| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com

 

 

 

الخميس 29/10/ 2009



جباه لا تعرق

عودة وهيب

كنت قد كتبت قبل يومين مقالا بعنوان ( قصور ام تقصير) ونشرته في عدة مواقع بعد مراجعته عدة مرات ، ولكن عندما قرأت المقال منشورا وجدت اني ،وخلال طباعتي للموضوع، اسقطت ( أن ) المصدرية في جملة ( وأدى ذلك الى أن تسلل اللصوص والفاشلون و...) فتحول ( اللصوص )، بعد سقوط
(أن) المريع ، من فاعل الى مضاف اليه ووجب نصبه ، في حين نشرت كلمة اللصوص ( هي ومن عطفه حظه العاثر عليها) مرفوعة الراس..ياللعار
عندما اكتشفت جريمتي بحق الشيخ( سيبويه) وابناء نقابته خجلت من نفسي وتصبّب عرقي وحزنت كثيرا ورحت الوم نفسي واعنفها لعدم تأكدي من سلامة اللغة قبل النشر، ووصل بي الامر الى حد التفكير بنشر بيان اعلن فيه توبتي عن النشر عقابا لنفسي.

خجلت من نفسي رغم معرفتي بأن وقوع الكاتب باخطاء نحوية او املائية امر وارد بسبب انشغال ذهنه ، اثناء الكتابة ، في جوهر الموضوع الذي يكتب فيه ، وهذا الامر برر ولادة وظيفة اسمها ( المصحح).
سبب حزني وخجلي وتصبب العرق البارد من جبيني هو شعوري بالتقصير في اداء واجبي، ككويتب ، رغم ان هذا التقصير لم يؤذ طفلا او شيخا او امرأة ولم يتسبب باراقة قطرة دم عراقية واحدة.
ورغم إني لا تربطني أية صلة من أي نوع بالشيخ (سيبويه) ولم أتعهد له إطلاقا بأي شيء، كما انه لم( ينتخبني) محاميا عن نحوه ولم يدفع لي أي اجر ولم اشتغل يوما لحسابه إلا إني شعرت بضرورة الاعتذار له ولعشيرته النحوية.

عندها تساءلت مع نفسي : كيف لا يشعر القادة الامنيون والسياسيون ( العراقيون ) بعار وخزي كبيرين وهم يرون مئات العراقيين الأبرياء تزهق أرواحهم بسبب اهمال او عجز اؤلائك القادة ، رغم أنهم ( القادة ) تعاقدوا معنا على حمايتنا وأجزلنا لهم الأجر؟

كيف يستطيع هؤلاء بعد كل مجزرة مواجهة الناس وكاميرات الإعلاميين بكل وقاحة ..؟!!
حقا إني احسدهم على هذه الوقاحة التي تجعلهم ليس فقط لا يشعرون بالعار لفشلهم في انجاز مهمة حماية أبناء العراق ، بل إن حمايات بعضهم تتطاول ،بالضرب أو الاهانات على الإعلاميين العراقيين، الذين يهرعون لتغطية وقائع الجريمة، وعلى أبناء الشعب الغاضبين ، الذين تدفعهم غيرتهم للمشاركة في إنقاذ الأرواح، كما هي عادة العراقيين دائما.

استمع إلى احدهم ، وهو يهرّج في التلفزيون ، وأمعن النظر في جبهته فلا أرى عليها أي اثر للخجل وكأن الذي يجري لاعلاقة له به من قريب أو بعيد، أو كأنه لا يتحمل أي جزء من المسؤولية رغم انه قائد امني أو ربما قائد قواد الأمن.
بعد كل الجرائم الإرهابية وهي ، بفضل حماتنا وقادتنا ، كثيرة جدا لم اسمع إن احدهم قدم استقالته احتراما لنفسه ولدماء الأبرياء.

وزير المواصلات المصري ( نعم المصري وليس السويدي أو الفرنسي ) استقال من منصبه في هذا الشهر (تشرين الأول) بعد اصطدام قطارين للمسافرين في منطقة الصعيد ، في حين إن قادتنا الأمنيين راحوا يتراشقون الاتهامات لتبرئة أنفسهم من مسؤولية انفجارات الأحد الدامي!!!!!!
وزراؤنا وكبار المسؤولين لدينا (جاءوا ليبقوا) ولن يتركوا مناصبهم حتى إذا أفنى فشلهم أو عجزهم نصف أبناء العراق ذلك لأنهم منتخبون !!!!

حقا إنها جباه لا تعرف الحياء.
مع الاعتذار مرة أخرى لسيبويه
 

 

 

free web counter