| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. عامر صالح

 

 

 

الثلاثاء 20/10/ 2009

 

على هامش قرار غلق الجامعة المستنصرية لمدة أسبوع
وصعوبات تعيين رئيس لها

 د.عامر صالح

أن مؤسسات التعليم العالي العراقية وبشكل خاص الجامعات منها هي بأمس الحاجة اليوم إلى الاستقلالية والحيادية عن ميدان الصراعات السياسية والمذهبية,لكي تستطيع هذه المؤسسات تأدية رسالتها في خدمة قضايا المجتمع في التنمية البشرية والبحث العلمي وفي انجاز المهمات التدريسية.

إن النظر إلى الجامعات باعتبارها مناطق نفوذ سياسي وطائفي وبالتالي يجب اقتسامها كغنائم لهذا الفصيل السياسي أو لتلك المليشيا لا يمت بصلة لتقاليد التعليم العالي والبحث العلمي التي امتلكها العراق وعرف بها من خلال رموزه العلمية والأكاديمية واستقرار مؤسساته منذ تأسيس الدولة العراقية,على الرغم ما لحق به من أضرار جراء سياسات التبعيث وهيمنة ثقافة الحزب الواحد والاستئثار بالامتيازات في هذا الميدان لمنتسبين هذا الحزب.

إن ظروف التغير السياسي في عام 2003 وما أتت به من "ديمقراطية نسبية" كان يفترض أن تنقل هذه المؤسسات إلى مستوى من المهنية والعلمية والنزاهة بما يجعلها مؤسسات آمنة وبعيدة عن كل ألوان الصراعات السياسية والمذهبية والعرقية,بما فيها الصراعات الجارية الآن بين وزارة التعليم والبحث العلمي ومجلس الوزراء على خلفية تعيين رئيسا للجامعة المستنصرية,واعتماد المواصفات والمعايير العلمية ذات الجودة العالمية في إشغال مثل تلك المناصب,وليست اعتماد شروطا تعسفية ترضي هذا الفصيل السياسي أو تلك المليشيا السياسية,وألا بماذا نفسر تعاقب أربعة رؤساء للجامعة المستنصرية خلال الأشهر الأخيرة بين تعيين واستقالة وإقالة,ولازالت الجامعة بانتظار رئيس لها.ألا يوجد الآن أستاذا ذو كفاءة في العراق يرأس هذه الجامعة !!!.

إن نفوذ المليشيات السياسية داخل أروقة الجامعات لتقرير رئاستها وتسير شؤونها ارتباطا بالصراعات الجارية في قمة الرئاسة ( مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالي ) يلحق أفدح الأضرار بأداء الجامعات لرسالتها الإنسانية والعلمية ويخترق حرمتها الأكاديمية,ويجعل من أساتذتها وطلبتها مشاريع ابتزاز وضحايا لسياسات المحاصصة الطائفية.

أن جامعاتنا العراقية تنتظر بأمس الحاجة اليوم إلى التضامن والتأييد وجذب الخبرات وأشكال الدعم بما يمنحها الاستقلالية التامة لكي تسمو فوق الخضوع السياسي للحزب أو المذهب ,وأن السياسي الصادق والنزيه هو الذي يحرص على استقلالية الجامعة وأداء مهمتها بوصفها مختبرا للبحث ومنتجا للمعارف والعلوم وللكادر التدريسي بمختلف الاختصاصات ولبناء عراق خالي من الصراعات الدينية والعرقية,عراق قائم على منجزات العلم والتكنيك والتقدم الاجتماعي.
 

 

free web counter