| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 13/12/ 2011

 

إنتخابات مجالس محافظات الأقليم / 4

امين يونس

الإعلان الذي صدرَ مؤخراً ، بأن الحِزبَين المُتحالفَين الحاكمَين في أقليم كردستان ، سوف يخوضان إنتخابات مجالس المحافظات ، بقوائم مُنفصلة .. كان مُتوَقعاً . أعتقد بأن الوقت حان ، لكي يعرف كُل حزب ، قوته الإنتخابية الفعلية .. بعيداً عن المُبالغات والتكهنات غير الدقيقة . أدناه بعض المُلاحظات التي أستشفها من خلال متابعاتي عن كثب للوضع في الاقليم .. وبالطبع هي مُلاحظات شخصية ، تتحمل الخطأ والصواب :

- إستنفذّ " الإتفاق الاستراتيجي " بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني .. مهامهُ المرحلية منذ عدة سنوات ، حيث تجاوزتْ الاحداث جانبه " الإيجابي " المُتمثل بالتخلي عن التناحر القاتل بين الطرفين .. ووصلَ الى حد بروز الجوانب السلبية ، والتي تتمظهَر في التواطؤ المتبادل في التعتيم على الفساد والسلبيات الموجودة .. وإحتكار السلطة والثروة وتقسيمها فيما بينهما .

- أفرزَتْ تداعيات الحراك الجماهيري في مدينة السليمانية وغيرها ، منذ بداية العام الحالي .. وضعاً جديداً نسبياً ، لعلَ بعض ملامحه : .. ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ، رغم محاولاته في الاشهر الاخيرة في إرسال بعض القياديين النشطين الى المدينة ، من أجل ترميم الوضع .. فان الحزب خسرَ ما تبقى له من شعبية في (مركز المدينة) ، ويبدو انه توصلَ الى قناعةٍ بأنه لن يحصل على أي مقعد في المركز . وربما سيركز جهوده في الفترة القادمة ، لتعزيز مواقعه الجزئية المتبقية في الأطراف مثل قلعة دزة . وبالمُقابل فأن نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني ، شُبه مُطلَق في محافظة دهوك ... وله الأسبقية كما يعتقد في الكثير من اقسام محافظة اربيل ... ورغم التنافس المحموم بين الحِزبَين طيلة السنوات الثمانية الماضية ، في كركوك ونينوى ... فمن الأرجح ، ان نفوذ وشعبية الحزب الديمقراطي في المناطق المتنازع عليها في نينوى ، أكبر من نفوذ الاتحاد الوطني ... بينما تنعكس الصورة في كركوك .. حيث ان الاتحاد الوطني هو الأقوى على الأرض .

- إذا كانتْ هذه الإفتراضات أعلاه صحيحة ... يصبح من المفهوم ، سبب نزول الحزبَين الى إنتخابات مجالس المحافظات ، مُنفصلَين . فحتى لو قبلَ الديمقراطي ان يُشاركوا في قائمة واحدة في دهوك ، وأعطى للإتحاد مقعداً او إثنَين ، فأن ذلك لن يُعّزِز مواقع الاتحاد بل سيُكرس دوره الهامشي في دهوك . وكذا الامر في السليمانية ، فلن يستفيد الديمقراطي بشئ إذا أعطاه الاتحاد مقعدا او اثنين . بل ان حصول اي حزبٍ منهما ولو على مقعدٍ واحد في منطقة نفوذ الآخر من خلال قائمة منفصلة ، سيكون له مردود إيجابي أكثر .

- لازالتْ مشكلة المناطق المتنازع عليها ، غير محلولة .. فلا كركوك ولا بعض أقضية ونواحي نينوى وديالى وصلاح الدين ، ذات الاكثرية الكردية .. ستشترك في إنتخابات مجالس محافظات الاقليم .. إذن ستبقى الأمور كما هي اليوم ، في إعتقادي ، من ناحية توزيع النفوذ بين الحزبَين في هذه المناطق ، الى إشعارٍ آخر .

- لو إفترضنا ، ان الانتخابات سوف تجري خلال الاربعة أشهر القادمة [ علماً ان أحداث زاخو ودهوك الاخيرة ، تُرّجِح إمكانية تأجيل الانتخابات الى أجلٍ غير مُسمى ] .. فأن الطرف الوحيد الذي يُمكن ان يُنافِس الحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة دهوك ، الى حدٍ ما .. هو الإتحاد الاسلامي الكردستاني .. والذي كما أرى ، انه بعد حرق مقرهِ للمرة الثانية ، كسبَ تعاطف المزيد من الناس !. في حين ان حركة كوران ، كما يبدو يأستْ من إمكانية خلق قاعدة لها في بهدينان ، ولا أعتقد انهم سوف يُرشحون أحداً في دهوك ، بل رُبما سيدعمون مرشحين مُستقلين أو حتى مرشحي الاتحاد الاسلامي !. ولا أرى أي فُرصة لحصول الاحزاب الاخرى ، مثل الحزب الشيوعي الكردستاني او الكادحين او الاشتراكي على مقعد . عموماً أعتقد انه لو جرتْ الانتخابات ولو بِحَدٍ أدنى من النزاهة ، فأن الاتحاد الاسلامي الكردستاني ، سيحصل على بعض المقاعد في مجلس محافظة دهوك .

- في السليمانية ، أعتقد ان التنافس لن يكون ثنائياً مثل دهوك ، بل انه سيكون ثلاثياً ، بين حركة كوران الأقوى على الأرض ، والإتحاد الوطني الكردستاني ، والجماعة الاسلامية والإتحاد الاسلامي .. وهنالك تكهنات بأن حركة كوران رُبما تحصل على أغلبية ، يليها الإتحاد الوطني ، ثُم الاسلاميين الذين سيحصدون بعض المقاعد .

- أرى ان الإنتخابات ستكون أكثر حرارةً في العاصمة أربيل واكثر تنوعاً ... فعلى الرغم من ان حظوظ الحزب الديمقراطي الكردستاني ، رُبما تكون أكبر من البقية .. فأن حركة كوران والاتحاد الوطني والجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي والشيوعي الكردستاني .. سيكون لهم حضور معقول .

- من الواضح ان [[ المال السياسي ]] يلعب دوراً مُهماً في حشد التأييد لهذا الطرف او ذاك .. ومن البديهي ان تحكم الاتحاد الوطني الكردستاني في معظم مكامن الثروة في السليمانية وبعض المناطق الاخرى .. وكذا سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني عليها في دهوك واربيل وغيرها ... وإستخدام جزء من هذه الثروة ، في شراء الولاءات والتأييد .. يُضعِف فُرص خلق أرضية صحية للعمل السياسي الديمقراطي ، ويُقلِل من إمكانية التكافؤ والعدالة . طبعاً الى جانب امور اُخرى ... مثل الشكوك التي تلف إستقلالية مفوضية الانتخابات .. وإستغلال الامكانيات الحكومية والاموال العامة والاعلام ووسائط النقل الحكومية ، في الدعاية والترويج ، للاحزاب المتنفذة .. كُل هذه الامور " إذا بقيَتْ على حالها " ، تجعلنا نميل الى الإعتقاد ، انه لن يحدث تغييرٌ حقيقي في المشهد العام .. سوى تبدل جُزئي في هذه المدينة او تلك .

 


12/12/2011
 

 

free web counter