| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الأحد 11/12/ 2011

 

بعض تداعيات حرق مقر الاتحاد الاسلامي في دهوك

امين يونس

- إحراق مقر الإتحاد الاسلامي الكردستاني ، في دهوك .. من قِبَل مجاميع مشاغبة منفلتة قبل اسبوع .. كان له آثار سلبية ، على عموم المجتمع في المدينة .. سواء من المتعاطفين والمحسوبين على الاتحاد الاسلامي .. او حتى البعيدين عنه وعن توجهاته .. بل انني إلتقيتُ بالعديد من عناصر القوى الامنية ومنتسبي الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم ... وكانوا مستائين وغير راضين عن ما حصل ..

- ولأن المقر المُعتدى عليه ، يقع على الشارع الرئيسي في المدينة ، ويظهر من بعيد لسالكي الطريق من المشاة وراكبي السيارات على السواء ... فأنه من المُحزِن ان يتحول المبنى الكبير بواجهتهِ المضيئة ليلاً ، الى هيكلٍ أسود مُظلِم .. ولأنني أسكن قريباً من المقر وطريقي اليومي يُحتم عليّ المرور قبالته.. فأنني أشعرُ في الحقيقة ، وكأن جزءاً من الذي أصابَ مقر الحزب الاسلامي .. قد أصابني أنا شخصياً ! .. لاسيما وانها المرة الثانية التي يحصل فيها ذلك خلال ست سنوات ، وكنتُ شاهداً في المرَتَين . صحيح انني غير مُلتزم بالطقوس الدينية مثل الصلاة والصوم ولم أحج ... ولا اُحبِذ ان يختلط الدين بالسياسة .. لكنني متعاطفٌ تماماً مع الاتحاد الاسلامي ، وساخطٌ على الذين قاموا بهذا العمل الشائن .. كائناً مَنْ يكونون ... ولي أصدقاء عديدون من منتسبي هذا الحزب الاسلامي .

- قالَ لي أحد الاصدقاء ، بانه يوجد في بعض المدن الاوروبية وفي روسيا ايضاً .. بعض الاماكن المُهدَمة والمُحطمة والمحترقة .. من آثار الحرب العالمية الثانية .. أبقوها لحد الان عمداً ، وحولوها الى ما يشبه المتاحف .. لكي تُذكرهم دوماً بأهوال الحرب والعنف الاهوج الناتج .. وإقترحَ ذلك الصديق ، ان لا يتم إعادة بناء مقر الاتحاد الاسلامي الكردستاني المحترق .. وبناء مقر آخر .. لكي يظل هذا المبنى شاهداً على ان الهمجيين مروا من هنا .. ولكي يُذكرنا دائماً ، ان العنف لاسيما إذا كان غير منضبط ، لا ينتج عنه .. إلا الخراب والقبح والظلام والدمار ... ولكي نترك مرة واحدة والى الأبد .. هذه العادة المستهجنة في حرق مقرات الاحزاب التي لا تتوافق مع توجهاتنا .. فكرة معقولة : نترك هذا البناء المحترق ليصبح متحفاً ودليلاً على انه كان بيننا اُناسٌ مشاغبين عنيفين غير منضبطين في وقتٍ ما !.

- انا وأبني ، نشترك في حبنا لكرة القدم .. ونتابع كافة مباريات برشلونة وريال مدريد .. وكُنا محظوظين لأن التلفزيون المحلي العائد للإتحاد الاسلامي الكردستاني ، الكائن في احد طوابق المقر القريب علينا .. ينقل جميع المباريات المُهمة .. ومساء اليوم السبت 10/12/2011 .. هنالك مباراة كلاسيكو بين الفريقين الشهيرين .. ومُشكلة ابني بأنه لم يعد هنالك تلفزيون محلي إسلامي ، حيث إحترقَ عن آخرهِ ضمن المقر .. وبالتالي ليسَ هنالك نقلٌ للمباراة !. ونتيجة لضغط ابني المتواصل منذ العصر " وكذلك لشغفي انا ايضاً " .. فلقد إضطررتُ للتلاعب بالمصاريف اليومية وإلغاء بعض المشتريات للأسبوع القادم .. لشراء كارت لقنوات الجزيرة الرياضية المُشفرة ، والتي تُكلف 75 دولاراً ... وهذه خسارةٌ عرضية ناتجة عن حرق مقر الاتحاد الاسلامي !.


11/12/2011
 

 

free web counter