| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com

 

 

 

السبت 2/1/ 2010



منشور حب

عودة وهيب

إلى ذكرى الشيوعي الإنسان جاسم محمد مشكور الذي مات وهو يعلق منشورات حبه للعراق أثناء حملته الانتخابية في انتخابات مجلس محافظة ذي قار في 23 ديسمبر 2008
 

(1)

أمس ..
انتظرت رسالة لهفتك
التي تعودت أن ترسلها لي
على جناح محبتك كل عام جديد
لتقول لي: كل عام وأنت بمحبة
ولم تأت كلماتك..
التي عبّدت طريقها إلى قلبي
بعشب مودتك الصادقة
والمعطرة بصفاء نوايا طيبتك...
وليس مثل كل عام ...
حين تصبّحني كلماتك
بنفحة روعة دواخل وجدانك الندي
كان صباح عامي هذا
يفتقد حضور ندا صوت محبتك البهي...

(2)

قالت لي الأحزان:
إنها ستبني بيتها هنا..
بين أضلع زفرات حزني عليك
بعد رحيلك الأبدي..
واعتذرت ابتسامتي
من وجه سخريتي من الأقدار
وجادت بدمعة ثكلى
ورحلت..
تحوم حول جسدك
الذي أتعبه الموت
والمدفون
بين نبضات قلوب
من بادلوك العشق
كي تسامر ابتساماتك
التي لم يغتصب معاني توهجها
ظلام القبر..

(3)

قالت لي الأفراح:
إن غيابك
شيّع أزهار أمنياتها إلى ذبولها الأخير

(4)

طفلتك...(أُوما)
التي كبرت هموم وحشة عمرها الطري
بين رمال صحراء فقدانك الأبدي المفاجئ
قالت لدموع فجيعتها:
سأظل انتظره كل مساء كما كنت
وسأغمض عينيّ على محياه الأنيق
وسأرتمي..
بين دفيء حنان أحضان روحه
المشرقة دوما
حتى إذا جاءني في الحلم
يلقاني مرتمية
بين أدثرة شوقي اليه
فيداعب جديلتي
الغافية على وسادة طفولتها
وسأناديه بصوت لوعة سني عمري
التي التفت حولها أفاعي الحزن:
بابا جاسم...
انك لم تغب
عن عين ترقب لهفتي لقدومك
أنّك في ليل فقدانك الموحش
مازلت تحكي لأحلامي الصغيرة
عن انتصار( الحمامة البيضاء)
على( الثعلب الماكر)
فأغمض عينيّ بحذر
حتى لاتفزّ أفراخ حمامتك المسالمة

(5)

قالت لي الذكرى:
أيميلك سيظل
في صندوق رسائلها الالكترونية
فاغرا قلب محبته لمحبتك
شاهدا على كل لحظة حب
عبّقتها بعطر روحك..
سأفتحه كل يوم
لتتسلل حكاياتك المترعة بحب الناس
إلى أنفاس كلماتي التي أتعبها غيابك

(6)

سأظل اكتب إليك
في كل عيد..
في كل..
فرح أو حزن
يحمله قلب حبيبنا
العراق..
العراق..
الذي افتقدك
وأنت تعلق منشورات حبك
في أحيائه
التي لا تزال
تضج بصخب حبك للناس

(7)

اليوم
سأكتب
نيابة عن أنفاسك
التي لا تزال تمنحنا دفيء الأمل
رغم برودة قبرك
سأكتب
منشور حب
للحياة..
التي أحببتها بروح حكيم زاهد
للناس..
الذين بادلتهم عنفوان عشق العراق
بروح صبي مراهق
وسأوزعه بين بيوت الطين
التي نمى عشب طفولتك
على جدران صبرها
سأكتب :

إن جاسم
ظل بعد الموت
جاسم...
ظل يقتسم الرغيف
بين جوع الأهل
والصحبة..
أسراب الحمائم
إن جاسم..
ظل حب الناس
كل ماحازت يديه
من غنائم
إن جاسم..
ظل
في حقل العراق
كفراشة
حول أزهار رؤانا
ظل هائم
إن جاسم
ظل بعد الموت
جاسم...
إن جاسم ...
........
..........
...........

2-1-2010
 

 

free web counter