| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com

 

 

 

الأحد 20/12/ 2009



زيارة العار

عودة وهيب *

حتى لو كان السيد المالكي رئيس وزراء العراق (حاشاه- كاذبا) ،هو ووزرائه الأمنيين ،باتهامه سورية بالمشاركة في الأعمال الإرهابية الكبرى التي أزهقت أرواح مئات العراقيين ، حتى في هذه الحالة ،تبقى زيارة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلى سوريا يوم الخميس الماضي 17 - 12 - 2009 عملا معاديا لمصالح ومشاعر أبناء العراق،ذلك لأنها جرحت المشاعر الوطنية العراقية واسترخصت دماء أبناء العراق ،خاصة وان الحكيم يعلم قبل غيره أن عموم العراقيين كانوا،وقبل أن يوجه السيد المالكي اتهاماته الخطيرة إلى سوريا ، يشيرون بأصابع الاتهام إلى الدور السوري والإيراني المعاديين للعراق، وكانوا يطالبون الحكومة العراقية باتخاذ موقف صلب ضد كل دولة تعبث بأمن المواطن العراقي، ولهذا فان خطوة السيد المالكي ضد سورية نالت استحسان كل فئات الشعب العراقي التي اكتوت بنيران العبث السوري بأمن العراق..

لا نقبل أن يخوض (الحكيم) صراعه ضد( المالكي) بأدوات ووسائل تمس قدسية الدم العراقي ،كما لا نقبل التبرير الذي ساقته النائبة (إيمان الأسدي) في اتصال مع «الحياة» من أن (رئيس المجلس ذهب لتقديم التعازي الأخوية لوفاة شقيق الرئيس السوري) لأننا لا نقبل بأية مجاملات على حساب دمائنا وكرامتنا الوطنية التي أهدرتها سورية ، كما إن السذج وحدهم يصدقون ادعاءات النائبة بأن الحكيم ذهب ( ليحلحل) الازمة بين العراق وسوريا و (أن الزيارة حققت أهدافاً أخرى قد تؤتي ثمارها) ذلك لان أية (أهداف أخرى) غير تقديم المسؤولين السوريين وكل من تلطخت يده بدماء العراقيين إلى ( المحكمة الدولية) يعد تنازلا عن حقوق أبناء العراق المفجوعين بجرائم البعث السوري. فحتى إذا تعهدت سوريا للحكيم بوقف دعمها للإرهاب في العراق فان ذلك لن يعفيها من مسؤولية جرائمها السابقة ضد أبناء العراق، وعليه فان قيام الحكيم بمصافحة يد بشار الملطخة بدماء العراقيين جريمة لا تغتفر في كل الأعراف الوطنية.

السذج وحدهم لا يدركون إن دوافع انتخابية تقف وراء هذه الزيارة ( العار)
وهذا دليل اخر على أن أغلب السياسيين الذين انتخبناهم وحمّلناهم أمانة الحكم قد خانوا الأمانة وراحوا ينمّون مصالحهم الشخصية والحزبية على حساب مصالح الوطن والمواطنين.

وفي كل الأحوال فان هذه الزيارة دليل اخر على عدم أهلية رجال الدين للعمل السياسي، فلو كان (الحكيم) سياسيا حكيما لما جلب العار لنفسه ولكتلته بمصافحته يد ( شارون ) العراقيين، ولأدرك أن ( بشار) ليس ( أهبلا) لينسى خطر التجربة الديمقراطية العراقية على عرشه لمجرد إن (الحكيم) جاءه معزيا بوفاة شقيقه !! ( هذا لو صدقنا إن الحكيم ذهب بدوافع غيرته على الدم العراقي الذي تواصل سوريا سفحه وليس لأسباب انتخابية.)

وإذا صدقنا أن الحكيم ليست لديه دوافع انتخابية توهم انه سيحققها من خلال هذه الزيارة فلماذا إذاً غامر بسمعته؟ الا يعلم انه سيعود بخفي حنين؟

ألم يقل له احد من مستشاريه أن مصالح عرش بشار لا تسمح بغير مواصلة سورية محاولاتها إفشال التجربة الديمقراطية في العراق، ذلك لأن نجاح التجربة العراقية سيطوّح عاجلا أم اجلا بعرش بشار المشيد على (الجماجم والدم) كأي عرش بعثي؟!

وقبل هذا وذاك ،كيف سمح (الحكيم) لنفسه أن يعلن على الملأ انه (يعرب عن تقديره لوقوف سورية إلى جانب الشعب العراقي ودعمها لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة العراق وأمنه واستقراره) وهو مشارك مشاركة فعالة في حكومة تحاول إقناع المجتمع الدولي بتقديم المسؤولين السوريين لمحكمة دولية ؟ وهل حقا إن (الحكيم) على قناعة بأن سوريا (وقفت) إلى جانب الشعب العراقي و(دعمت) أمنه واستقراره ؟! إذا كانت هذه فعلا قناعات السيد عمّار الحكيم فهذا يعني ان (الحكيم) غائب عن الوعي وبحاجة ماسة إلى مراجعة مستشفى إيراني متخصص بالجملة العصبية ، وإذا كان قد كذب مجاملة و ( ودبلوماسية ) فلن نحيله الا للدين الإسلامي الذي هو (عالم) فيه لنستفتيه عن ( حكم) عالم الدين الذي يكذب علانية كذبا يضر بمصالح ودماء وكرامة الملايين؟ .

هذه الزيارة ( العار ) أظهرت أن( الحكيم) ليس حكيما لأنه أقدم على عمل مدان وطنيا سيفقده الكثير الكثير من أصوات العراقيين في الانتخابات القادمة، والسيد ( الحكيم ) سيكون فاقدا للعقل لو توهم ، ولو للحظة ، إن زيارته لسوريا ،وقبلها التملق المفاجئ للبعثيين، ستدفع هؤلاء إلى منحه أصواتهم..

 

* إعلامي مقيم في كندا

 

 

free web counter