| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالآله السباهي

 

 

 

 

السبت 30/7/ 2011

 

الحلم الديمقراطي

عبدالآله السباهي

الديمقراطية، والدكتاتورية

هناك نكتة تقول ما الفرق بين الدكتاتورية والديمقراطية؟

في ظل الدكتاتورية إن قلت كلمة نقد فإنك ستموت.

وفي ظل الديمقراطية إن قلت كلمة نقد فلن يسمعك أحد حتى تموت !

اليوم السبت، والشمس مشرقة تدعوا الناس للتمتع بإشراقها الرائع. ركبت القطار على مضض في رحلة طويلة مملة إلى (فالبي) لحضور اللقاء الذي نظمه تيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك مع الدكتور تيسير الآلوسي.

حضر اللقاء حشد من العراقيين المخضرمين زاد على الستين رجل وامرأة وكان لقاء ممتعا كالعادة، فالضيف كان متحدثا لبقا متمكنا عيّشنا ساعات كلها أمل ومثالية، بنى لنا فيها غدا مشرقا أساسه النزاهة والأمان والمساواة وسيادة دولة (المؤسسات).

رحم الله أفلاطون "عشمنا" قبله بمدينته الفاضلة ونحن صابرون على دولة النهب والقتل والنذالة اليوم.

لا يعوز مثقفينا سعة الأفق وثراء الخيال والمنطق العذب، ولكن طموحات الناس في العراق اليوم أبسط بكثير من طموحات جماعتنا.

كل مفكرينا ينسون أو بعضهم يتناسى سبب المصيبة التي يعيشها العراقي اليوم.

لا أعرف كيف لا يأتي الدور الأمريكي القذر في مصيبة العراق في أطروحاتهم إلا صدفة هذا إن جاء ذكره أصلا. وكأن وراء كل مصائبنا اليوم هو النظام المجرم المقبور والذي جاءت به أمريكا بالأساس، فمتى نتعلم الدرس فلا أظن أن تلك العمائم التي تدحرجت صدفة على رؤوس القتلة والحرامية هي من تركة النظام السابق وإنما جاءت مع قوات الإحتلال!

لا تقولوا أن زمن المعجزات قد راح فمئات الألوف من القوات الأمريكية وقوات حلفائهم "هبت تحرر العراق من الدكتاتورية!" صرفت علينا المليارات المستقطعة من دافعي الضرائب لتحررنا من الدكتاتور وتنصر العدل في العراق!.

"تحيا أمريكا محررة الشعوب" .

"المجد والخلود لشهداء المارينز على مذبح الحرية في العراق"

"التعذيب في أبي غريب إفتراء وتخرص على محرري الشعوب الأمريكان"

"من مات أوقتل من العراقيين ما هم إلا ضريبة دم بسيطة على مذبح التحرر تدفعها كل الشعوب ونصيبهم الجنة!".

يا ساستنا الكرام، هل العراقي بهذه السذاجة ليؤمن بأن أمريكا جاءت لتحرره من الدكتاتورية؟

هل هذا التيار الديني المتحجر الذي يحكم اليوم جاء بعيدا عن تخطيط أمريكا؟

لماذا كل الدول التي تدخلها أمريكا يعم فيها الفساد؟ من الصومال إلى أفغانستان إلى العراق وغيرها؟

كنت أترك الذهب والأحجار الكريمة في (فترينة) المحل في الكرادة لأذهب إلى بيتي في المنصور لأتناول الغداء وأقضي ساعات القيلولة تحت التبريد لأعود عصرا إلى دكاني دون أن يمسه أحد.

كنا نترك مفتاح بيتنا عند جارنا أو تحت بساط الباب ونحن مطمئنون .

فهل أخلاق العراقيين هي ذاتها التي نراها اليوم؟

ماذا جرى لهذا الشعب فأصبح يقطعّ بعضه بعضا بطرق "ديمقراطية"؟

هل هي هذه الفوضى الخلاقة التي توعدنا بها بوش هل هو الشرق الأوسط الجديد الذي وعدتنا به أمريكا وإسرائيل؟

سادتي الكرام ولا أريد أن أثبط عزائمكم في السعي من أجل الديمقراطية في العراق، ولا تلتفتوا لحديثي الحزين هذا، ولكنني أقول لكم توجهوا إلى شعوب العالم لتنصركم على أمريكا، ولا تضيعوا وقتكم في شعارات لا يحلم بها العراقي اليوم، فلا نحن في اليابان ولا في ألمانيا، وحقكم الضائع عند أمريكا أولا لا عند المالكي أو الطالباني أو هذا الحزب أو ذاك،ولا عند الكويت أو إيران والسعودية وغيرها إنه عند أمريكا يا ناس يا ساسة يا حالمين.

لا تتركوا الرأس وتحاورون الذيل، ولا تأملوا خيرا من هؤلاء الذين يقودون الحكم في العراق اليوم بكل شرائحهم، وتطالبونهم بالديمقراطية وهم أعداء لها أصلا قلبا وقالبا.

لا تأملوا من الشعب الجائع المدمر اللاهث وراء لقمة خبز، "المغسول دماغه" دينيا أن ينهض اليوم و ينتخبكم غدا، وحتى إن فعل ذلك فالنزاهة مفقودة على كل الأصعدة لا تعطي فرصة للخيرين أن يقودوا هذا الشعب لأن ذلك بالأساس يخالف مصالح المحتل ومصالح من جاء معه. وأنتم أحرار بما تختارون " تريد غزال أخذ أرنب تريد أرنب أخذ أرنب" وهذه ديمقراطيتنا التي أعطينا لها ملايين الشهداء.

لا تأملوا الناس بغد مشرق عن طريق هذه الديمقراطية الكاذبة فتعمى بصيرتهم.

أعملوا على أن يرى الشعب مأساته على حقيقتها، ويعرف عدوه الحقيقي (أمريكا)، توجوا بجهودكم الخيرة الشريفة للمطالبة بحقوق الشعب العراقي في المحافل الدولية لا عند المالكي، ولا عند نجاد ولا عند المرجعيات، أو حكام الكويت والسعودية، فالكل "تحت نطاق السيطرة" والأزرار كلها في واشنطن والحبل على الجرار كما يقول المثل.

كان الله في عونكم أيها الحالمون الشرفاء وفي عون شعبنا المغلوب على أمره.

 

 

free web counter

 

كتابات اخرى للكاتب على موقع الناس