أمين يونس
أسباب ضغط الدَم والجَلطة
امين يونس
الكثير من شوارعنا ضّيِقة " لسوءٍ في التخطيط ، مُزمِن "، فإذا وقفتْ سيارة لأي سببٍ من الأسباب ، فأن حركة سير المركبات تتوقف .. وهنالك حالات روتينية ، كأن تتوقف سيارة التكسي لركوب او نزول العِبرية " ليسَ هنالك أماكن مُحّددة لذلك ، وحتى في حالة وجودها ، لا المواطن ولا سائق التكسي يلتزمان بها" .. وهذا الأمر يستغرق وقتاً قصيراً في العادة ، لا يستدعي الإنفعال ! ... أو ان تقوم سيارة رفع الزبالة بعملها أحياناً في منتصف النهار .. أو ان تَعطَل إحدى السيارات .. وكُل هذه الأسباب أعلاه ، أصبحتْ " مقبولة " في عُرفنا وتَعّودنا عليها .. ولكن هنالك حالات مُستَهجَنة ، تؤدي الى الإزدحام والإختناقات ، والى المشاكل أحياناً :
- كأن ينزل سائق سيارة ، لكي يشتري شيئاً ما من الدكاكين ، على مَهلهِ وبالتصوير البطئ نِكايةً بِكُل الواقفين خلفه ! .. أو أن يركنُ أحدهم عربته ، ليتحدث مع صديقهِ شُرطي المرور ، عن ما فعلهُ في الليلة الماضية أو يتبادلان النكات ! .. وهاتَين الحالَتَين ، هما من القَطْع الصغير ، ويتم التعامُل معهما ، بإطلاق الهورنات ، أو حتى النزول من السيارات وتبادُل بعض الكلمات ولكنها لاتصل الى اللكمات ! وينتهي الأمر .
- أحياناً تريد أن تقف للحظات في مكانٍ ما لأمرٍ طارئ، فيهرع شرطي المرور نافخاً بِقوة في صّفارتهِ ، وكأنه حَكَمٌ وأنتَ إرتكبتَ فاول تستحق ان تُعاقَب عليه بضربة جزاء ! .. فتقول له ، يا أخي هذه السيارة واقفة قبلي ، ويوجد مكان ولن أتأخر أكثر من دقيقتَين .. فيقول بِكُل إصرار : ممنوع . وإذا سألته لماذا تلك السيارة مركونة إذن ؟ يجيب بِكُل صفاقة : إنها لإبن [ فلان ] !!.
( قبلَ أسابيع كنتُ مع صديق في وسط المدينة ، وكان الإزدحام شديداً ، وإستغرقنا عشرين دقيقة حتى وصلنا الى المكان الذي سّببَ هذا الإختناق .. حيث كانتْ سيارة آخر موديل واقفة في منتصف الشارع تقريباً ، وتضطر السيارات الى المناورة بِبُطأ ، حتى تستطيع المرور ..والمهزلة ان عدداً من الشُرطة كانوا مُتواجدين .. بِلا حَولٍ ولا قُوّة .. لأن السيارة العتيدة ، كانتْ للشيخ فلان الفُلاني !! ) . هذه الحالات ، هي التي تُؤدي الى الإصابة بإرتفاع ضغط الدم ، ورُبما السُكّري أيضاً .
- أحياناً ، " يتوّرط " شُرطي المرور المسكين أو حتى ضابط المرور، أما لأنه " غشيم " أو يتراءى له أنه يستطيع تطبيق القانون .. فيُحاول ان يمنع فلان الفلاني ، من الوقوف في المكان الخطأ .. فيقوم الأخير بِكُل بساطة ، بإهانتهِ علناً وحتى ضربهِ " والمُصيبة أنه نادراً ما ينبري أحد للدفاع عن الشرطي ".. والعديد من هذه الحالات حدثتْ بالفِعل .. ومّرتْ دون مُحاسبة الجاني . وهذه المُشاهدات ، كما يقول الأطباء ، عاملٌ مُساعِد على الإصابة بالجلطة القلبية والدماغية !.
.....................................
عندما يتعامى فُلان ، عن ما يقوم به أبنه من مُخالفات وتجاوزات .. فأنه مُشاركٌ في هذه الأفعال المرفوضة .. وعندما ينحدر المُجتمع ، الى الدرجة التي ، يتعايش فيها ، مع خروقات فلان الفلاني وعلان العلاني ، للقانون .. ويتسامح بشأنها ، ويتقبَلَها ... فأن هذا المُجتمع ، لا يستحِق ان يَحيا ، تحتَ شروط العدالة والمساواة وسُلطة القانون.
12/3/2012