ، التيار الصدري ، على مواقفهِ ! .
.......................................
كما يبدو ، فأن الأمور تتجِه نحو مسارٍ واحد .. إذا نجحَ التيار الصدري والتحالف الكردستاني ، في إستمالة المجلس الاعلى الاسلامي بصورةٍ كاملة ، وأكثر من نصف القائمة العراقية .. فأن هنالك إحتمالات كبيرة ، ان يتم إسقاط الحكومة الحالية .. وتشكيل حكومة بديلة ..
لكن هذا السيناريو ليسَ سهلاً ، كما يبدو لأول وهلة .. صحيح ان هنالك تقاربٌ واضحٌ بين التحالف الكردستاني ، و [ قسمٍ ] من القائمة العراقية .. إلا ان هنالك أطراف في القائمة العراقية ، ولا سيما في كركوك والموصل وصلاح الدين والانبار ، ضِد هذا التقارب على طول الخط ... إذ ان دولة القانون وبالذات المالكي وحزب الدعوة ، نجحَ هو الآخر ، في كسب تأييد هذا الجزء من العراقية . إضافةً الى ان " التيار الصدري " ليسَ حزباً بمعنى الكلمة ، بل هو حركة تضم الكثير من الإتجاهات ، وبعضها لايتوافق بالتأكيد مع توجهات التحالف الكردستاني ولا مع القائمة العراقية .
ان الايام القادمة ، ستشهد تحشيد القوى ، وعمليات حسابية جارية ، لجمع أعداد النواب المؤيدين لنوري المالكي .. والآخرين المناوئين له .. والطرف الذي سيحسب بِدِقة وواقعية .. هو الذي سيفوز ! .
17/4/2012