| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الخميس 15/3/ 2012

 

يبدو أن ( سّيِداً ) قد ماتَ !

امين يونس

(عندما كنتُ صغيراً ، كانتْ جدتي تقول ، لَما يَغْبَر الجَو : " يبدو ان أحد [ السادة ] الأخيار قد تَوّفى ! ) . عِلماً انه في ذلك الزمان ، كان إغبِرار الجَو نادراً جداً . ورُبما تَمُر عدة سنين ، دون حدوث ذلك . فحتى الطبيعة ، حينها ، كانتْ أكثر نقاءاً وبساطةً ، وتدخلات البَشر في البيئةِ أقل حِدةً ... عل أية حال ... كان شائعاً في مدينتنا الصغيرة .. انه عندما تكفهِرُ السماء ، من تكاثُف الغُبار ، فأن ذلك يعني ، ان [ سّيِداً ] من أولياء الله ، قد مات .. وان السماء تعبسُ والشمسُ تتوارى ، من شِدة الحُزن ! .

وكما يبدو ، في زمننا الحالي هذا .. فأن هنالك إحتِمالَين : فإلى ما قَبل 2003 ، كان عدد " السادة " قد تزايدَ بِشكلٍ كبير ، وبالتالي فلا يكادُ يمرُ إسبوعٌ واحد ، من دون أن ينتقِل أحدهم الى رحمة الله .. أما بعد 2003 ، فأن وباءاً أصاب " السادة " ، فباتوا يموتون زُرافات ! .. والدليلُ القاطع على ذلك .. ان أغلب أيام الأسبوع ، أصبحت مُغبَرة ، بل ان هنالك أياماَ ، تكون فيها الرؤية خلال النهار ، لاتتجاوز العشرين متراً .. ورُبما ذلك يعني ، ان سّيِداً كبيراً مُحترماً قد مات !.

ورغم ما تّدعيهِ تقارير العُلماء ، من ان ثُقب الأوزون ، والتسارُع المضطرد في التصنيع في امريكا واوروبا والصين وما ينتج عنه من غازات ضّارة .. هو المسؤول الأكبر عن التغّيُر المناخي حول العالم ... فان موت " السادة " ، هو السبب الأقرب الى التصديق ، عندما يَغبَرُ الجو هنا في العراق ! ...

وكما هو معلوم ، ان [[ السّيِد ]] هو حُكْماً من أحفاد محمد بن عبدالله أو علي بن أبي طالب ... لكن المُشكلة ، ان هنالك أسياداً في طول البلاد الاسلامية وعرضها .. ف " السيد " في المغرب ، والسيدُ في بنغلاديش او افغانستان وكذا في لبنان والصومال ، يقولون انهم من احفاد النبي .. بل ان في مدينتي الصغيرة " العمادية " ، هنالك عِدة بيوت " أسياد " ... فأما ان يكونوا من جذور عربية قحّة .. أو ان النبي محمد أصله كُردي ! .. أو ببساطة يكونون أسياداً مُزيَفين والله أعلم .

بالنسبة لي ، انا اُصّدِق ، بأن السبب في العواصف الترابية المُتتالية والمُستمرة .. هنا في العراق ، وحتى في دهوك ... هو ان أحد " السادة " الأتقياء ، قد إنتقلَ الى رحمة الله ، كما كانتْ تقول جدتي ... فعندنا تُخمة من السادة بِمُختلف أزياءهم وأغطية الرأس السوداء والبيضاء ... بينما لايغبر الجو ولا تحدث عواصف ترابية ، في اوروبا وامريكا وبقية الدول الكافرة ، التي ليسَ فيها [ سادة ] أصلاً !.
........................
منذ يومَين والجَو أغبرٌ هنا في دهوك ... إقرأوا الفاتحة على روح " السّيِد " الذي مات ! .

 

14/3/2012
 

 

 

free web counter