| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الجمعة 10/2/ 2012

 

الكِتاب .. والكَباب

امين يونس

ظهيرة يوم أمس الثلاثاء 7/2 ، بلغَ عدد زُوار موقعي الفرعي في " الحوار المتمدن " المليون زائر ، وتزامنَ ذلك مع نشر مقالي رقم 700 في ذاك الموقع المُحترم ، على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة .. من الطبيعي ، ان القُراء جميعاً لايستخدمون الأنترنيت ولا يتصفحون المواقع يومياً ، بل ان هنالك شريحة ، تُفّضِل الكتاب الورقي لأسبابٍ عدة ، ولهذا السبب ، قمتُ بنشر مقالاتي أعلاه مُضافاً اليها مقالات اُخرى منشورة في الصحف الاسبوعية واليومية ، في كُتب مطبوعة ، صدرَ منها أربعة لِحَد الآن ، وأطمح في طبع الخامس قريباً .. عموماً ، عندما طبعت كتابي الأول في 2009 ، لم أكن امتلك أي خبرة في هذا المجال .. قيلَ لي بأن " الديزاين " فقط او التصميم ، يحتاج الى حوالي 800 دولار وطباعة 400 نسخة الى حوالي 1200 دولار .. تَكَفَل أخي مشكوراً بدفع التكاليف .. وبعد ذلك إكتشفتُ بأن هذه الكلمة " ديزاين " ، هي عبارة عن تصميم الغلافَين ، وفي العادة يقوم المُصمم بنسخ صورة او تخطيط من الانترنيت يلائم موضوع الكتاب ، بكل سهولة ! .. ثم يُنظم صفحات الكتاب ويُرقمها .. المُهم صممتُ على ان أتعلم " التصميم " خلال فترة قصيرة .. فقمتُ مع أبني بتصميم كتابي الثاني ، وتكلفتْ طباعته إجمالاً نصف تكلفة الكتاب الاول .. وهكذا .

على أية حال ... إكتشفتُ تدريجياً ، ان الناس هنا " لاتقرأ " كثيراً كما يبدو ، فحتى الطبقة المتعلمة من الأطباء والمهندسين والمحامين والمعلمين والموظفين وطلاب الجامعة ، والتي من المُفتَرَض ان تكون هي المُستهدَفة من عملية النشر والطباعة .. نرى الغالبية العظمى منهم ، منشغلين بأمور اُخرى وإهتماماتهم بعيدة عن مجال القراءة ! ... فعدا عن عشرات من الأصدقاء والمعارف الذين وزعت عليهم كتابي مُباشرةً ، وأرسلت كمية الى الموصل وبغداد واربيل ، فأن النسخ التي أودعتها في المكتبات الثلاثة المتواجدة في دهوك ... بقِيَتْ لأكثر من سنتين حتى نفذتْ .. وحين سألتُ صاحب المكتبة عن السبب في تأخر بيع كتابي .. إستغربَ وقال ، بالعكس تماماً ، هنالك كُتب هنا لِكُتاب مشهورين وقدماء ، منذ خمس سنين ، ولم أبع غير نسخٍ معدودة ! .

كتابي الأول ، كان سعره في المكتبات خمسة دولارات ونصف ، والكتب الثلاثة الاخرى اللاحقة بثلاثة دولارات ونصف الدولار .. المشكلة بأن العديد من الأصدقاء والمعارف ، كان يُعاتبني لأنني لم " اهدي " له نسخة من الكتاب .. في حين ان نفس الصديق ، رُبما يشتري يومياً سكائر بما يوازي سعر ثلاثة كُتب .. ويبعثر النقود هنا وهناك في أمور معظمها تافهة بالتاكيد .. رافضاً ان يدخل الى مكتبة ويشتري كتاباً ببضعة دولارات فقط ، إذ يعتبر شراء كتاب او جريدة ، مَضيعة للمال والوقت ! ... مثل هذا " الصديق " ، لايعرف او لايفهم .. مدى المعاناة التي أمُر بها قبل طباعة ألكتاب ، ولا يدرك الضغط النفسي والإحباط ، الذي يُصيبني ، لعدم تمَكني أحياناً من تدبير التكاليف .

المشكلة ، ان الكتاب الذي هو عصارة جهدي الفكري والذهني ، وخلاصة التجربة والخبرة الحياتية " بِغض النظر عن مدى الأهمية الحقيقية لتجربتي ، فرُبما تعني الكثير للبعض ولا تعني شيئاً لآخرين ! ".. هذا الكتاب ، زبائنه قليلون ، بل قليلون جداً رغم سعره الزهيد .. في حين تجد المطاعم مُزدحمة دوماً ، علماً ان سعر نفر كبابٍ واحد أعلى من سعرِ أي كتابٍ من كُتُبي !.

 

8/2/2012
 

 

 

free web counter