| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com

 

 

 

الأثنين 31/3/ 2008

 


العراق على مشارف اعلان الدولة الأسلامية

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com

الذهول الذي سببته صدمة احداث اذار 2008 في البصرة جعلت الأعلان عن الأنتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية والثالثة من مخطط بناء الدولة الاسلامية في العراق يمر مر الكرام رغم خطورته وتأثيره على مستقبل العراق.
المرحلة الاولى من مخطط اقامة دولة الفقيه في العراق والتي هي الأعلان عن تأسيس جيش المهدي واجهت ضجيجا اعلاميا واحتجاجات امريكية ، وساعتها طمأن السيد مقتدى الصدر العراقيين بأن جيشه ليس جيشا بالمعنى الحرفي لكلمة الجيش فهو مجرد جيش عقائدي ولايمتلك أي سلاح ، اما السلاح الذي استخدمه جنود جيش المهدي في معاركهم الطاحنة ضد القوات المسلحة العراقية فهو مجرد سلاح فردي يخص جنود المهدي كأفراد .. هكذا قال ( القائد ) حينها، وترك لمن لايستطيع التصديق طرق رأسه بأقرب جدار...وهكذا ايضا، وطيلة اكثر من اربع سنوات، كان وجود جيش المهدي واقعا معاشا لا يواجه أي اعتراض فعلي او مؤثر رغم وقوع اشتباكات دامية ومتعددة بين هذا الجيش وبين القوات المسلحة العراقية ..
ثم جاءت لحظة الحسم خلال احداث البصرة الأخيرة ( المفتعلة ) ليتم الأعلان ،دون أي احتجاج ، عن اكمال مرحلتين مهمتين من مخطط انشاء الدولة الاسلامية في العراق هما: مرحلة تحكم جيش المهدي بالوضع الامني، ومرحلة الأعلان بصراحة عن امتلاك جيش المهدي لأسلحة (غير ثقيلة) ورفض تسليم هذا السلاح للدولة لانه سلاح ( المقاومة ) ...
وهكذا ولدت بعد احداث البصرة حقيقتان جديدتان على ارض الواقع العراقي وسط ( ترحيب ) حكومي وشعبي هما: حقيقة تحكم ( السيد القائد مقتدى الصدر ) بنشر المسلحين في انحاء العراق وقت يشاء، وسحبهم وقت يشاء ايضا، وحقيقة تحول جيش المهدي ( رسميا او واقعيا ) الى جيش فعلي يمتلك اسلحة وليس مجرد جيش عقائدي كما (كان ) اول تأسيسة...
لقد رحبت الحكومة بقرار ( السيد القائد ) مقتدى الصدر بإنهاء المظاهر المسلحة دون ان يطرح عليه سؤالا مشروعا ووطنيا وبسيطا هو : وهل يحق لك نشر المظاهر المسلحة ؟
أن عدم طرح هذا السؤال لا في وسائل اعلام الحكومة ولا خلال المفاوضات مع ممثلي قائد جيش المهدي (هل بسبب هول اللطمة التي وجهتها قوات جيش المهدي المسلحة للحكومة وقواتها المسلحة؟ ) يعني القبول والأقرار الضمنيين بوجود جيش مسلح تحت امرة السيد ( القائد) مقتدى الصدر بمواجهة جيش الدولة العراقية ، جيش ينشر المظاهر المسلحة في انحاء العراق وتسيل دماء الابرياء ،ثم وبعد ان تتعلم الحكومة والشعب درس ( السيد) وتعود لبيت الطاعة الشرعي يأمر السيد بإلغاء هذه المظاهر فنقر له بالشكر والعرفان غير دارين ،بسبب صدمة الدم والالم والخوف،اننا نؤرخ لبداية تاريخ عبوديتنا التي (سننعم) بها تحت ضلال دولة الفقيه..
ستترسخ هاتان الحقيقتان بعد كل جولة جديدة يخوضها جيش المهدي مستقبلا ضد جيش الدولة،كما ترسخت حقيقة وجود جيش المهدي العقائدي ، وسنسمع في يوم ليس ببعيد ان جيش المهدي يمتلك اسلحة ثقيلة وسيقال لنا انها اسلحة المقاومة ( كما في لبنان ) وعندها لن يكون لنا خيار غير الخضوع والانظمام لهذا الجيش الذي سيتضخم بفعل انتصاراته وارهابه وسيطرته على الارض، وعندها ستبدأ مرحلة خوض معارك ( التحرير) من اجل اقامة دولة الفقيه.
لا تراهنوا على امريكا اذا تسلح جيش المهدي بأسلحة ثقيلة وبسط اذرعته على جنوب العراق واجزاء كبيرة من بغداد.
ولا تراهنوا على حكومة السيد المالكي لوقف هذا المخطط الذي ينفذ الان بدقة ، ليس لانه عاجز عن هذا الامر(فقط) بل ربما قد يكون هو وكل الأئتلاف الشيعي مساهمين فيه..!!
ماذا لو كان السيناريو ( المؤامرة ) بهذه الصورة :
تدخل الحكومة في مواجهات مفتعلة مع جيش المهدي وبصورة متكررة لتحقيق الأهداف التالية:

اولا : تمكين جيش المهدي من كسر هيبة الجيش العراقي وجعل الجنود العراقيين مستعدين نفسيا للأنظمام الى جيش المهدي في حال حصول معارك فاصلة او كبيرة ،وهذا الامر تحقق في احداث البصرة على نطاق ضيق.

ثانيا : تزويد جيش المهدي بالاسلحة من خلال تمكينه من الاستيلاء على قسم من اسلحة الجيش العراقي المتنوعة (في احداث البصرة شاهدنا كيف استولى جيش المهدي على اسلحة ثقيلة )

ثالثا : العمل على توسيع القاعدة الشعبية لجيش المهدي من خلال توفير النصر له لاظهاره بمظهر القوة التي لا تقهر مما يزيد من عدد انصاره حيث تميل الناس دائما الى صف القوي

رابعا : استخدام المعارك المفتعلة لاعطاء جيش المهدي دورا شرعيا من خلال عقد اتفاقيات وقف اطلاق النار معه وتصويره عقب كل اتفاقية لوقف القتال بأنه يلعب دورا ايجابيا في حفظ الامن، الى ان يصل الامر الى حد الاقرار بالخضوع لهيمنة قيادة هذا الجيش واعتباره هو المنقذ.
اليس هذا ما حصل بعد معارك البصرة المفتعلة ؟ السنا نسمع الان الحكومة تكيل المديح لقيادة جيش المهدي وفي نفس الوقت تخدع ابناء العراق بإدعاء الانتصار وانجاز مهمة ( صولة الفرسان ) والقضاء على العصابات والخارجين عن القانون للتغطيه على الحقائق التي حصلت على الارض والتي هي خروج جيش المهدي منتصرا على الدولة العراقية سياسيا ومعنويا ؟

وفي المراحل الاخيرة من هذا السيناريو تعلن احزاب الائتلاف كافة الانظمام الى جيش المهدي ، من اجل ( توحيد كلمة المسلمين ومنع الفتنه) وبحجج (شرعية) اخرى تصدرها المرجعيات الدينية، وعندها سيصبح اسم جيش المهدي ( جيش تحرير العراق ) وعندها تصبح اقامة الدولة الدينية تحصيل حاصل .
أن من يحتج على هذا القول بتذكيري بالصراع الظاهري بين اطراف الائتلاف ينسى حقيقتين ستراتيجيتين: الاولى ان كل اطراف (الائتلاف) لاتختلف عن التيار الصدري في المعتقد السياسي الديني وانها تعلن رفضها للدولة الدينية لأسباب قد تتعلق بالتقية او بتوزيع الادوار . والحقيقة الثانية الدور الايراني في العراق وارتباط اغلب ( او كل ) الاحزاب الدينية الشيعية بالمخطط الايراني الذي يبرره لهم ( الالتزام الشرعي )
ان الوطنيين العراقيين مدعوون الى مجابهة مخطط اقامة دولة دينية في العراق من خلال تصعيد المطالبة الشعبية والاعلامية بحل كل الميليشيات وفي مقدمتها جيش المهدي
ان صمتنا على رفض التيار الصدري تسليم اسلحته بعد استخدامها في تدمير مرافق الدولة وقتل الابرياء واعلانه بأن اسلحته هي اسلحة المقاومة سيجعلنا في احسن الاحوال بمواجهة تجربة تماثل تجربة حزب الله في لبنان حيث سيختطف جيش المهدي الدولة العراقية.
كما ان شكر هذا التيار على وقفه للقتال في كل مرة دون محاسبة قيادته على جرائم حمل السلاح ضد الدولة وتفجير خطوط نقل النفط وضرب البنى التحتية ومؤسسات الدولة يجعل ارادة الشعب العراقي اسيرة لمخططات هذا التيار الذي يفترض به، وهو الذي يساهم في العملية السياسية وله عدد من المقاعد في البرلمان ، الحرص على احترام القانون بدلا من فرض ارادته بقوة السلاح
وعلى حكومة المالكي ان تلتزم بالحفاظ على مصالح الشعب العراقي وكرامته وحريته وان لا تساوم عليها من اجل مصالح حزبيه ضيقة.ان مهادنة الحكومة لهذا التيار يثير علامات استفهام كثيرة ويجعل ابناء العراق يشكون في ضلوع الأئتلاف الشيعي بمؤامرة اخضاع الشعب العراقي لهيمنة جيش المهدي كمقدمة لأقامة الدولة الدينية التي يكرر اركان التيار الصدري المناداة بها.


 



 

Counters