| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. عامر صالح

 

 

 

الأربعاء 25/2/ 2009



 المعقول واللامعقول في فهم الدين وشعائره
بعض الملاحظات الاستفهاميةّ!!

د. عامر صالح

أن أداء الشعائر الدينية والحسينية منها هو حق مشروع لكل ألأديان على وجه الأرض وهو جزء لا يتجزأ من حرية ألانسان الشخصية في ممارسة معتقداته. وأذا كانت النظم الدكتاتوريه تسلب حق المواطن في ممارسة طقوسه الدينيه, وتصيغ العلاقة مع الدين على ضوء تبادل المصالح بما يؤدي الى تكريس النظام وعدم تهديد بقائه فأن النظم العلمانية تؤكد أن من استحقاقات المواطنة الحقه هو احترام معتقدات الناس الدينية والمذهبيه أيآ كانت وبما لا يؤدي الى التجاوز على معتقدات الأخرين وخلق الفوضى التي تضرب أمن وأستقرار الناس عرض الحائط. وأن العلمانية اذ تؤكد على حرمة المعتقد فهي تصيغ العلاقه معه على قاعدة الدين لله والوطن للجميع , الامر الذي ينعكس بشكل واضح على اتجاهات الأستقرار والأمن الآجتماعي في بلدان العالم الديمقراطي المتمدن.

أن الخلاف لن يدور الان على آداء الشعائر الدينية بل الخلاف الرئيسي ينصب على طابع الأداء الذي اخذ ويأخذ (وخاصة بعد سقوط نظام صدام) طابعا براجماتيا نفعيا صارخا ومعيبا من قبل أحزاب الأسلام السياسي ولأغراض الكسب اللامشروع والذي ذهب بعيدأ عن مقاصد التوعيه الدينية للمواطن بأهداف ومغزى ممارسة هذه الطقوس,بل وراح ضحية هذا التوظيف اللاعقلاني للمناسبات الدينية آلاف المواطنين الأبرياء حيث تركوا مكشوفي الرؤوس حفاة الأقدام امام هجمات الارهاب الدموي وعصابات الاجرام والكوارث الجماعية كالغرق وغيرها. عدا عن ما تسببه هذه التعبئة المفرطة من احتقان وتوجس وريبة واستفزاز لمشاعرالأديان والطوائف الأخرى لأن الراعي لذلك هو الأسلام السياسي الرسمي الذي يقود العملية السياسية في البلد.

أن حب الحسين (ع) لا يحتاج الى فتوى او اجتهاد, انه آمر مفرغ منه وهو ليس وليد مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام , نحن الأن بأمس الحاجة لتوعية الناس بمشروع الحسين في احترام قيمة العمل و الانسان على السواء, أليس العمل واحترام المواطنة في اطار التزامات محددة في الحقوق والواجبات هو ضرب من العبادة . يجب ان لا تؤدي ممارسة الطقوس الدينية وبذرائع شتى وأفراط يثير الريبة والشكوك في القائمين عليه الى مزيد من التسيب والأنحلال في أجهزة الدولة ومؤسساتها التي تحتاج الى المركزيه وتركيز الجهود أكثر من أي وقت مضى . كما إن من واجبنا الأخلاقي والديني ان لا ندع هذه المناسبات المقدسه والعزيزه علينا جميعآ ان تكون فرصا ذهبية لسرقة المال العام وتبديد الثروات.

كنت أتمنى من الذين كتبوا عن هذه المناسبات وخاصة الأساتذة الأكاديميون أن يبتعدوا عن دغدغة مشاعر محبي الحسين (ع) وان يكون خطابهم بمثابة دراسات مستفيظه ومثمرة لتوظيف نهج الحسين وعكسه في أذهان مواطنينا بما يسهم في خلق حالة من الوعي السايكواجتماعي الذي يؤدي بالضرورة الى الأحساس بقيمة العيش والتخفيف من الآحساس بعدمية الوجود التي عانى منها شعبنا بسبب دكتاتورية جثمت على صدره لأكثر من ثلاثين عاما , تلتها سنوات من العبثية واللامسؤولية اتجاه مصائره بعد سقوط الدكتاتورية, والتي يعتبر الأستاذ الجامعي من المقيمين عليها. أن أساتذة التعليم العالي يجب أن يسهموا في أ نتاج خطاب موضوعي ينطلق من روحية ومنهجية البحث العلمي في دراسة الظاهرة الدينية ورموزها, وليس خطابا منفعلا و متشنجا يفتقد الى المنهج , خطابا يقرره الاخرون عليهم لأنهم يقعون على خطوط التماس معهم و لأنهم أولياء نعم الأن .

أن خطابات الدفع العاطفي كثيرا ما تعطل لغة العقل وأليته في البحث والتنقيب عن المعرفة الموضوعية وتسمح للجهل بأعادة دورته بانتظام , وعلى الأستاذ الجامعي ان يكون حر الأرادة ومستقل التفكير أكثر من أي وقت مضى.





 

free web counter