| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 14/2/ 2012

 

الديكُ والدجاجة

امين يونس

" قال الديك للدجاجة : أستغربُ منكِ .. تنتجين البيضَ ولا تأكلينهُ ! .. رّدتْ الدجاجة بالقول : وأنا أتعّجبُ منكَ .. توقظ الناسَ في الفجر لكي يُصّلوا .. وأنتَ نفسكَ لا تًصّلي ! "

حالنا في العراق ، شبيهٌ بحال الدجاجة والدِيك ... فبلدنا " الدجاجة ، أي أرضنا " ينتجُ الكثير من النفط ، لكن الشعب لا يستفيد منه .. لا زالتْ نسبة كبيرة من الناس تعيش تحت خط الفُقر ، وما زال البنزين المُنتَج من مصافينا يؤذي سياراتنا، وفيه الكثير من مادة الرصاص السامة التي تُدّمِر بيئتنا ... وما زُلنا نَحتَرُ في الصيف ونبتردُ في الشتاء ، لأن الكهرباء متردية .. فليسَتْ الأجواء وحدها ، عندنا ، قّارية ، أي حارة صيفاً وباردة شتاءاً ، إذ ان بيوتنا أيضاً كذلك ! .. والكهرباء شحيحة ، لأن الوقود الذي يُشّغِل محطات التوليد ، غير مُتَوّفِر كفايةً .. بالله عليكم ، كيفَ تستطيع دجاجة تركيةً التي لا تبيضُ أصلاً " فهي مُستورِدة للنفط " ، ان تبيعنا المنتجات النفطية و تنتج كميات من الكهرباء تكفيها ، بل تُصّدِر الفائض من الكهرباء إلينا ؟ ونحن دجاجتنا تبيضُ ذهباً أسْوَد ؟!!

أما ديكُنا ، الذي يصيح بأعلى صوتهِ والذي لا يُصّلي هو نفسه .. فأنه يشبه أعضاء مجلس النواب والوزراء والمسؤولين الكِبار ... فالنُواب الذي " يُشّرِعون القوانين " لكي يلتزم الناس بها ويُطبقونها .. هُم أول الذين يخرقونها ، وكأنهم وضعوها لل ( الآخرين ) فقط وليسَ لأنفسهم أيضاً ! ... ففي الأيام الاولى من الدورة الاولى ، شّرعوا لأنفسهِم وللوزراء والموظفين الكِبار ، رواتباً ضخمة غير معقولة وإمتيازات كبيرة لا معنى لها .. وبذلك حنثوا بالقَسَم الذي بموجبه تعهدوا أن يكونوا حُماةً على أموال الشعب ومُحافظين على ثرواتهِ ! .

والوزراء وكِبار المسؤولين ، الذين دّوخوا رؤوسنا ، بخطاباتهم الداعية الى نبذ العُنف ومحاربة الإرهاب ومُقاومة الطائفية .. نراهُم يحيكون الدسائس ضد بعضهم البعض ، ويتواطئون مع جماعات العُنف ويتصلون مع دول الجِوار وينفِذون أجنداتها ويُروجون للطائفية المذهبية والسياسية ... الى جانب نفاقهم وكذبهم ، بِصَدد محاربة الفساد .. فطوال السنوات التسعة الماضية .. ورغم آلاف الخُطب الرنانة والطنانة حول مُجابهة النهب وقطع دابر السرقة ، فأن بلدنا يحتل مركزاً متقدماً في الفساد ، حسب كُل جداول المنظمات الدولية الرصينة ، وان المبالغ المفقودة بلغتْ أرقاماً فلكية عجيبة .. ولِحد اليوم ، لَم يُقدَم أحدٌ من هذه الطبقة الحاكمة ، الى القضاء ولم يتم إسترجاع شئ من أموال الشعب .. إن هؤلاء الكِبار ، يصيحون مثل الديك ، ولكنهم لايُصّلون .. وان لِحاهُم وجببهم وسبحاتهم ، ما هي إلا علامات بارزة على النفاق وخداع الناس .. لأنهم أي الطبقة الحاكمة في كُل العراق [ طبعاً لا أقصد التعميم ، إذ هنالك قلة قليلة من الشُرفاء ] ، ولكن الغالبية من عناصر أحزاب الاسلام السياسي بِشَقيها ، يُتاجرون بالدين في سبيل المصالح والنفوذ والمال .. وحال الأحزاب الاخرى غير الدينية المُشاركة في السلطة ، ليسَ أفضل منها على أية حال ! ..فمعظمهم ، مثل الديك أعلاه ، يُحدِث ضجيجاً ويُزعج الناس ويُربكهم .. ولا يقوم بشئ سوى نقر الدجاجة ونتف ريشها !.

 

13/2/2012
 

 

 

free web counter