| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    السبت 10/12/ 2011

 

تجاوزات اُسامة النُجيفي

امين يونس

- خلالَ أقل من سنتَين ، قامَ رئيس مجلس النواب العراقي " أسامة النُجيفي " بأكثر من خمسة عشر زيارة " معروفة " الى تركيا ! ... مَرتين فقط منها ، بدعوةٍ [ رسمية ] ، والبقية بدون دعوة وأكثرها غير مُعلَن . كما ان أخوه " أثيل النجيفي " محافظ نينوى ، نافسهُ في عدد الزيارات الى تركيا .. وإذا كان أثيل مُجرد مُحافظ ، ويستطيع إبتداع العديد من الذرائع لزيارة تركيا ، سواء بصفةٍ رسمية ، وعلى الأغلب بصورةٍ غير رسمية ... فان اسامة ، بتكرار ذهابهِ الى اسطنبول وانقرة ، من غير دعوات .. يجعل من أهم منصبٍ سيادي عراقي ، عُرضةً للمساءلة والإستفهام ، ويُقّلل من الوزن الإعتباري لمجلس النواب العراقي .

- والادهى من ذلك ، ان اسامة النُجيفي ، في لقاءاتهِ مع المسؤولين الأتراك .. لا يسمح بتواجد السفير العراقي " عبد الامير ابوطبيخ " في الاجتماعات .. وذلك مُخالف لِكُل البروتوكولات والأعراف الدبلوماسية .. وإنتقاص متعمد ، ليسَ لشخص السفير ، ولكن للدولة العراقية برمَتِها ، إذ ان السفير هو الذي يُمّثِل العراق في تركيا .. فإذا كان رئيس مجلس النواب العراقي ، نفسه .. لا يحفظ للسفير مركزه التمثيلي ويُعامله بإزدراء .. فكيف ستحترم الحكومة التركية هذا السفير والدولة التي يُمّثِلها ؟! .

- نشرتْ العديد من المواقع الالكترونية ، وثائق تُظهِر ، بأن في معظم سفرات النجيفي الى الخارج ، هنالك العديد من اقرباءه ضمن الوفد .. وكذلك تكشف عن المصاريف الهائلة التي تُهدَر .. حتى ان زيارته الى المملكة المتحدة كلفتْ الخزينة حوالي الثلاث مليارات دينار ! ... وهو بذلك يرى العود في أعين الآخرين .. ولا يرى العمود في عينهِ ! .

- من المآخذ الجادة ، على اداء اسامة النجيفي ، بإعتباره رئيساً لمجلس النواب .. انه ومنذ الأشهر الأولى لتسنمه للمنصب وبِمُعّدلٍ تصاعدي لغاية اليوم ... يتجاوز مهامه التشريعية والرقابية .. ويتدخل بفظاظة في الشؤون التنفيذية للحكومة ... مما يُوّلِد إرباكاً في المشهد السياسي عموماً ، ويُضعِف الحكومة .. ويُخلِق إنطباعاً في الداخل والخارج .. بأن الإدارة غير متجانسة ولا متوافقة ... ومثال على ذلك زيارات النجيفي الى الكويت وتركيا وغيرها ، وتدخله السافر في الشؤون الخارجية .. التي هي من إختصاص الحكومة متمثلة بوزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية .. وصلاحيات مجلس النواب تنحصر في مراقبة ومحاسبة الحكومة على أدائها .. وليسَ الحلول محلها !.

- من المعروف ان جد أسامة النجيفي لأبيه ... كان من أشد دُعاة إنضمام ولاية الموصل الى الجمهورية التركية وريثة الدولة العثمانية ، بدلاً من المملكة العراقية .. وحصلَ نتيجة هذا الموقف المُشين وأمثاله .. من العثمانيين على أراضي محيطة بالموصل ... وكذلك من المعروف ايضاً ، موقف والده ، المؤيد والمُساند لحركة الشواف المشبوهة في الموصل في 1959 ، والتي كانتْ ترمي الى القضاء على الجمهورية الوليدة ... ولعل هذين الموقفين التأريخيين ... يفسران ، بعض التوجهات الحالية لأسامة النجيفي وأخيه ... فعشقهما المتوارث للطورانية التركية ، يتبدى من عدد زياراتهما الى تركيا ، والتنسيق مع الاتراك ورُبما التآمر ايضاً ، خلف ابواب مغلقة وفي زيارات غير مُعلنة [ ورُبما يكون الحماس الفجائي للنجيفي ، للفيدراليات ولاسيما في مناطق السنة ، جزءاً من التدخل التركي في الشأن العراقي ] ، وفي الزيارات الرسمية ، عدم السماح للسفير العراقي بالتواجد .. وكذلك الحقد المتوارث لهذه العائلة الاقطاعية ، لِكُل ما هو تقدمي ولكل ما ينفع الفقراء والفلاحين !.

- ان إبتعاد الكثير من شركاء النجيفي في الانتخابات الماضية ... إبتعادهم عنه واضح للمراقبين في الموصل ، في الآونة الاخيرة .. وعدم رضى الجماهير الواسعة ، عن اداء اسامة في بغداد وأثيل في نينوى .. مؤشرٌ على خفوت نجميهما .. وخسارتهما في اي إنتخابات قادمة .


9/12/2011
 

 

free web counter