| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. عامر صالح

 

 

 

الأحد 21/2/ 2010

 

ليست دعاية انتخابية لقائمة اتحاد الشعب
شيوعيي العراق ليسوا كشيوعيي الدنيا !!!!!

 د.عامر صالح

قد يكون من الصعب جدا أن تجد حالة توصيف أخلاقي واجتماعي ونفسي لنموذج الشيوعي العراقي في وسط منظومة التجمعات الشيوعية العالمية, فهو ينفرد بخصوصية عالية وتفرد يثير الدهشة,فالصدق والأمانة والإخلاص والنزاهة ودقة أداء الواجب واحترام الوقت والصداقة المتناهية للكتاب ومصادر المعلومة والعناد المعرفي في الحصول على ما يستجد في ميادين العلوم الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية,هي صفات لصيقة بشيوعيي العراق قبل غيرهم,بل ينافسون شيوعيي العالم ويغالون بذلك فيعتبرونها صفاتهم الخاصة قبل غيرهم !!!!.

لقد كنا في طفولتنا وشبابنا نتحسس شيوعيي العراق ونعثر عليهم من خلال صفاتهم الشخصية وليست التنظيمية,وهي صفات تقترب من حالات التصوف والزهد والامتناع عن ملذات الحياة,رغم إن شيوعيي العراق والعالم أكثر فهما لطبيعة الدوافع الإنسانية وضرورة إرضائها,إلا أنهم يمتلكون مقدرة أبداعية على التكيف مع ظروف الحياة المتجددة,لقد وجدناهم يقارعون الجوع والعطش والجنس والمغريات المختلفة,ولهم إمكانيات فريدة على تأجيل إشباع الحاجات الإنسانية,لحين أن يشبع غيرهم,أنهم " مكبوتين " ومناضلين من طراز خاص!!!!.

لقد اختبر شعبنا شيوعيي العراق في ممارسة الأمانة والائتمان والتضحية قبل أن يختبرها من رجال " الدين الجدد " حاملي ألوية الفساد الإداري والمالي والأخلاقي والعابثين بسيادة العراق وأهله.... أن أمانة الشيوعيين يشهد لها رجال الدين قبل شهادة أنصارهم ورفاقهم,ويستحضرني في الذاكرة هنا احد كبار تجار محافظة ذي قار رجل الدين المعمم السيد علي المخازجي وهو وكيل بيع الأجهزة الكهربائية والافرشة والأثاث المختلفة في سنوات الستينات وبداية السبعينات,لقد كان هذا الرجل يستعين بشيوعيي المحافظة المذكورة لشغل وظيفة المحاسب أو المسئول عن الوارد اليومي لشركته,وكان يستعين بالآخرين للعمل في مخازن المحلات !!!, لقد كان هذا الرجل يسأل المتقدمين لديه للعمل في مقابلات التعيين..... هل أنت شيوعي !!! تفضل عمي هذا مفتاح القاصة " الخزينة المالية ", وكان هذا الرجل يثق بالشيوعيين قبل ثقته بأولاده, ولعل من يتذكر هذا التاجر العريق من أبناء المحافظة المذكورة أن يكتب عنه المزيد من التفاصيل !!!!!.

وتمر عقود من الزمن على شيوعيي العراق ليتأكد القاصي والداني أن صدقهم ونزاهتهم ليست تكتيكا لأغراض الكسب الرخيص, وليست من دعاة الخطاب المعسول للاستحواذ على الصوت الانتخابي وبأي ثمن...اليوم تتمنى الكتل السياسية بمختلف مشاربها من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين أن تتحالف مع شيوعيي العراق لتضفي على نفسها شرعية في الشارع العراقي ولتخرج بوجه ابيض أمام الناخب العراقي....ورغم محاذير شيوعيي العراق في التحالف مع أي من كان وقد يكلفهم ذلك كثيرا,لأن اللعبة الانتخابية تحتمل مرونة قصوى تتجاوز فيها أحيانا حتى الإرث المؤلم مع الحليف الانتخابي, إلا إن صدق الشيوعيين مع جماهيرهم وأنصارهم يجعل منهم ممثلين للصوت الأصيل بدون رتوش,قد تفوتهم الفرصة الأولى والثانية,إلا إن الفرص القادمة لهم ولليسار ومناصريه حصرا وبهم تبدأ رحلة الآمان !!!!.

لقد عشت مع رفاق وأصدقاء في ديار الغربة ولسنوات طوال وعملنا سوية,وكنت أرى في مثالب البعض منهم خروج عن المألوف استنادا إلى المنظومة القيمية التي رسمناها لأنفسنا,وهي في بعض من جوانبها إفراط وتجني على رفاق الحزب وكأن الشيوعي العراقي طائر من طيور الجنة لا يخطأ,إلا إنني أراهم اليوم من الطراز الأول المحافظ والمستميت,أدعوهم اليوم إلى أن ينفضوا عنهم غبار الغربة القاسي ليقفوا بجانب نصرة حزب الأحرار ومؤيديه من اليسار واليمين....العراق لا تتوفر فيه اليوم بدائل كثيرة...والبديل اليساري والشيوعي هو بديل الرحمة والأمان والحفاظ على المال العام....فالمعركة الانتخابية ليست بالضرورة أن تكون معركة عقائدية خالصة,أنها معركة برامج ومن الأولى بنا الوقوف مع برنامج الإنقاذ الوطني !!!!.

أن معارك العالم المتحضر اليوم هي معارك بدم بارد وبضمير صادق ومخلص لقضية الشعب,ليست معارك لاستلام السلطة بقوة السلاح لإقصاء الأخر أو نفيه من دائرة الحراك السياسي,أنها معارك من اجل البناء والتقدم الاقتصادي والاجتماعي يقررها الصوت الانتخابي وأرادته الحرة,ومن هنا تأتي أهمية تمركز أصوات الناخبين في كيان شيوعي أو يساري أو في قائمة تحالفيه من هؤلاء المناضلين...وهنا أؤكد أن المراهنة على القدرات الذاتية في النزول بقوائم فردية ذات أصول يسارية أو شيوعية هي محاولات على طريق بعثرة صوت الناخب العراقي وتقديمه "كلقمة صائغة " في فم القوائم الحيتانية,ويكون المرشح قد خسر نفسه وسبّب في فوز القوائم الأخرى,ولتكن تجربة انتخابات مجالس المحافظات السابقة ماثلة أمامنا بكل تداعياتها,فكيف لنا أن نتصور برلمانا قادما يخلو من اليسار والشيوعيين والديمقراطيين وأنصارهم...انه تكريس لبرلمانات السنوات السابقة...وإذا كان المرء لا يلدغ من جحره مرتين...فمن أين يلدغ هذه المرة !!!!.











 

free web counter