كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الثلاثاء 4/11/ 2008

كابوس الشعارات عودة وهيب aoda50@hotmail.com حلمت البارحة حلما مرعبا سأقصه عليكم عسى ان اجد بينكم من يفسره لي. حلمت انني لم ازل في سن العشرين،سن مراهقتي السياسية، وان مسؤولي الحزبي الشهيد ( ابو حقي) قد كلفني بكتابة شعارات ضد ( الأتفاقية العراقية الأمريكية) المزمع توقيعها، مشددا على ضرورة ان تكون الشعارات حماسية وصارخة ( رفيقي.. ما اوصّيك،باجر راح نطلّع مظاهرة جبيرة، اريد شعارات قوية كلّش اقوى من شعارات الاحزاب الباقية).تدفقت دماء الشباب الثورية الى رأسي بعد تشريفي بهذا التكليف الحزبي العظيم، فرحت استعرض العبارات الحماسية. فكرت اولا بالرد على القائلين بالفوائد التي سيجنيها العراق من توقيعة على هذه الاتفاقية فكتبت شعاران هما ( نموت ونعرى في سبيل عزتك وسيادتك ياعراق )و(توقيع الاتفاقية مع الامبريالية انتقاص من سيادة العراق) غير انني قررت شطب هذين الشعارين فليس فيهما موسيقى شعرية تثير الحماسة الجماهيرية .كتبت شعارات اخرى مثل (بارادتنه العراقية... نسحق الأتفاقية) غير انها لم تعجبني ايضا فشطبتها ،ثم خطر على بالي الشعار التالي (بوش.. بوش .. يابو جلاب ..اسمع قرار الشباب ..لا.. لا.. للهمبركر ..نعم ..نعم.. للكباب) غير اني قررت شطبه لانني اعتقدت بعدم رصانته وسوقيته ، كما شطبت عدة شعارات ثورية اخرى لاسباب مختلفة، واخيرا استقر رأيي على شعار وجدت فيه وقعا موسيقيا وروحا حماسية وهو ( بوش ..بوش.. ياهلفوت ..اسمع منّه هذا الصوت ..خل انجوع خل نموت ..لامنوقّع ياهلفوت). تذكرت ان كلمة ( هلفوت) هي كلمة مصرية لابد من استبدالها بكلمة عراقية اصيلة فتبادرت الى ذهني عدة كلمات على وزن هلفوت منها كتكوت ومسلوت وتابوت وريموت و سربوت فأستحسن حسي الثوري المعادي للأمبريالية كلمة ( سربوت). ظهر رفيقي المسؤول الشهيد ( ابو حقي) على ( مسنجر الياهو) يسألني عما انجزته فأخبرته بأنني شطبت الكثير عدا شعار واحد هو ( بوش ..بوش يا سربوت....الخ ) فأستحسنه غير انه فاجأني بتفضيله الشعار الاخر الذي شطبته الذي هو ( بوش ..بوش يابو جلاب ) قائلا ان هذا الشعار يشير الى شخصية بوش الهزيله المولعة بالكلاب والى رفض ابناء الشعب العراقي العظيم لطريقة الحياة الامريكية الممثله بالاكلات السريعة. ثم طلب مني استبدال كلمة (همبركر) بكلمة ( هوت دوك) بإعتبار ان الهمبركر لم يجيء على ظهر دبابة امريكية على عكس الهوت دوك ، فأصبح الشعار كالاتي ( بوش ..بوش يابو جلاب ..اسمع قرار الشباب ..لا لا للهوت دوك ..نعم ..نعم للكباب ). وبينما كنت احادث رفيقي الحزبي على المسنجر سمعت طرقا شديدا فأسرعت امي نحو الباب لأستطلاع الأمر، غير ان الباب قد كسر واندفع الى غرفتي خمسة من رجال الامن يتقدمهم المرحوم المفوض (عبد الرضا عبد المهدي) الذي كان يحمل ( صونده ) هائلة لم ار مثلها في حياتي الحزبية .. رفع الصوندة وهوى بها على رأسي فأفقت مرعوبا حامدا الله على اني اعيش في ( زمن الأحتلال) الذي جلب لنا الديمقراطية على ظهر دباباته على غير عادة الدبابات .