| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالآله السباهي

 

 

 

 

الخميس 18/10/ 2007

 

العب بيها يا بو سميره

عبد الأله سباهي

لست خبيرا في الدراسات الاستراتيجية ولست باحثا سياسيا ولا أديبا ولم تطاوعني القوافي يوما . كل ما في الأمر إنني عراقي أولا وشاهد على تقلبات هذا الزمان المًر .
شهدت كيف كانت الحشود تهتف للملك .
وشاهدتها كيف قتلت الملوك وشاهدت السحل في شوارع بغداد.
شاهدت الناس كيف هتفوا للزعيم الذي طرد المستعمر . ثم شاهدتهم كيف قتلوا ذلك الزعيم .
عشت أيام البعث الأولى ونزف دمي فيها في 8 شباط الأسود. وعشت أيام البعث الثانية وشهدت فيها نزيف كرامة العراقيين ودماءهم .
وها أنا أعيش تخبط العراقيين اليوم في ظل الأحتلال والذي يذكرني بقصة قديمة تقول :
في أيام الرق وثورة الزنج على العبودية في أيام العباسيين هربت مجموعة من العبيد من البصرة بعد أن حاصرتهم جيوش الخليفة العباسي المعتمد على الله أو ربما في أيام الخليفة الموفق.
وبعد أن قضوا أياما في هروبهم وصلوا إلى شاطئ الأمان كما ظنوا . وقبل أن يناموا ليلتهم رموا كل ما تبقى معهم من زاد والذي لم يكن سوى حبات من التمر في حفرة ثم بالوا عليها محتفلين بوداع حياة الرق ومتاعها البائس .
وعندما أشرق الصبح وجدوا أنفسهم مطوقين بقوات من جند العباسيين ولم يستطيعوا الفرار من تلك الحفرة التي قضوا فيها ليلتهم تلك.
وبعد أن طال حصارهم وراح الجوع ينهش بطونهم. عادوا لحبات التمر تلك وأخذوا يفرزونها حبة حبه، هذه "نجسانة" وتلك غير "نكسانة" فيأكلونها حتى أتوا على التمر كله. ثم يعودا بعدها للعبودية .
ها هم العراقيون اليوم يكررون سالفة العبيد ( نجسانه ومو نكسانة ) .
لم يكن للمستعمر البريطاني قبل قرن من الزمان في العراق سوى نفر من الجند كانو قد جاءوا لينشروا الديمقراطية والحضارة في العراق ! وبعد أن تملكوا البلد وعينوا عملائهم في أهم مناصبه وقعوا معهم معاهدة ربطت العراق بذاك المحتل تبيح له الإقامة في العراق لأجل غير مسمى وتمكنه من السيطرة على نفطه . فترك المستعمرون بغداد وباقي المدن العراقية و راحوا ينعمون بالعيش الهادئ قابعين في قاعدة الشعيبة وقاعدة سن الذبان.
كان للعراقيين نخوة وحمية و وطنية في تلك الأيام فلم يصبروا على ذل المستعمر وثاروا وسالت دمائهم في كل ركن من العراق حتى طردوا المستعمر وتحرروا من معاهدات الذل وطردوا جنوده من الشعيبة ومن سن الذبان . وخرجوا من حلف بغداد. وحرروا النفط.
وبعد أن وصلوا إلى الحرية كما يظنون بالوا على النخوة والوطنية وغيرها من القيم. فقتلوا القادة الأحرار وراحوا ينكلون بالشعب فسلبوه حريته وكرامته باسم العروبة والحرية والأشتراكية.
واليوم وبعد أن عاد المستعمر راح جماعتنا يبررون خيبتهم . ويقسمون السيادة إلى أجزاء هذا منتقص وهذا كامل وهذا مقبول وذاك OK
وهكذا أصبح "بوش" رائدا للحرية و"باول" أسمر مثلنا و"موفاز" عراقي الأصل وله حقوق في هذا البلد و "بلير" عنده شهادة حسن سلوك ، وربما كان أسلافه من المهاجرين العراقيين أو ربما كانت جدته مجندة في الشعيبة ثم القتل على الهوية نصرة لدين الله والقتل من أجل حور العين نصرا للدين الحنيف أيضا !
ثم ما ضرٌ العراق لو تضاعفت القواعد العسكرية وعاش في العراق مئات الألوف من المحتلين وبنوا لهم سفارة مسجلة في كتاب (غيتس) للأرقام القياسية في وسط بغداد .
أليست ألمانيا واليابان وكوريا والكويت وغيرها من الدول مستقلة فيها أيضا قواعد عسكرية ؟
أليس لأمريكا سفارات في كل العالم وربما مجموع موظفيها ثلاثة آلاف موظف .فما ضرٌ العراق لو بنيت في وسطه " أم السفارات " أليس ذلك فخرا لنا ؟
ثم كله ربح فنحن بأمس الحاجة للفتات الذي يرميه لنا الأمريكان و ( من لحم ثوره وأطعمه ) وكيف نطور عراقنا ؟ علمائنا الذين كنا نعول عليهم في بناء العراق قد قضوا أما بالقتل أو بالهجرة . فهل بقى لنا أمل غير أبناء عمومتنا علماء إسرائيل في" بناء الوطن ".
وإلى أن يأتي جيل لا يبول على السيادة ولا يرضى بالذل .
( العب بيها يا بو سميره ) .




 


 

Counters