| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com

 

 

 

الأحد 16/11/ 2008

 

القدر يحالف العراق مرة اخرى

عودة وهيب
aods50@hotmail.com

اذا صحت الفرضية القائلة أن ايران تملك قوة تأثير سياسي كبيرة في العراق، فان مصادقة العراق على اتفاقية (انسحاب القوات الاجنبية من العراق) سيعني حتما موافقة ايران على ذلك.وانطلاقا من هذه الفرضية ، يمكن الأشارة الى سببين مهمين بلورا الموقف الايراني ( العملي ) من الاتفاقية .السبب الاول هو ان ايران التي ارسلت عدة رسائل( كلامية) الى الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما تناشده بتغيير نهج سلفه الرئيس جورج بوش نحوها، وجدت انها بحاجة الى ارسال رسالة (عملية) مفادها ان ايران مستعدة فعليا للعب دور ايجابي في منطقة الشرق الاوسط عموما وفي العراق خصوصا في حال سعي اوباما الى انتهاج سياسة جديدة ازاء ايران، او على الاقل، تليين الموقف الامريكي من قضية الملف النووي الايراني.اما السبب الاخر،وهو الاهم ، فهو ادراك ايران ان عدم توقيع الاتفاقية سيدفع العراق الى وضع تجد فيه ايران نفسها غارقة في مستنقع عراقي يصعب عليها الخروج منه سالمة.غير ان ايران التي وجدت نفسها مضطرة الى وضع بيضها في سلة الاتفاقية العراقية الامريكية حرصت على توفير بعض البيض كي تضعه في سلة ( اليوم الموعود) المناوءة للاتفاقية لتستخدمه في حال جرت الرياح الامريكية بما لا تشتهي ( السفن ) الايرانية، وهو امر يشير الى احتمالات لجوء بعض الاطراف العراقية المعارضة للاتفاقية الى العنف الموجه من الخارج .
اما اذا صحت الفرضيه القائلة ان الموافقة على الاتفاقية هو بيدر حقل حسابات القوى السياسية العراقية، فان ذلك يعني ان هذه القوى السياسية العراقية المؤثرة حاليا قد حسبتها بشكل صحيح وعقلاني مما يؤشر الى نضجها وواقعيتها وهذا يبشر بخير القادم من الايام...
قبل توقيع مجلس الوزراء على الاتفاقية كانت قلوبنا تدق خشية من الانزلاق الى مجهول ليس من بين احتمالاته بناء دولة العقل والعلم والقانون واحترام حرية المواطنين وكسب ود القوى الفاعلة دوليا ، اما الان وفي ظل رجاحة فرص التوقيع النهائي على الاتفاقية فبأمكان المواطن العراقي ان يحلم بأمكانية بناء حلم عراقي واقعي وطموح في ان واحد.. واقعي بأستناده الى حقيقة ان الخراب الذي طال العراق شامل وكبير، وطموح بأستناده الى حقيقة ان شعب العراق شعب حي خبر الكوارث على مدى العصور وصبر عليها وتجاوزها.
بعد التوقيع سيمكننا القول ان القدر لا يزال حليفنا،نحن العراقيين ، فبعد ان سخّر لنا من انجانا من ( ظلم فرعون وال فرعون) قد هيأ لنا من امرنا سبلا فجعل حسابات الجميع تقود الى نجاتنا من الغرق في ظلام المجهول. شكرا



 

free web counter