| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com

 

 

 

الثلاثاء 15/4/ 2008

 

مأساة الكرد الفيليين سببها اخلاصهم للعراق

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com

الظلام الذي تعيش فيه العملية السياسية منذ سقوط الصنم الى الان اخفى جانبا مهما من جوانب الماساة العراقية ،هذا الجانب هو مأساة الكرد الفيليين المستمرة رغم مرور خمس سنين على ( تحرر ) العراق ..
مأساة الكرد الفيليين مركبة فهم في مقدمة المضحين من ابناء العراق وهم ايضا في مقدمة المنسيين حين يحل زمن يفترض انه زمن رفع الحيف عن المظلومين
حين يطارد الشيوعيين وتغضب عليهم الانظمة الارهابية تكون حصة الكرد الفيليين من الارهاب والمطاردة والسجون حصة الاسد، فهم قد رفدوا الحزب الشيوعي باخلص واشد المناضلين ، وهكذا تعرضوا الى الوان العذاب بعد انقلاب شباط الاسود عام 1963.
وحين يطارد النظام الصدامي الارهابي حزب الدعوة يكون ايضا للكرد الفيلين حظا موفورا من الارهاب والظلم ،لقد انتشر الكرد في سوح النضال الوطني العراقي فحقت عليهم لعنة الطغاة اعداء العراق.
وعندما يتوّج الارهاب البعثي بصعود المقبور صدام حسين يكون اول ضحاياه ابناء الكرد الفيليين فيشن عليهم في نيسان عام 1980 حملة ( انفال ) وحشية هي بكل المقاييس حملة ابادة جماعية وتطهير عرقي شملت كل الكرد الفيليين دون استثناء، ولقد اتسمت هذه الحملة النازية بالوحشية والقسوة المتناهيتين .. لو ان النظام المقبور قام بمجرد ابعادهم الى ايران لهان الامر رغم وحشيته ولاانسانيته، ولو قام النظام بزج هذا الشعب باسره في المعتقلات لكان الامر اقل مأساوية مما حصل، غير ان ماحصل افضع وابشع وادهى..انها تفاصيل مليئة بالرعب والدموع والدماء..لقد قرر النظام الصدامي ابادة الشعب الكردي الفيلي بطريقته البعثية الوحشية المعروفة، فلجأ الى عدة وسائل اجرامية منها :

*
تفريق العائلة الكردية الفيلية حيث قام بفصل الذكور الشباب عن عوائلهم ، رمى العائلة خارج الحدود وزج بالذكور في معسكرات الاعتقال فاختفى منذ ذلك الحين اكثر من 150 الف شاب كردي فيلي ولم يعرف مصيرهم الى هذه الساعة.
* وفي حالة كون احد الزوجين من قومية اخرى غير القومية الكردية الفيلية (وهي حالات كثيرة جدا) فان النظام يقوم بفصل الزوج عن زوجته ،فيرحل احدهما تاركا الاخر وسط بحور الاحزان .
* قام النظام بمصادرة اموال الكرد الفيلية المنقولة وغير المنقولة ورماهم خارج الحدود وهم لايحملون من العراق الذي افنوا فيه حياتهم الامايستر عوراتهم.
* كانت طريقة الترحيل وحشيه جدا لاتعرف اية رحمة حيث كانوا يجلبون من بيوتهم بطريقة مرعبة كي يودعوا في مراكز اعتقال مؤقتة يشحنون بعدها كالاغنام في شاحنات عسكرية ترميهم ليلا على الجانب الايراني ومن منافذ بعيدة عن المدن الايرانية مما جعل المرحلين يقطعون مسافات طويلة جدا داخل الحدود الايرانية مشيا على الاقدام وهم يعانون من الجوع والعطش والارهاق ، وكان وضع الاطفال والنساء والشيوخ مأساويا يفطر اي قلب مهما كان قاسيا الا اذا كان قلبا بعثيا.نصف مليون عراقي اغلبهم من الشيوخ والاطفال والنساء ( لان الشباب احتفظ بهم النظام في معتقلاته) يقطعون مئات الكليلومترات في اراضي وعره تحرقهم شمس نيسان ويكظّهم العطش وينهكهم الجوع ..نساء تولول ، واطفال يبكون وصحراء او صخور مترامية الاطراف ..هو تيه جديد لم تسجله توراة ولم تسلط عليه وسائل الاعلام اي ضوء ..ياللعار
* ومما زاد من حجم ماساة الكرد الفيليين ان ايران التي هجروا بدعوى التبعية لها لم تفعل شيئا لانقاذهم.. لم ترسل الشاحنات لنقلهم الى داخل ايران وتركتهم يقطعون الفيافي سيرا على الاقدام ، وعندما وصلوا الى المدن الايرانية عاملتهم بعداء واسكنتهم بمخيمات تفتقر الى ابسط شروط الحياة وكل مافعلته هو المتاجرة بمأساتهم.
* قصة الشباب الكرد الفيليين الذين فصلوا عن عوائلهم ( ويبلغ عددهم اكثر من 150 الف )لاتزال غير معروفة التفاصيل فلم ينج احدا منهم ليحكي لنا بعضا من تفاصيل مأساتهم،لقد فصلوا عن عوائلهم اثناء فترة اعتقال العوائل التي سبقت تهجيرهم ثم اختفت اثارهم ولم يبق منهم سوى روايات متباينه نقلها شهود عيان مجهولون .. قيل ان النظام رماهم بواسطة المضلات على خطوط الحرب الامامية وقيل دفنهم في مقابر جماعية وقيل وقيل غير ان الثابت انهم اختفوا من الحياة ولايعلم حقيقة خبرهم الا الله ومجرمين بعثيين.
ماهي الجريمة التي ارتكبها الشعب الكردي الفيلي حتى يطرد من بلاده بطريقة وحشية يأبى هتلر فعلها؟ هل لانهم من التبعية الأيرانية ؟ وماذا في هذا حتى لوكان صحيحا ، اليس باقي العراقيين من التبعية العثمانية فلماذا لم يهجروا الى تركيا ليبق النسل العفلقي عربيا نقيا؟ اي مهزلة وصلت اليها عقلية البعث ؟
في حقيقة الأمر لم تكن قضية ( التبعية الايرانية ) سوى حجة واهية استند عليها النظام الصدامي، فالسبب الحقيقي الذي جعل النظام ينتقم من الكرد الفيليين هو اخلاصهم للعراق على حساب اخلاصهم للبعث، فاغلب الكرد الفيليين مناضلين وطنيين ابدوا معارضة مبكرة للنظام ولم ينظم منهم لحزب البعث الا القليل القليل، ومن انتمى كان انتماؤه شكليا، وهذا يفسر لنا لماذا لم يتم تهجير بعض الكرد الفيليين الذين ابدوا ولاء كبيرا للبعث.
لقد حان الوقت ياعراق لأنصاف اخلص ابنائك، الكرد الفيليين



 

Counters