كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

السبت 29 / 3 / 2014

مدخل لنظرية تأثير الفراشة علي عبد الواحد محمد توطئة اولا : هي في الأساس نظرية في الرياضيات والفيزياء امتدت تطبيقاتها الى الفلسفة والعلوم الإجتماعية الأخرى . ثانيا : وخير ما تتجلى تطبيقاتها في الآداب ، في مجال الرواية خاصة وفي الفنون عامة ثالثا : تنص النظرية المذكورة على ( إن رفة جنح فراشة في بقعة ما من العالم في زمن معين تؤدي الى كوارث وفواجع في بقعة اخرى من العالم وفي زمن آخر ) " وقد تكون نفس البقعة ونفس الزمن " رابعا : بذلك يتم الترابط بين هذه النظرية ونظرية الفوضى "الشواش" إن مبتكر هذه النظرية ادوارد لورينتز عام 1963حيث رصد في ابحاثه في مجال الأنواء الجوية ، ان نفس المعطيات التي لديه وكان عددها 12 معادلة تعطي نتائج مختلفة في حالة تغيير نقطة بداية الحسابات ، وحدثت لديه انحرافات في الرسوم البيانية الجديدة عن الرسوم البيانية السابقة ، سماها تأثير الفراشة . الحوادث الخطية liner variable هي الحوادث التي يكون تكرار حدوثها بشكل منتظم ومتوقع بحيث عندما يتم تمثيلها بيانيا ، تعطي شكل الخط المستقيم ، وهي الحوادث المتوقعة الحدوث . الحوادث العشوائية random variables هي الحوادث غير متوقعة الحدوث ، وتكرارها ليس منتظما ولا محسوبا ، وخطها البياني ليس مستقيما . من الأمثلة على الحوادث اللاخطية ( العشوائية ) نستل هذه القصة القصيرة ونقيس عليها : تحكي القصة عن صديقات اربعة هن (ا ، ب ، ج ، د) كل من (ا ، ب ، ج) اتفقن على زيارة الصديقة (د) في بيتها وتقديم هدية مشتركة بين الثلاث بمناسبة عيد ميلاها، على ان تقوم (ا) بشرائها . كان الجو باردا خارج المنزل ، وعندما خرجت (ا) من البيت اكتشفت برودة الجو ، فاحتاجت ان تلبس المعطف فرجعت للبيت لتجلبه ، وهي في البيت رن التلفون الأرضي في المنزل ، فاستغرقت المكالمة بعض الوقت ، لبست المعطف عند انتهاء المكالمة وخرجت من البيت تبحث عن سيارة اجرة (تاكسي) لتقلها ، ولكن كان هناك شخص سبقها في استقلال التاكسي ، فأخذت التاكسي الآخر ، فاخبرها السائق انه في طريقه لشراء كوب قهوة ، فاذنت له ، استغرق ذلك بعض الوقت ، وعندما هم السائق بقيادة السيارة مرق شخص مسرع من امامها فكادت ان تدهسه ، توقف السائق ، وتجادل مع الرجل ، ثم قاد السيارة ، استغرق ذلك بعض الوقت ، نزلت (ا) لشراء الهدية فوجدت البائعة في حالة نفسية تعيسة ، لكونها قد تطلقت من زوجها في اليوم السابق ، فلم تكن خدمتها للزبونة (ا) جيدة وسريعة ، فاستغرق ذلك بعض الوقت ،اخذت الهدية وتوجهت حيث توجد الصديقتان ، فكانتا في ذلك الوقت في قاعة رياضية لمزاولة تمارين الرشاقة ، فكانت الصديقة (ب) في الحمام والصديقة (ج) تربط حذائها وعندما خرجن من القاعة استغرق ذلك بعض الوقت ، خرجن مسرعات فلم تنتبه الصديقة (ب) الى سيارة اتت مسرعة فصدمتها وتم نقلها ، والصديقتين الى المستشفى . نلاحظ إن الحوادث التي جرت لم يخطط لها ولم تكن متوقعة ، فلو تابعنا تسلسلها وفرضنا عدم حدوثها حتما ستكون المحصلة مختلفة ، الحوادت هي كما يلي : السيدة (ا) احتاجت ان تلبس معطف لأنها اكتشفت إن الجو بارد خارج المنزل ، رجعت الى البيت ، لو فرضنا إن الجو لم يكن باردا ، إذن لما كان لها أن ترجع الى البيت ، ومن ثم سوف لن يؤخرها التلفون ، ومن ثم لركبت غير تاكسي ، ولو كانت البائعة بمزاج جيد لما تأخرت السيدة (ا) في المتجر ، ولو كانت الصديقتان (ب ، ج) جاهزتان ساعة وصول (ا) الى قاعة الرياضة ، لذهبن جميعا في طريقهن دون داعي العجلة ، ولإنتبهن الى الطريق بشكل افضل مع وجود إحتمال عدم مرور السيارة المسرعة في هذا الوقت المبكر . إذن لما حصلت الحادثة ، ولكن الذي حدث قد حدث ، بسبب الحوادث العشوائية التي مر ذكرها . من خلال سلسلة الحوادث التي رأيناها ، وانها غير مرتبطة مع بعضها وغير متوقعة الحدوث ، اي انها ذات سلوك عشوائي ، فقد حدثت نتيجة عدم القدرة على تحديد شروط حدوثها ، فلو كانت هذه القدرة موجودة لما حدث السلوك العشوائي . وهو ما سمي تأثير الفراشة . من المفيد في هذا الجانب الوقوف عند نظرية الفوضى ( الشواش ) او الهرجلة ، هذه النظرية تحاول ان تستكشف النظام الكامن المختبئ في هذه العشوائية ووضع قواعد لدراسة مثل هذه النظم . حيث تؤكد القول إن "من الفوضى يمكن ان يولد النظام" ولذلك ذهبت الدراسات في العلوم التطبيقية ومنها الأحصاء واقتصاد السوق وسلوك الموائع في الفيزياء الى امكانية التنبؤ من السلوك العشوائي للظواهر ، وتم تحقيق نتائج تذكر على سبيل المثال في علم الأنواء الجوية والبيئة .