| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com

 

 

 

الجمعة 11/12/ 2009



وزارة الداخلية (والعوائل المتعفّفة)

عودة وهيب

بثت (الفضائية العراقية) قبل يومين تقريرا مصورا عن قيام وزارة الداخلية بتوزيع المساعدات على ( العوائل المتعففة ) وهي عبارة عن أغطية ( بطانيات ) كما ظهر في الصور التي عرضتها الفضائية.
هذا (دليل) أخر على عبقرية وزير الداخليه وتنوع مواهبه، فهو لا يكتفي بالامساك بملف الامن وضبطه وغسله وعصره وكشف الاغطيه عن الارهابيين ،بل أن سيادته يجد متسعا من الوقت لأنجاز بعض مهام الوزارات الاخرى المتقاعسه عن اداء مهامها كوزارة الشؤون الاجتماعية التي يفترض انها التي تقوم برعاية الفقراء وتوفير الدفء لهم..

ولقد (اطربني) مصطلح ( العوائل المتعففه ) الذي ورد في التعليق، الذي رافق عرض الصور ،لأنه مصطلح (انتيكه) من مخلفات نظام البعث العربي الاشتراكي، فالنظام المقبور كان مولعا بترديد هذا المصطلح المموسق ، وحسب علمي المتواضع فأن النظام المقبور هو صاحب ( براءة اختراع ) هذا المصطلح للتمييز بين عوائل العراقيين التي سحقها الحصار (فتعفف) بعضها (بارتباطه بالبعث ) فنال بركاته بينما (عهر) اخرون بعد ان نبت في قلوبهم بغض البعث فاستحقوا التهجير إلى ( قرى العار ) سيئة الصيت الواقعة على ضفاف (نهر القائد) المالح أي (المصب العام) .
ولقد تصورت إن هذا المصطلح الذي قُبر مع النظام سوف لن يجد ( آثاريا ) بارعا ينقب عنه إلى أن سمعت تقرير (العراقية) فأدركت خطل رأيي.

غير إن كل هذا الكلام عن كفاءة الوزير وتنقيبات كاتب التقرير الآثارية لا تعني المواطن بشيء ، إن ما يعنينا هو شيء أهم واخطر وهو: من أين أتت وزارة الداخلية بأموال ( معونة الشتاء ) هذه ؟
هل هي من تبرعات رجال الداخلية ، أم من جيب الوزير، أم إن سيادته استقطعها من الأموال المخصصة لحفظ الأمن؟

إن كان منتسبو وزارة الداخلية هم من تبرعوا بهذه الأموال فهذا دليل إضافي على تعدد مواهب الوزير حيث يتحول الشرطي في عهده من ( أبو واشر ) إلى ( أبو معونة الشتاء ) ، وان كان من جيب الوزير فهذا دليل على ذكائه لان الحملة الانتخابية والوصول إلى المناصب العليا تستحق بطانيات توفر الدفء للناخبين ، ولكن المصيبة ستكون كبيرة لو إن الوزير استقطع المعونة من تخصيصات الأمن في وقت تشكو فيه الوزارة من قلة التخصيصات المالية..

الذي أعرفه ( أنا ) أن الأموال التي تخصص لوزارة الداخلية ليس هدفها تمكين الوزارة من توزيع البطانيات على (العوائل المتعففة) بل لتمكين الوزارة من حفظ الأمن ، ولكن من أكون ( أنا ) حتى احدد لوزير عبقري متطلبات الأمن وكيفية حفظه ، فمن يدري فربما أن قيام وزارة الداخلية بتوزيع البطانيات على ( العوائل المتعففة ) سيحد من الإرهاب ويقضي على الإرهابيين ويوفر الأمن والأمان لأبناء العراق ..

كلشي يصير


 

 

free web counter