|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 12/6/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

دولة الدكاتِرة

امين يونس

" الدكتور " أياد علاوي .. كان رئيساً للوزراء ، وفي عهده اُستُخدِمَ العُنف المُفرِط بالتعاون والتنسيق مع الاحتلال الامريكي .. في تحجيم المجاميع الارهابية في الفلوجة وغيرها ، وضد جيش المهدي في كربلاء والنجف .. ولم يتم مُراعاة المدنيين والأبرياء ، فراحتْ ضحايا كثيرة " بولة بْشَط "، وكافة الخدمات كانتْ مُتدنية بصورةٍ عامة .. والوضع الأمني مُتدهوراً .. " الدكتور " ابراهيم الجعفري .. صارَ رئيساً للوزراء .. وفي عهده ، تَكّرَسَتْ الطائفية وتصاعدتْ العمليات الارهابية وساءتْ الامور .. أما " الدكتور " محمود المشهداني ، فحينَ إضطلعَ بِمهام رئيس مجلس النواب ، فلقد إكتملَ هزال المشهد السياسي العراقي ، وإختلطتْ التراجيديا السوداء بالكوميديا السوداء أيضاً .. من خلال تصرفات " الدكتور " المشهداني الصبيانية وكلماته المُبتذَلة .. وخّلفه في المنصب " الدكتور " أياد السامرائي . وكان " الدكتور " موفق الربيعي ، مُستشار الامن القومي العراقي .. طيلة بقاءه في هذا المنصب ، لم يفهم ولم يستوعب .. مَهام هذه الوظيفة الخطيرة ، وأكبر مُنجزاتهِ ، أنه سّلمَ أعتى الإرهابيين العرب من مقترفي الجرائم الكبرى .. بِحق الشعب العراقي ، سّلمهم الى السلطات السعودية عن طيب خاطر ! . بأمثال هؤلاء [ الدكاترة ] إضافةً الى الدكتورَين نوري المالكي وجلال الطالباني ، اُديرَ العراق الجديد خلال السنوات الماضية .

طبعاً الى جانبِ ، كومةٍ كبيرة اُخرى من " الدكاترة " .. مثل الدكتور علي الدباغ والدكتور علي الاديب والدكتور علي العلاق والدكتور حسين الشهرستاني والدكتور رافع العيساوي والدكتور سليم الجبوري والدكتور روز نوري شاويس والدكتورة مها الدوري والدكتورة سميرة الموسوي والدكتورة حنان الفتلاوي والدكتور وائل عبداللطيف والدكتور مهدي الحافظ والدكتور محمود عثمان ...الخ .

هؤلاء المذكورين أعلاه .. غالبيتهم العظمى ، حائزون فعلاً على الشهادات العُليا .. وبعضهم على شهادات فخرية .. والمُضحِك المُبكي انه ، بِكُل هؤلاء " الدكاترة " القادة الكِبار ، لازُلنا قابعين في مستنقع الفساد والفوضى والتخلُف ... فكيف لو كان يحكمنا اُناسٌ بلا شهادات عُليا ؟ لا أستطيع الجزم ، بان الوضع كان سيكون أسوأ ! .. فكما يبدو ان : الفساد والفوضى ، ليسا مُرتبطَين فقط بحيازة الشهادات العُليا من عدمها .

.....................................

 ولكن مئات المسؤولين اليوم والذين يسبق أسماءهم اللامعة ، حرف " د " ونُقطة ، بإعتبارهم دكاترة .. وفي مُختلف الإختصاصات ، ولاسيما القانون والسياسة والعلوم الانسانية والحيوانية.. فان أغلبهم من خريجي جامعة وأكاديمية مرموقة .. ومعروفة على المستوى الأقليمي والدولي ..ومُعتَرَف بها في أوساط المُزورين والمُزيفين حولَ العالم ! .. ألا وهي " جامعة نيو مريدي تاون " الشهيرة .. علماً ان لهذه الجامعة فروع في كُل مُحافظات العراق الثمانية عشرة !.

رُبما يكون العراق هو البلد الوحيد في العالم ، الذي يسُن برلمانه قانونا ، يعفي بموجبه ، الذين زوروا شهاداتهم الدراسية وإحتلوا مناصب .. أعفاءهم من التبعات القانونية ومن إسترجاع الرواتب التي إستلموها ، والإكتفاء فقط بفصلهم ! . " هذا القانون الذي قُدِم من الحكومة قبل حوالي السنة ، تمَ إقراره في مجلس النواب " .

والعجيب الغريب " علما انه لم يعُد أي شئ عجيباً في العراق " .. انه خرجتْ قبلَ أيام مُظاهرة في بغداد ، وأمام أنظار الإعلام والمحطات الفضائية .. لمجموعة من مُزوري الشهادات الابتدائية ، والذين فُصِلوا من الجيش والقوى الامنية .. مُطالبين ب [[ حقوقهم ]] !! .. ومطالبين بإعادة تعيينهم .. وكانوا يرقصون ويهزجون بإبتذال وسخافة .. صرخَ أحدهم : بأنه يعرف شخصاً حق المعرفة ، يحمل رتبة مُقّدَم .. وشهادته الإبتدائية مُزورة .. وحتى انه لايعرف القراءة والكتابة .. فلماذا لايُفصل ذاك ؟ .

إذا كانَ الغرب يُفاخِر بديمقراطيته التي تسمح ، بخروج مُظاهرات للمثليين جنسياً .. فنحنُ لدينا مظاهرات للمُزورين !.

 

11/6/2012

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter