| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الخميس 16/2/ 2012

 

على هامش زيارة الحكيم الى تُركيا

امين يونس

السيد " عّمار الحكيم " ، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي ، دُعِيَ قَبلَ أيام الى زيارة الجارة تُركيا ، واُستُقبِلَ بحفاوةٍ وإلتقى بِكبار المسؤولين الأتراك ، من رئيس الجمهورية عبدالله كول الى وزير الخارجية داود أوغلو .. الى هُنا والوضع طبيعي الى حدٍ ما ، ضمن مُسلسَل إنغماس تركيا في الشؤون العراقية .. حيث أنهم ، اي الحكومة التركية يدعون الكثير من الشخصيات العراقية التي " يُمكن " الإستفادة منها بصورةٍ مُباشرة أو غير مُباشرة ، في تنفيذ أجنداتها .

وما التغيير في مستوى التعامُل مع قادة أقليم كردستان ، خلال السنوات الماضية ، إلا إنعكاس للسياسة التركية الجديدة أقليمياً .. حيث إنهم كانوا يُستَقبَلون سابقاً ، بإعتبارهم " زُعماء أحزاب لاغَير " .. ثم تطّوَرَ الأمر ، وأُعتُبروا مسؤولين " عراقيين " .. ولكن بعدَ أن ضَمَنتْ تركيا ان حكومة أقليم كردستان ، مُتعاونة بصورةٍ عامة ومُستعدة للتنسيق الاستراتيجي معها ، رُبما حتى في مسألة حزب العمال الكردستاني ، فأنها باتتْ تدعوهم تدريجياً بكونهم قادة أقليم كردستان العراق ، وتتقَبَل فكرة وجود أقليم كردي بِمُحاذاة حدودها ... بِشرط ان يكون " مُتفهما " لهواجس تركيا من القضية الكردية داخل حدودها هي ... عموماً ، ان هنالك الكثير من الإهتمامات الاقتصادية والسياسية المُشتركة ، التي تستدعي وجود علاقات قوية بين تركيا وأقليم كردستان ، ولكن هذه العلاقات تُعاني اليوم من عدم التوازن فيها ، فالكّفة تميل بِشِدة الى جانب المصالح التركية ، إذ ان الأقليم مُجّرد مُستهلِك للبضائع والمنتوجات التركية ، ومَرتَع مُربِح لشرِكاتهم .

إذا كانتْ العلاقات بين تركيا ، وقادة أقليم كردستان ، فيها بعض المَنطِق [رَغم المآخذ حول ان المُستفيد في جانب الأقليم ، على الأغلب ، هي فقط بعض الشركات المحدودة ، المحسوبة بِشكلٍ أو بآخر على الطبقة الحاكمة المتنفذة] ... فأن زيارة السيد " عّمار الحكيم " الى تركيا ، وما تلاها من تحركات مَحلية ، تستدعي ، بعض المُلاحظات :

- ان تأثير السيد عمار الحكيم ، على الساحة السياسية العراقية عموماً ، محدود في الفترة الأخيرة ، لاسِيما بعد تراجُع المجلس الاعلى الاسلامي في إنتخابات 2010 وقبلها في إنتخابات مجالس المحافظات .. وما خروج أبرز رموزه " عادل عبد المهدي " من الواجهة السياسية مُتخلياً عن منصب نائب رئيس الجمهورية ، إلا أحد مظاهر نكوص الحكيم وتنظيمه السياسي ... إضافةً الى الإبتعاد التدريجي للذراع المُسّلح السابق " بدر " ، عن المجلس .

- صحيح ان تركيا ، تهتمُ بالعراق كله .. إلا ان تركيزها يَنصَب أكثر على بعض المناطق ، مثل الموصل وكركوك . وحتى التركُمان الشيعة المتواجدون في تلعفر وكركوك ، فأن تأثير السيد عّمار الحكيم ، عليهم ، ضعيف الى درجة كبيرة ، ولا يستحق الأمر التنسيق مع شخصية لاتستطيع عمل شئ يُذكَر في تلك المناطق !.

- من اللافت للنظر ، ان السيد عمار الحكيم ، فَور عودتهِ من جولتهِ التركية .. قامَ بزيارة محافظة نينوى [ علماً بأن الحكيم لايحمل أي صفة رسمية ] ، وإجتمع مُطّولاً مع المحافظ " أثيل النُجيفي " ، ثم مع مجلس محافظة نينوى " بقسمهِ الذي لايَضُم التحالف الكردستاني " .. ومن هناك دعا ( قائمة نينوى المتآخية ) الى إنهاء مُقاطعتها لمجلس محافظة نينوى ، والعودة لممارسة مهامهم !.

- على إفتراض ان قائمة نينوى المتآخية ، رجعتْ فعلاً الى مجلس المحافظة ، فأنها بالتأكيد لن تكون كُتلة " مُعارضة " ، بل بمقاعدها ال 12 او 13 ، تستحق على الأقل ، منصب نائب المُحافظ او رئيس مجلس المحافظة .. وهنا ، إذا حصلَ ذلك ، ستختلط الأوراق ، وينبغي فَك التحالفات السابقة ، بين " عراقيون " أثيل النجيفي ، و " العدالة والإصلاح " عبدالله حميدي الياور الشمري ، الذي قريبهُ هو نائب المُحافظ ! . فإلياور ، لن يرضى عن طيب خاطر ، بالتنازُل عن المنصب ، للكُرد .. وفي هذه الحالة ، ينبغي عقد تحالف جديد ، بين أثيل النجيفي وقائمة نينوى المتآخية ورُبما الحزب الاسلامي العراقي .. وفي هذه الحالة ، أما سيتجه الشّمر بمقاعدهم ال 11 الى " المُعارضة " داخل المجلس ، أو يبقون مع شعورهم بالتهميش ! . المُعادلة صعبة ... فإرضاء الجميع شُبه مُستحيل .. والكُل لايمتلكون فضيلة البقاء كمُعارَضة إيجابية ، تُراقِب وتُقّوِم ..

إذا كان جزء من مهمة السيد عمار الحكيم ، هو مُعالجة هذا الملَف المُعّقد .. فأعتقد انه لم يفلَح كثيراً لِحَد الآن ، والدليل على ذلك ، انه لم يجتمع مع الطرف الآخر من المُعادَلة ، أي قائمة نينوى المتآخية !.

- من الطبيعي ، ان " أثيل النجيفي " ليسَ بحاجة الى وساطة او توصية ، يحملها السيد عمار الحكيم من الحكومة التركية .. فالرَجُل اي النُجيفي ، لايجعل الأتراك يشتاقون إليهِ ، فلا يكاد يمُر شهر ، دون تواجده في اسطنبول او انقرة او غازي عنتاب ، بمُناسبة او بدونها .. بحيث ان الشارع الموصللي ، يُلّمِح الى انه يستلم نصف راتبه من أنقرة لأنه يُداوم أسبوعَين في الشهر هناك !... وبعض الخُبثاء ينصحون النُجيفي ، بتقليل زياراته الى تركيا ، وجعل " طارق الهاشمي " عبرة لهُ .. فزيارات الهاشمي الكثيفة الى تركيا ، إنتهتْ بهِ طريداً للعدالة !.

- رُبما ، الأتراك نصحوا السيد الحكيم ، بإعادة ترتيب أوراقه ، وحَزم أمره والخروج كُلياً من التحالف الوطني ، والتخلُص من قَيد المالكي وحزب الدعوة والتيار الصدري .. والتوجه الى قسمٍ من القائمة العراقية .. وجَعل موضوعة [[ الأقاليم ]] أرضية مُشتركة مُناسبة للإتفاق على سياسة واحدة في المرحلة المُقبِلة .. فأسامة وأثيل النُجيفيين ، سيؤيدان فيدرالية او اقليم البصرة او الجنوب ، والسيد عمار الحكيم ومَنْ يُواليه من الشيعة ، سيؤيدون أقليم او أقاليم السُنة .. وذلك كله مُناسب للطموحات التركية ، وبالتالي الامريكية !.

 

15/2/2012
 

 

 

free web counter