| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الأحد 11/3/ 2012

 

إحتيالٌ وتزوير

امين يونس

- قبلَ أيام أعلنتْ وسائل الإعلام المحلية ، هُنا في دهوك ، عن ( إكتشاف ) معمَلٍ لتزوير المواد الغذائية ! .. وهوعبارة عن طابقٍ أرضي أو سرداب ، تحت بنايةٍ سَكَنية .. حيث تأتي سيارات مُحّمَلة بِرُز الحِصة التموينية ، مثلاً ، وهومُعبأ بأكياس ذات خمسين كيلوغرام ، ومن النوعيات الرديئة .. فيتم تفريغه في " المعمَل " وتعبئته في أكياس اُخرى ذات علامات تجارية معروفة ، من قبيل الديك وغيرها .. وكذلك نفس الحالة مع الشاي والعدس والفاصوليا والكثير من المواد الغذائية ، بل حتى المُنتهية الصلاحية منها ، والغير معروفة المنشأ أيضاً . أي بإختصار ، ان ما يُسمى ب ( المعمل ) ، هو في الحقيقة ، مُستَودَع للعبوات الفارغة من أكياس مُختلفة الأحجام والانواع ، مكتوبٌ عليها بِدقة نفس كلمات المنتوج الأصلي ، وكذلك تأريخ الإنتاج وتأريخ إنتهاء المفعول ، وتُخيَط الأكياس بِحِرَفية عالية .. وتذهب الى الأسواق لِتُباع على أنها ، مواد أصلية ، وهي في الحقيقة ، من أسوأ أنواع المواد الغذائية والتي تُسّبِب ضرراً للمُستهلِك ، سواء من الناحية الصحية او الإقتصادية . وللأسف ، لم يكشف الإعلام الرسمي ، تفاصيل كافية عن هذه الفضيحة ، ولا تداعياتها على السوق المحلي ، ولا الكشف عن أسماء المتورطين وإحالتهم على القضاء علناً ، ليكونوا عبرةً لِمَنْ يعتبِر !.

- كنتُ في السابِق ، مُدّخِناً شَرِهاً ... وأعرف انواع السكائر وأدركُ مدى الضَرر الذي تُسّبِبه ، وأتفهم لِما تقوم بلدان العالم المُختلفة ، بِسَن قوانين صارمة تَحُد من التدخين ، ومن الأمور التي تلجأ إليها ، هي الضرائب المُرتفعة التي تفرضها ، على صناعة وعلى إستيراد السكائر . ولا اعتقد انه توجد دولةٌ في الدُنيا ، تتوفر فيها أنواع السكائر الرخيصة جداً ، مثل أقليم كردستان ! . فهنالك باكيت " من ماركات مُختلفة " يحتوي على عشرين سيكارة ، سعره بالمُفرد 500 دينار عراقي ، وإذا إشتريت كلوص أو عشرة باكيتات ، فسعره 3500 دينار ، أي ان كُل أربعة باكيتات من هذه السكائر ، تُكّلف دولاراً واحداً فقط !. فنحنُ هنا ، بدلاً من فَرض ضريبة معقولة على السكائر ، لِرفع سعرها وجعل ذلك أحد الأسباب لترك او التقليل من التدخين .. فأننا تركنا الحبل على الغارب ، لإنتاج السكائر محلياً ، من دون مراقبة ولا مُتابعة ، ولا احد يعرف ، ماهو هذا " التبغ " الذي يُعبأ ، وما هي مواصفاته ، ومدى ملائمته للإستهلاك البشري ، والأضرار الناتجة عنه ؟! ان التزوير جارٍ على مَلف السكائر هنا منذ سنين طويلة . الأمر أعلاه ينطبق تماماً عل المشروبات الكحوليةِ بأنواعها . ان أسعار هذه البضائع ، مُتدنية كثيراً مُقارنة مع أسعارها في البلدان القريبة ، والدليل على ذلك ، ان هذه المُنتجات البالغة الرداءة ، عدا عن أنها تُستَهلَك هنا ، فانها تُهّرَب الى دول الجوار ولاسيما إيران .

- أتعجبُ من دولةٍ عملاقة ، بِحجم الصين ، التي تُنافِس اليوم الغرب عموماً ، ومُرّشحة ان تصبح الاقوى إقتصادياً بعد سنواتٍ قليلة .. اتعّجبُ من سماحها لمصانعها ، أن تنتج بضائع ( رديئة ) وبأسعارٍ بخسة ، حسب طلبات تُجار ، سواء من العراق او غيره ؟!. فإذا كانَ التاجر ، او [ الفاجِر ] في الحقيقة ، من أقليم كردستان ، يرتضي لنفسه ، ان يجلب بضائع مُتنوعة ، شديدة الرداءة ، ليبيعها هنا ، ويخدع المستهلك .. فكيف ترتضي الصين ، التي تغزو بضائعها أسواق الولايات المتحدة وأوروبا ، الصين التي ترسل شهرياً أقماراً صناعية الى الفضاء .. كيف ترتضي ان تُمّرَغ سُمعَتها الصناعية في الطين ، هُنا .. مِن اجل بضعة صفقات سخيفة مع تُجارٍ جشعين مُنافقين ؟!

- كُل البضائع الإستهلاكية والمواد الغذائية ، الرديئة ، الموجودة في السوق المحلي ، من ناحية ... و [ الأدوية ] المغشوشة .. من ناحيةٍ اُخرى .. فأنكَ إّذا إشتريتَ مصباحاً أي " كلوب " صيني رخيص، فإشتغلَ يومَين ثم إحترق .. فأن الضرَر الناتج ، محدود .. لكنكَ لو إستخدمتَ " دواءاً " غير فّعال أو مُنتهي الصلاحية ، فأن الخطر ، مُضاعَف وله علاقة مُباشرة بحياة الإنسان . ومن الشائع جداً .. هنا .. ان يقول لك الصيدلي ، ان الدواء الفلاني ، بألف دينار ، أي أقل من دولار واحد ، ونفس الدواء من منشأ رصين بعشرة آلاف ! .. ومن الطبيعي ، ان غالبية المرضى عندنا ، لايملكون المال الكافي لشراء الدواء الغالي ، فيضطرون الى إستخدام الرخيص حتى لو كان قليل ، بل احياناً .. عديم الفعالية ! . ان التزوير والتحايل ، في قطاع الادوية ، مُنتشِر على نطاقٍ واسع ، للأسف الشديد.

......................................
صحيح ... لدينا جهات " رقابية " من الناحية [[ الشكلية ]] .. لكنها لاتقوم بعملها ، على نحوٍ مُرضٍ .. ولا تُتابع ولا تفحص ولا تقيس ، ولا تُحاسِب ولا تُقاضي المُقّصِر .. وان " حماية المُستهلِك " مُجّرَد عِبارة فارغة من المعنى .

 

10/3/2012
 

 

 

free web counter