| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عودة وهيب
aoda50@hotmail.com

 

 

 

الثلاثاء 10/11/ 2009



لماذا يزعل الترس

عودة وهيب

حين كنت اتابع جلسة مجلس النواب، التي عقدت صباح السبت الموافق 7-11-2009 ، لم يثر انتباهي او استغرابي اخفاق المجلس في اقرار قانون الانتخابات،فهو امر متوقع ،ولكن الذي اثار انتباهي وشدني الى الشاشة الصغيرة هو سماعي لصوت نسوي يلح على وقف قراءة مشروع قانون ( هيئة الاعلام والاتصالات )... صوت نسوي ناعم يصرخ مستنجدا : ( شيخنه .. شيخنه .. شيخنه )... اوقف (الشيخ العطية) قراءة مشروع القانون فتوجهت الكاميرا الى مصدر الصوت : نائبة بعباءة سوداء انساها امر جلل ان تلف نفسها جيدا بعباءتها .رفعت يدها ملوحة بصحيفة : ( شيخنه ، جريدة ( المدى) اهانت مجلس النواب ... باوعوا ،هاي مقالة وارد بدر السالم اللي اهان بيهه المجلس..هاي الاهانه ماينسكت عنهه شيخنه ) وطالبت المجلس بتدارس هذا الموقف( الخطير) حماية (لكرامة) النواب ،وقد استجاب الشيخ العطية، الذي كان يرأس الجلسة ، لطلبها وأمر باتخاذ الاجراءات اللازمة .

اثار غضب النائبة فضولي فهرعت الى ( المدى ) ابحث عن مقالة الروائي (وارد بدر السالم) فوجدتها ، فرحت ابحث عن تلك (الاهانات) التي اثارت ( زعل ) تلك النائبة فلم اجد اية اهانه . وجدت كلاما يتردد كثيرا على السنة العراقيين من قبيل :
( ولانعرف برلمانا في العالم المتحضر والمتخلف معا يسعى الى مكاسبه الشخصية ولايختلف عليها قطعا ، لكنه يختلف على مكاسب الشعب وحقوقه الوطنية)
( يأ كلون الموز والانناس ويشرعون الحصرم للفقراء ، ينامون في قصور المنطقة الخضراء وفقراء الوطن يفترشون ارض الصيف والشتاء )
( يتقاتلون مثل ديوك الحلبات الصغيرة في قاعة البرلمان على كل صغيرة وكبيرة لكن عندما يصل الامر الى امتيازاتهم الشخصية فانهم يتصالحون ويبتسمون لبعضهم ابتسامات صفراء كالاصدقاء اللدودين )، ويمكن قراءة المقال على هذا الرابط :
http://www.almadapaper.net/news.php?action=view&id=3998

هل أن هذه الكلمات جديدة حقا على مسامع النائبة ؟
هل أن هذه الكلمات حقائق ام افتراءات ؟
هل أن مشروع قانون (رواتب وتقاعد اعضاء مجلس النواب) تعرقل مثلما يتعرقل الان مشروع قانون الانتخابات ؟
هل استمر النقاش حول رواتب وامتيازات اعضاء مجلس النواب عدة اشهر كما حصل مع قانون تقاعد الموظفين ؟
هل كذب الكاتب حين قال انهم (ياكلون الموز والانناس) بسبب رواتبهم الفلكية ويشرّعون( الحصرم) لفقراء العراقيين بسبب عدم اكتراثهم بهموم الناس ؟
الم تصل ( نقاشاتهم ) الى المدس( جمع مداس - وهو( شحّاطة) رجل الدين المعمم ) والاحذية وشاهدها كل الناس ( سكوب وبالالوان) ؟

انها حقائق سوداء رغم انها تشبه النكات ويرددها عامة الناس ليل نهار، بل ويعرفها النواب قبل غيرهم ، فاذا كانوا يخجلون منها فلماذا يفعلونها ؟
لماذا يجلبون العار لانفسهم ثم يطالبون الناس ان لاتتحدث عن عارهم وشنارهم ؟
لو ان ( مخازيهم ) لاتمس حياتنا لسكتنا وقلنا ( ان الله يحب الساترين ) ولكن مخازيهم دمرت حياتنا وقتلت احلامنا بوطن يوفر لنا العيش الكريم فكيف لنا السكوت ؟!!
ثم ،هل الخزي فيما يفعلون ام الخزي في تذكيرهم بمنكر اعمالهم ؟

في حقيقة الامر ان ماقاله الروائي (وارد بدر السالم) قد قيل ماهو اقسى منه منذ ان اكتشف العراقيون رداءة معدن اغلب النواب، ومنذ ان ادرك القريب والبعيد ان مجلس النواب ساحة لعرقلة المشاريع التي يحلم بها فقراء العراق ،وساحة لصراع احزاب وكتل لاتهمها الا مصالحها الحزبية والشخصية...

وان نوابنا امتلأت اذانهم بصدى افعالهم المخزية،نوابنا سمعوا الكثير الكثير من النقد والسخرية حتى لم يعد في اذانهم متسع لسماع نقد او موعظة (والعراقيون يسمون من تمليء اذنه بالنقد واللوم والتوبيخ ب(الترس) أي تُرست اذنه توبيخا فلم يعد يسمع او يزعل ) . فالذي أغاض النائبة ليس نقد وسخرية الروائي وارد بدر (وهي التي( تُرست) اذنها بانواع الكلام القاسي نتيجة نيابتها الفاشله لابناء العراق ) - ما اغاضها - هو توقيت نشر المقالة ليس الا . فالتذكير بهذه الحقائق في هذه الايام ( الحواسم ) سيعرقل مشروع نائبتنا المصونة بالعودة الى مجلس النواب .فالانتخابات تطرق الابواب ، وهذه النائبة وغيرها من نواب ( الغفلة ) يظنون انهم سيعودون الى قبة البرلمان مرة ثانية بعد ان لبسوا اقنعة جديدة ورفعوا لافتات تندد بالطائفية ومحاصصتها التي اتت بهم الى موقع لم يخطر ببالهم يوما ان يكونوا فيه...النائبة تتصور ان شعب العراق شعب ( نسّاي ) ولاجل ضمان عودتها( الميمونة) لقبة البرلمان يجب عدم تذكير الناس بفشل البرلمان ..

وهنا اتساءل واقول : لماذا نائبة تنسب الى حزب او كتلة اسلامية هي التي عبّرت بصراحة عن انزعاجها من تذكير الكاتب وارد بدر بفشل النواب ؟ هل لانها تعرف ان حزبها او كتلتها لهم اليد الطولى بهذا الفشل؟ هل ينطبق عليها المثل القائل (اللي بحزته طلي يمعمع)؟

المضحك المبكي ان النائبة المصونة تستنكر اتهام مجلس النواب بالفشل الوطني بعد دقائق من فشل المجلس في اقرار قانون الانتخابات الذي تنتظره جموع العراقيين..ياللوقاحة !!

ان مطالبة هذه النائبة بمعاقبة اعلامي ابدى رايه بمجلس النواب يكشف لنا طبيعة المعدن ( الديمقراطي) لهذه النائبة التي حملها قطار (الديمقراطية) خطأ الى قبة البرلمان .. انها لاتزعل من فشلها وفشل زملائها في تحقيق طموحات ابناء العراق لكنها تزعل من مذكريها بهذا الفشل .. عجبي  .

ان المطلوب وطنيا ليس تكميم الافواه ومعاقبة اعلامي وضع يده على جرح البرلمان النازف بل معاقبة النواب الفاشلين الذين جاءت بهم المحاصصة الطائفية وعدم انتخابهم ثانية وسحب كل امتيازاتهم التي لايستحقونها ابدا.
 

 

 

free web counter