نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالجبار السعودي

basrahahwar@hotmail.com

 

 

 

 

الأربعاء 3/5/ 2006

 

 

 

نادي المينــــاء و موسوعة ( جينيس ) للأرقام القياسية !
 


عبد الجبـــار الســــعودي

كل منـــّا يحلم ويتوق ، بل ويتفانى بكل ما أوتي من قوة وشدة بأس في أن يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية والتي تظم أغرب وأطرف القصص والغرائب والأرقام عن هذا الحدث أو ذاك .. ! فكيف بدأت فكرة موسوعة جينيس هذه وكيف تطورت وما علاقة نادي الميناء الكروي بها ؟ دعونـــا نتأمل هذه الأسطر ..
منذ ظهورها عام 1954 تطورت موسوعة جينيس للأرقام القياسية الى أنوصلت الآن الى مرحلة تتلقى فيها مايصل الى أكثر من ألف أسبوعياً للأنضمام اليها ! فلماذا يتوق هذا العدد الكبير من الناس الى ورود ذكرهم في الموسوعة الأشهر لحد الآن ؟
يقول المسؤول عن موسوعة جينيس ( ستيوارت نيوبورت ) .. إنها تمنح الناس الفرصة كي يظهروا للعالم بشكل عام أنهم الأفضل .. ! كما أن الناس يحبون أن تكون لديهم رموز يصبون اليها . وكانت موسوعة جينيس من بنات أفكار ( هيو بيفر ) المدير السابق لمصنع جينيس للجعة ( البيرة ) . في العام 1951 كان بيفر يمارس الرماية في إيرلندا وخاض مناقشة بشأن ما إذا كان ( الزقزاق الذهبي ) أسرع طائر في أوروبا ، وبعد ثلاث سنوات تفجرت مناقشة أخرى عما إذا كان طائر ( الطيهوج ) أسرع من طير ( الزقزاق ) ! وقرر بيفر معتقداً أن الأرقام القياسية تثير خلافات في المقاهي والحانات في شتى أنحاء العالم .. وأن الوقت مناسب لإنتاج دليل يضم محققي أكبر الإنجازات . و وصلت مبيعات موسوعة جينيس التي تصدر بـثلاث وعشرين لغة مختلفة كما تقول الإحصائيات الى أكثر من 100 مليون نسخة !

و ( ربـــــّاط أوّل الكلام ) كما يقال ، هو الرحلات المكوكية لنادي الميناء الكروي المشارك في بطولة أندية آسيا لأول مرة في تأريخه الكروي ، فبعد رحلته ( الملفتة للنظر ) عبر البحار الى الإمارات قبل أكثر من إسبوعين لملاقاة نادي العين الكروي والتي أستغرت أياماً طوال .. ذهاباً وإيــاباً ، ها هو الآن يشد الرحال وهو منهك القوى ومنقوصاً في عدد لاعبيه الى ( 16 ) لاعباً ! الى مدينة ( ماشال ) في أقاصي جمهورية أوزبكستان وعاصمتها طشقند لملاقاة ناديها هناك اليوم الأربعاء في المرحلة الثانية من البطولة التي لم يجن منها نادي الميناء ولا نقطة واحدة في ظروف معقدة وشائكة تحيط بالنادي وبالرياضة البصرية وبالمدينة التي يلفها الظلام ويقتلها العطش . فقد غادر لاعبي الميناء مدينتهم يوم الأحد المنصرم الى مدينة الأهواز الأيرانية ومن هناك الى طهران ، ومن طهران حيث يحلقون في الجو الى موسكو عاصمة روسيا الإتحادية و ينتظرون هناك ( 20 ) عشرون ساعة بالتمام والكمال حسب المواعيد والوعود الروسية الملفتة للنظر هذه الأيام ! وبعد ذلك تأتيهم الطائرة المحروسة لكي تقلهم الى طشقند عاصمة أوزبكستان ، ومن هناك وكما هو مقرر في برنامج الرحلة الغريبة هذه ينقلهم باص ( يشتغل على الديزل ) الى مدينة ( ماشال ) ، حيث سيقطع 400 أربعمائة كيلو متر ، حيث سيصلها قبيل ساعات معدودات من صافرة الحكم !!
هذه الرحلة الغريبة لنادي كروي مغمور لدى أوساط العالم الكروية و للمشرفين على موسوعة جينيس للأرقام القياسية لا بد وأن تثير فضولهم ، لكي يبحثوا و بعين بصيرة عن ( القدرة ) المدفونة لدى لاعبي هذا الفريق و مدربيه الممتحنين بهذه الصعوبات وبإدارته المخلصة والمتفانية التي تعمل ما بوسعها عبر مناشدات و ( توسلات ) الى هذا الطرف أو ذاك لإنتشال الفريق العريق من محنته الكروية التي يعيشها في هذه المدينة التي تسبح على بحار من النفط ! ولابد لهؤلاء إن سمعوا وقرأوا الخبر هذا عن لاعبين يقطعون كل هذه المسافاك الطويلة ويدخلوا الملعب قبل صافرة الحكم بساعات قلائل ، ربما لا تمنحهم سوى لغسل وجوههم والتسبح بحمده تعالى على سلامة الوصول !
محنة كبيرة قد أكون ( بطرانــــاً ) في الكتابة عنها ، والوطن يعيش محنـــاً وصعابـــاً قلً نظيرها في التاريخ خلفتها الدكتاتورية المقيتة و لفــّت كل جوانب حياة الوطن الجريح ومنها الرياضة !
دعوة مخلصة ( لأهل الرحـــــم ) لمن يدلنــــا على عنوان المؤسسة التي تصدر موسوعة جينيس للأرقام القياسية ، لكي ننقل لهم ماحصل ويحصل للاعبي الميناء في رحلتهم هذه الى بلد الحكايات والقصص الجميلة التي قرأنا عنها وعن مدنها التاريخية العريقة ( طشقند ) و ( بخارى ) و ( سمرقند ) و ( قوقند ) والتي يشرب سكانها ماءً عذبــاً و ( جلابـــاً ) ينعش القلب والجسد والروح ، فيما تنام البصرة العريقة وشفاه أهاليها تتيبس عطشـــاً وتتلهف لقطرة ماء صافية و نور كهرباء يبصرون فيه ليـــاليهم الظلماء وحياتهم التي تحيط بيهم من كل صوب وحدر !


بصــــرة – أهـــوار في آيــــــار 2006