| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الأثنين 7/6/ 2010

 

جيوش الاحتلال الاخرى للعراق و عن رقابة الجبابرة الجهلة

عبد الصاحب الناصر *

استشهد بكلام الشاعر الاستاذ سعدي يوسف يوم قال ، هناك رقابتان في العالم العربي ، رقابة السلطة و رقابة الجهلة .لقد حدث احتلالان في العراق بعد سنة 2003 احدهما بقرار من مجلس الامن والاخر بقرار من مجلس الجهالة الاعلى . و سنت القوانين الجائرة بعد التحرير كما سنت قوانين المقاطعة لتحاصر الشعب العراقي لتزيد من بؤسه ومجاعته و تهدد امنه و كأن هذا الشعب هو من احتل الكويت فعليه تسديد كل الفواتير على مدى الدهر كما عليه تسديد الديون لايران بمليارات الدولارات التي لم يحدد بعد حجمها من قد دافع عنها من اهل العراق يوما . زحفت الجيوش الامريكية و شركائها باقوى قوة عسكرية استعملت في تاريخ الانسان .فكان على العراقيين بعد ان كبلوا ان يسددوا فواتيرها على مدى الدهر . ان يسددوا الفواتير وهم مازالوا يحلمون بالماء الصالح للشرب في القرن الواحد والعشرين ليس لعطشهم فقط ولا لاغنامهم ولا لسقي زرعهم و مازالت مدارس اطفالهم بلا مساطب ولو حتى من الخشب للجلوس فيفترش اطفالهم الارض في الشتاء ، و لا يمر بقراهم ماء الله الا ما تجمع من المياه الاسنة من الامطار او من مياه المجاري لقرى كانت بها يوما ما تسري مياه مصفات فتقاسموا المياه الانسة مع ابقارهم و اغنامهم و حشرات تتطور مع الايام كتطور قياديي جيوش الجهلة في وقت مازال شيخهم يسن القوانين و يحدد من الصلاحيات من خارج دستور العراق ، يحدد و يكبل مهام رئيس وزراء العراق القادم و يتبجح خوفا من الانفراد بالسلطة في وقت هو من ينفرد بتحديد السلطة خلافا للدستور ، هذه هي الديمقراطية التي يفهمونها او تعلموها في ( قم ).

لقد تحدد وقت جلاء الجيوش الاجنبية من العراق وفي نفس الوقت ( هم ) يثبتون جذور جيوشهم الظلامية في قلب الشعب العراقي بتحليلات ليس لها ولا مسحة تقدمية او ديمقراطية او انسانية ولا حتى نسخة من نظام ممولي ارزاقهم في ايران . على العكس يؤسسون كل يوم نظام تثبيت جيوش الظلام في كل القرى و الارياف العراقية لتتسلم الوضع بعد خروج جيوش الاحتلال الاول. ورّثوا لنا ملك جديد في نظام جمهوري و يؤسسون لنا اليوم نظام مشابه لولاية الفقيه ابتداء من سن الجداول غير القانونية و غير الدستورية لتحديد مجال تحرك رئيس الوزراء ليكون مطيعاً لهم و لا تتعدى مهامه اكثر من مهام كاتب الصادرة و الواردة في مؤسسة وليد المقام ليبقى شيخهم يتوسع ليتربع على عرش ( ولاية الفقيه ) و لكن في الخفاء . و قد اسسوا قواعد غير منظورة تحرسها جحافل من جهلة القوم وممن غرروهم و طمعوهم ليتقاسموا ريع اهل العراق .

من قادة جيوش الاحتلال الجاهلي ظهر و يظهر علينا كل يوم قرقوزيون جدد يرفعون كتاب الله على اسنة رماحهم ، وكتب الله المطبوعة في ايران او في الرياض بمباركة اهل الشام للحفاظ على احقية من استنبط هذا الامتياز منذ زمن معاوية ويزيد . ويطالبون بتحكيم مماثل بغير حق من لجنة الاربعة عشر التي ولحد هذا اليوم لم تتفق كي تجتمع ، ويتستروا وراء قوانين الانسان الديمقراطية لكن نفحة هذه الديمقراطية التي جلبوها من بلدان اخري التي لا تعرف اي نفحة انسانية ، لتملى على انتخابات الشعب العراقي الديمقراطية .

يتبجح معمم من اهلهم بانه من قاد عملية كتابة الدستور كما يدعي ، يتبجح وبغير حق بحسه الانساني في سن قوانين جديدة تغاير ما قد ساهم هو في سنها بالامس لتحدد من سلطة ( المنصب الاعلى ) على شكل عقبات لا يسمح له بتولي هذا المنصب ضمن نظامهم الداخلي كما يدعون ، ولان هذا المعمم (لا يسمح له) بتولي اي منصب تنفيذي (حسب نظامهم الداخلي ) فهو اذا يسن كل عقبات الارض امام من حصد لوحده اكثر من سبعمئة الف من اصوات العراقيين بينما وصل هذا المعمم الجاهل عن طريق الزحف ضمن قائمته فاذا به عضواً في مجلس النواب الجديد ، فهو اذاً خارج معادلة الاختيار لهذا المنصب فلتكن اذاً عليه و على كل من سيتولى هذا المنصب . لم يعرف تاريخ الشعوب الديمقراطية ان يتسلط على مصائر الناس من هم في اسفل القوائم الانتخابية ، لهم اقل من خمسة عشر نائب منتخب فقط ( اي 4.6 % من نواب العراق المنتخبين ) يتحكمون في انجح القوائم الفائزة ( ٩١ للعراقية و ٨٩ لدولة القانون ) .ومن قادة جيوش الاحتلال الجاهلي رجل في يعمل في العلن و رجل يختبيء وراء الستار ( ابدا ). هذا قد نجح في الزحف الانتخابي و ذاك لم يحصل على اكثر من الفين صوت ، يقفوا امام رجلين لاولهم اكثر من سبعمائة الف من الاصوات و الاخر له اكثر من اربعمئة و خمسون الف . هل اتت هذه الديمقراطية الباهتة من ((قم )) ؟ وهل طبخها هناك امام الجهل ؟ ام هي اجتهاد من اجتهادات احمدي نجاد وسيده ؟.بعد ان طردت جيوش الجاهلية من البصرة و تنفس الناس هناك هواء نقي ، لم يأت هذا الهواء النقي من الشرق ( الشرق) فانتقل قادتهم بعد ان سدت عليهم انابيب النفط المهرب ، انتقلوا الى المركز يجلسون في قاعات مكيفة لا ينقطع عنها تيار الكهرباء و سلطت عليهم اجهزة التلفزة و تلاحقهم كامرات الصحفيين و وكالات الانباء فزادوا من حلاقة و تقليم لحالهم و ( يحفوها يوميا ) و ليس لهم غضب ليصبوه الا على رجل واحد (امين) وبشهادتهم وامين من منطق العقل و المنطق ، اي لو كان لهم عليه ذرة من الانتقاد لصلبوه كما صلبوا السيد المسيح و لقطعوا عنه الماء كما قطعوه عن ابى عبدالله . ، ليس حسدا على نجاحه فقط بل حقدا عليه لانه اغلق كل منافذ السرقة عليهم .يدعون الحكمة و العفة في وقت لم يتمكنوا من اخفاء تنافسهم فيما بينهم على المناصب وفي داخل معسكرهم لذلك و الى هذا اليوم لا نعرف من هو مرشحهم الا انهم مازالوا يبكون بكاء ذئاب ، ليس كغيرهم من الذين لهم مواقف واضحة و خطوط واضحة محددة بنيت على مناهج لبناء البلد وبتصميم من قادة اتفق عليهم . يشتكي الحكيم و من منطلق ديمقراطي (كما يدعي ) يشتكي لماذا لا ترشح تلك الكتلة اكثر من مرشح واحد و يوصفها (جهلا ) بعدم ديمقراطية قرارها. هنا يسكن ابليس حين تنقلب الموازين وتغالط القيم و تهتز اركان الحرية المنبع الاول للديمقراطية وهو حرية الاختيار . لو كان قد درس هذا الرجل في مدارس اعتيادية ذات  نفحة انسانية لعرف قيمة حرية الاختيار ، ولكونه وهو من جاء بتسلسل موروث عن ابيه عنعمه عن .... فلا يفقه معنى حرية الاختيار . ونحن نعرف ان لا تدرس مادة حرية الراى و حرية الاختيار في ( قم ) فلا عجب اذا .اتمنى لو يطيل الله في عمر الانسان اكثر ، ليس لرغبة في الحياة وهي حق ،بل لنرى بعد سنوات كيف سيعاملهم الشعب يوم الحساب وهو يوم آت لا محالة .هكذا يعلمنا تاريخ الشعوب . يوم سترحل كل الجيوش المحتلة عن العراق وسيتذكر الشعب العراقي و سيعترف بمساعدة جيوش الاحتلال الاولى التي برغم كل المساوئ قد اسست لنفحة ديمقراطية في هذا البلد و سيتذكر هذا الشعب كذلك جيوش الجاهلية و كأنها كابوس قد رحل و لن يعود .اكثر ما يحز في نفوسنا اليوم اننا نتحاشى اكثر من اي وقت مضى كتابة وقول كلام الحق بالصراحة ليس لاننا جبناء و لكن كي لا نضر بمصلحة الشعب وبمصلحة المخلصين من اهله لصعوبة المرحلة ، وهذا هو الارهاب الاعمى يتعمق في ارض العراق .

* مهندس معماري / لندن

 

free web counter