| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com

 

 

 

الأربعاء 17/12/ 2008

 

كابوس صحفي

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com


حلمت البارحة انني مصاب بأنفصام الشخصية، وقد قررطبيب ( الشماعية) اطلاق سراحي ليأسهم من علاجي، فتبرع لي (اهل الخير) بملابس جعلتني ( كاشخ ) كمعلم في راس الشهر. خرجت من الشماعيه وركبت باصا (مصلحة) لا اعرف اين ذهب بي ثم نزلت لاركب اخر..شاهدت بائع فلافل يضع عربته امام بناية يتجمهر امامها خلق كثير،اشتهيت الفلافل فنزلت من الباص وتوجهت نحو بائع الفلافل واشتريت منه ( لفّة) بدرهم ثم سألته عن سبب تحشد الناس امام البناية فقال هناك مؤتمر صحفي بمناسبة توقيع العراق عقد شراء بعران من شركة ( بعران تيسي فيسي) الصومالية . لم افهم ماذا يعني بمؤتمر غير اني ادركت انها ( عزيمه مسنّعة ) فقلت له (هل استطيع ان ادخل) فسألني ( وهل انت صحفي ) طبعا لم اكن افقه معنى كلمة الصحفي غير اني ادركت ان العزيمة لهؤلاء ( الصحفيين ) فأجبته ( طبعا ..جاشلون) فقال (تقدر تتفضل) ذهبت الى الباب فوجدت امام الباب انواع الحراسات الامنية من حرس جمهوري وحرس غير جمهوري وامن خاص وامن غير خاص وشرطة نجدة وشرطة مو نجدة وامن صناعي وامن زراعي وانواع اخرى نسيتها وكانت هناك حمير بوليسية وبغال بوليسية وقطط بوليسية وكلها تشمشم الداخل والخارج ..منعوني من الدخول وطردوني الى الرصيف . جاءت مجموعة من الناس استقبلهم الحرس بالترحاب ( وتلوّكوا) لهم فأندسست بين جمعهم فأعمى الله الحرس عني ودخلت الى قاعة كبيرة . بحثت عن كرسي فارغ فوجدت واحدا في الصف الامامي فجلست فيه. كانت في مقدمة القاعة ( جورباية ام الكلّة ) فقلت لنفسي (ولك هاي والله جورباية جبيرة) فسمعني الرجل السمين الذي يجلس بجانبي فقال لي ضاحكا انها ليست (جورباية ام الكلّة) بل هي خشبة مسرح ( يعني منصّة او ستيج) فتظاهرت بالفهم (سويت نفسي اتشاقة) . وزعوا علينا البيبسي واثناء توزيع البيبسي سألني جاري السمين ( شنو اسم جنابكم رفيق ) ولما اخبرته بأسمي انشرحت اساريره وقال ( ها ..اخو الرفيق هاني وهيب..تشرفنا رفيق) ومد يده وصافحني فكاد ان يكسّر اصابعي ثم همس بأذن جارته الجميله جدا واخبرها بأني اخو هاني وهيب فقامت وصافحتني وماهي الا دقائق الا وشبعت ( امصافح وبوس) وبعدها خرج رجل من الكله ( الستيج ) وقال ( بعد قليل سيفتتح المؤتمرالرفيق شنيار ملهوك عضو شعبة الدواجن التابعة لناحية اللطيفية بمعية الضيف الصومالي مدير شركة ( بعران تيسي فيسي) الصومالية الاستاذ (ولد خالة ابن مصلوخ). وفعلا بعد قليل دخل رجلان (واحد لابس اخضر باخضر تصورته باقة جت كبيرة ..) كان قصيرا مدعبلا يرافقه رجل طويل (املح اجلح) على راسه عمامة بيضاء ( لطش ) فتصورته رجل دين (فرار) جاء يصلي بنا، غير ان جاري اوضح لي (انه الرفيق الصومالي). وقف المعزومون فوقفت معهم ولما جلسوا جلست ايضا . قال جاري ( رفيقي اذا متصير زحمة عليك تقدراتغششني ) فلم افهم ماذا يريد فأوضح ( راويني ورقة الاسئلة مالتك) فقلت له ( عمي يا اسئلة..الله وكيلك لاعندي ورقة ولا اسئله ) فقال لي ( اخي ما يصير تطرح اسئله مباشرة بالمؤتمر الصحفي .. الاسئلة لازم اتكون مكتوبه وتتقدم للمسؤولين) فقلت له ( ومنو كالك انه راح اسأل .. هي عزيمة ناكل المقسوم ونمشي ) فضحك وقال لي ( دمك خفيف رفيقي ) ثم اردف قائلا ( افتهمت، انت من المخابرات، مو صحفي ..انا هم مثلك مخابرات بس الدائرة كلفتني اشتغل صحفي ) ثم اخرج ورقة عليها شخابيط وقال لي ( شنو رأيك باسئلتي ) فلم اجبه فدس ورقته في جيبة الذي بجهتي . بعد دقائق صاح احدهم ( رفاق كلمن يحضّر ورقة الاسئله وراح نمر عليكم نجمعهه) وفعلا اخذوا يجمعون اوراق من الناس كل واحد يعطيهم ورقه يسجلون اسمه عليها فقررت سرقة ورقة جاري ..وفعلا سرقتها واعطيتها لرجل ( وجهه ما يكصّه السيف ) وعندما جاء دور جاري مد يده لجيبه فلم يجد الورقه فأرتبك ووقف يبحث عنها ظنا منه انها وقعت منه، فالّح عليه صاحب الوجه ( اللي ما يكصه السيف ) فقال جاري بخوف ( وروح الرفيق عفلق من ساعة كانت بجيبي .. اسأل الرفيق جاري هو شافهه قبل شويه ، بالمناسبه هذا الرفيق ثقة وما يكذب لانه من جهاز الخابرات وهو اخو الرفيق هاني وهيب) فصحت ( عمي لا تبليني انه مو مخابرات ولا اخو هاني وهيب ولاعمري سامع بيه ،جاي آكلّي لقمة واروح ادور على اهلي ) غضب جاري وتحول من شخص لطيف جدا الى ( جلب مجلوب) و صفعني صفعة بلت على اثرها على بنطلوني ثم اردف علي ( بمحمودي) جعل بطني تقرقر وتنذرني بشيء اجلكم الله عنه ..تكاثر الرجال علي ( وما تعرف منين تجيني الكفخات) فتحركت فيّ الروح العشائرية وصعدت عندي الكآبة فقررت ان ادافع عن نفسي فتناولت حذائي لاضرب به جار الشؤم ،وما ان رفعته حتى تصدت له عشرات الايدي فأنفلت من يدي وطار بإتجاه الصومالي (بن خالة ) غير ان مجموعة من قوات الصاعقة، لا اعرف متى جاءوا ،قفزوا وامسكوا بالحذاء قبل ان يصل الى ( الجورباية - الستيج)..بعدها ( الله لا يراوي مسلم اللي صار بيه) ..تحولت الى ( طوبة ) .يأتي احدهم ويضربني ( جلاق) يشمرني يسارا عشرة امتار فيتلقاني اخر بجلاق مرتد يعيدني الى يمين القاعة . لم استطع عد الجلاليق والكفخات والرفسات لسرعتها ولان جسمي تخدّر تماما. لا ادري متى توقفوا عن ضربي لاني اغمى علي .ولما افقت وجدت نفسي بين افراد عشيرتي ..كل افراد العشيرة موجودين حولي نساء ورجالا واطفالا ففرحت فرحا شديدا وقلت لنفسي ان حكاية العزومة والجلاليق كانت مجرد حلم لا اعاده الله. ولما حاولت النهوض لم استطع فأدركت ان يداي ورجلاي مقيدتان وجسمي مربوط على كرسي حديدي . التفت الى افراد عشيرتي واقاربي فوجدتهم مرميين على الارض وهم مقيدين وحتى الاطفال الرضع تم وضع قيود صغيرة بأيديهم وارجلهم فقلت لنفسي ( ماشاء الله يمته لحّقوا يصنعون قيود صغيرة). وقعت عيني بعين ابي فقال ( ولك لا جزاك الله خيرا، ولك اشسوّيت بينه ..ولك بعملتك السودة فنيت كل العشيرة .. ولك انت وينك وين اجروخك ، اشورطاك وتسوي مؤامرة) فتعجبت من قول ابي وقلت له ( بوية اشكاعد تحجي ، يا مؤامرة يا صخام ، لكيتلي عزيمة وطبيت اتزقنب ) فصاح والدي ( ولك عزيمتيش ياخبل، ولك بالراديون والتلفزيون ايصيحون قضينه على مؤامرة ،وانت اتكلي عزيمة) فقلت ( بويه وروح خالي وداي عزيمة ..) فصاح والدي ( عزيمتيش ولك) فقلت (عزيمة مال جماعة امصركعين ، اطباكات ،ما تعرف صدكهم من جذبهم ، ايسمونهم الصحفيين ..انا عبالي اوادم فكلت خل اكلي لكمة وياهم..اول مرة يبويه كاموا ايبوسون بيه، ويحببون بأيديه، وبعدين شبعوني كتل وجلاليق وهاذا آنه هلتشوفني جدامك ، امنين اجتني المؤامرة) فرفض والدي ان يصدقني وقال ( ولك الحكومة بكبرهه مخبوصه، اتريدني اصدكك واجذب الحكومة .. ولك هجمت علينه قوات اتسد عين الشمس ، مغاوير ومدرعات وسمتيات وجيش شعبي ،وجيش موشعبي،ولك ماخلوا شي بالعشيرة ما فرهدوه،ولك لا خلوا لا حلال ولا مال،ولك حتى الجلاب كتلوهه، وبعدين كفّونه جابش، جابش كلّش ،ازغار وكبار، زلم ونسوان، وشبعونه كتل ما شايفه الكافر ،ولك حتى هوايشنه حبسوهه ، كل هذا اللي سوته الحكومة بينه وانت اتكلي عزيمة ياخبل) فسألته ( زين اريد اعرف انت والعشيرة ليش جابوكم) فقال والدي ( كالولنه انتم مشتركين بالمؤامرة ) صاحت امي من بعيد (ولك يمّه طيحوا عكال ابوك، وطيحوا شيلتي، وفرّعوا اخواتك ، ولك ليش يمّه اتعارج الحكومة؟ ولك ما سامع الشاعرة شتكول ( كتلك يدكّة لا تقيديش ،عركة حكومة وما تفلّيش، اهي اهي اهي ) وصارت تنوح وتلطم خدودها فتطوعت خالتي (زايرة جمالة) لمساعدتها وتوسطت نساء العشيرة السبيّات واخذت تردح قائلة (يمعارج الدوله هاي تاليهه..نسوانك سبايه وراح واليهه).؟
فلما سمع الحرس اصوات نياح نساء عشيرتنا هجموا عليهن وانهالوا عليهن ضربا امام رجال عشيرتنا، ولما خرج الحرس قال خالي زاير مشلوش مخاطبا والدي: ( وروح ابوك حجّي شبعتهم شتايم، ابكلبي ، نبشت جد جدهم ،ابكلبي، ما خليت عدهم جد صاحي ، سلكتهم سلك، ابكلبي ) فعقب خالي الثاني قائلا ( جاوانه.. اشسويت بيهم من دفروا الباب وطبوا علينه وشبعونه دفرات ؟ كلت لجبيرهم ، نعم كلت لجبيرهم ، كتله استاد على كيفك وي الحريم، ذني هم اخواتك، فكالي ( انجب ولك ، زمال)، فكلتله ،ابكلبي، وجبّه التجبك يا جلب يا ابن الجلب يا منعول الوالدين) فقال والدي (وهو سمعك) فقال خالي ( اشمالني امخبل اخليه يسمعني ) .
سمعنا وقع احذيةٍ فساد الصمت وتوقفت خالتي زايرة جمالة عن الانين . دخل القاعة مجموعة كبيرة من العسكريين والمدنيين يحملون الصوندات والهراوات.
قال احدهم :( ولكم سرسرية ليش تتآمرون على الحزب والثورة ، ولكم جنتوا حفاي والريس لبّسكم قنادر ، يا قنادر) فصاح كبير عشيرتنا الحاج لعيوس ( سيدي، عشيرتنه متبرية من هذا المتآمر ومن عايلته ،واحنه هادرين دمّة، واحنه جنود للحزب والثوره) واخذ عمامي يردحون ويهوسون وقد هوس مهوال العشيرة زاير مسلوت:

تبرينه من اليخون الحزب ويخون ابو عداي
شنهو الموت يا صدام ، عدنه الموت شربة ماي
هدرنه دموم من عاداك واحنه وياك هاي وهاي
بيمنانه ننطيك اليسره
بيمنانه ننطيك اليسرة

بدأوا بتعذيبنا (انا وابي وامي واخواتي) في حين واصلت عشيرتنا الردح ( بيمنانه ننطيك اليسرة ) كان الجلادون يضربوننا ويصيحون ( اعترفوا.. اعترفوا لا انموتكم ) .طبعا كان حظي من التعذيب وفيرا وكنت اقول للجلاد (اعترف على شنو) فيقول ( اعترف بأنك سويت مؤامرة وردت تستولي على قاعة المؤتمر وبعدين تستولي على الاذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري) فقلت له ( عمي انت مشتبه، خاف واحد غيري امسوي مؤامرة وانتم اشتبهتوا بيه) فواصل تعذيبي وقام بقلع اظافري .ولما كررت تذكيرهم بأني مريض بمرض انفصام الشخصية قالوا انهم اتصلوا بمستشفى الشماعيه فأنكر وجودي انكارا تاما .
تعرض ابي الى التعذيب القاسي الذي لا يتناسب وعمره الذي تجاوز الخامسة والتسعين ، وكان ابي يقول عندما يتلقى الدفره ( افه، انا اخو افطيمة ) وكانت امي ( أسكينه) ايضا تتعرض لتعذيب قاسي وكانت تصرخ بعد كل صوندة وتصيح ( يدحاي الرخامة احضر أسكينه...يدحاي الرخامة احضر أسكينه)، اما اخواتي الصغيرات فلا يرددن غير كلمة ( ادخيل صدام). وفجأة صاح الجلاد الذي يعذب بوالدي ( الحجي اعترف ). اعترف والدي بأنه هو الذي حرضني وهيأ لي السلاح والاعوان واخبرهم بأنه عميل لدولة سرطستان ووقع على اعترافه ولما فرغ من التوقيع التفت الى والدتي ( أسكينه ) وقال لها (حجية ماكو فايدة اعترفي وخلي بناتج يعترفن ) فأعترفت امي بقيامها بتحريضي ضد الحزب والثورة فضلا على قيامها بتهريب السلاح الى داخل قاعة الصحفيين ( الله لا يرضى عنهم) اما دور اخواتي في المؤامرة فكان نقل السلاح الى داخل قاعة الصحفيين ( الله لا يرضى عنهم مرة ثانية ).واخيرا اعترفت انا اعترافا طويلا املوه علي ووقعت على اعترافي.
في اليوم الثاني جاء الينا مصورو تلفزيون الشباب وصوروا اعترافاتنا كي يطلع عليها شعب العراق (العظيم). وبعد خروج المصورين جاءت فرقة اعدام صفتنا على الحائط واطلقت النار علينا.
نهضت من نومي مرعوبا فتذكرت زميلي ( في انفصام الشخصية ) منتظر الزيدي فقررت ان ابعث لاهله برقية التهنئة التالية:
(مبروك لكم ارتكاب ابنكم لجريمته في عهد ( الاحتلال) الامريكي ،حيث ان ابنكم الان سجين فقط وعلى قيد الحياة وسيخرج من السجن بعد انقضاء محكوميته، وليس ( الله يرحمه). كما انكم في زمن ( الاحتلال) تمكنتم من اجراء مقابلات تلفزيونيه حول جريمة ولدكم، وتحولتم الى نجوم لفضائيات العهر العربي، ولو أن ابنكم فعل فعلته هذه في زمن ( التحرير) الصدامي كما حصل لي في حلمي المرعب لكان وكنتم وذويكم ومن سلّم عليكم قبل عشرة اعوام ومن شرب معكم الشاي في أي عصرية ، في ذمة القبور. هنيئاً لكم هذه الحرية التي ضربتموها بالقنادر، ودمتم نجوما تسطع في سماء تلك الفضائيات)


التوقيع
البريء منكم
اللي ماله علاقة ب(هاني وهيب)

 

free web counter