| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الأحد 6/6/ 2010

 

هل يعلم الشيخ همام بانه يؤسس لولاية الفقيه في العراق ؟؟؟

عبد الصاحب الناصر *

ليس هذا تجاوز على الرجل و ليس هذا موقف معاد للمجلس الاعلى بل هو ما نستشفه من خلال اعمالهم ومن ما تفوهوا هم به ، ولو بطريقة غير معلنة وربما بدون ان يفقهوا ما يدعون له . وهذا مخالف للدستور العراقي كما انه مخالف لاتجاه المرجعية في العراق . وهاتان المخالفتان لهما من الاهمية ما يملي عليهم ان يعوا بماذا يدعون . انها نقاط معقدة و ذات اهمية بحيث لا يمكن ان تمر او تمرر على الشعب العراقي رغم انفه . و من يقوم بها عن قصد سيواجه ممانعة كبيرة ستفقدهم كل مؤازريهم بمرور الايام ، لان الشعب العراقي يختلف عن الشعب الايراني و لاننا لا نرغب بالتدخل في امور الجارة ايران و لا في امور اي من بلدان الجوار و في نفس الوقت لا نسمح اي تدخل في شؤون الشعب العراقي . من مبادئ المجلس الاعلى ان لا يتولى اي من المعممين اي منصب تنفيذي و قلنا في حينها انها خطوة جيدة ،الا انها كانت كالمصيدة . اي ان رجال الدين في هذه المؤسسة مهما كان منصبهم وعلو مقامهم لن يستوزروا ابدا ، من هنا جاء مبدأ تحديد صلاحيات السلطة التنفيذية و يأتي تحديدها بحيث تصبح كل امورها بيد من يسن تلك التعليمات او القوانين الداخلية التي تأخذ شكل التحديد و كما قال قائل بان يصبح رئيس الوزراء كشرطي المرور. هذا مسار خطر و مملوء بالمطبات و على من يتوخى توسيع شعبيته و بالاخص بعد نتائج الانتخابات الاخيرة عليه ان لا يملى على الناس ما يشتهي هو ، لانها ليست فقط املاء رغباته بل يؤسس لنظام لا يرغب به اي شعب و بالاخص الشعب العراقي لا يمكن لاي انسان ان يتجاوز على الدستور الا من خلال مجلس النواب العراقي . هذه هي روحية اي ديمقراطية في اي بلد في العالم . وضع العراقيل امام استئزار هذا الرجل او ذاك يمكن اعتبارها مناوشات سياسية و من منطلق ديمقراطي . الا ان تسّن جداول تحدد من صلاحيات رئيس وزراء اي بلد و توضع كقوانين خارج نطاق القوانين العراقية و دستور هذا البلد و رغم ارادة هذا الشعب الذي قاوم كل الظلم و الطغاة كي يؤسس لدولة لها دستور و تحترم القوانين . كما وانها مخالفة صريحة للدستور العراقي حيث حدد هو ( الدستور) مسار وصلاحيات كل من يشارك او يختار في السلطة التنفيذية . و نشتم كذلك رائحة مجة اخرى ، هي الحقد الشخصي على من يتولى اي منصب اداري في البلد تنبع تلك الرائحة المجة من اشخاص ليسوا معممين لكنهم يستشفون صعوبة توليهم المناصب العليا في البلد ، تقف تلك الشخصيات و تعمل من وراء الجدار لانها فشلت في صنع شعبية لها و اصبح من الواضح صعوبة استئزارها لذلك نراها تعمل بالخفاء مع مشروع الشيخ همام لوضع العراقيل امام من انتخبهم الشعب وحصلوا على اصوات لا يمكن تجاوزها .الشيخ همام ليس من المرشحين لمنصب رئيس الوزراء كالجعفري و علاوي او المالكي ، فهو اذا يسن ما سيحددهم في اعمالهم و يقيدهم كي يكونوا كاحمدي نجاد و يكون هو كالسيد المرشد الاعلى خامنئي . انها اللعبة او ما يشبه المؤامرة للانقلاب على الدستور من منطلق شخصي و ظلامي بحت و لا يمكن تفسيره باي حال من الاحوال كحماية الدستور من التسلط و الانفراد بالسلطة، لان سن هذه القوانين هي بالاساس الانفراد بالسلطة بالرغم من انف الدستور العراقي و بالرغم من انوف الشعب العراقي ، اما اذا جاء السيد عبد المهدي الرجل الخفي وراء سن هذه التحديدات فسيكون هو اول من يرفضها ( لو اختير هو كرئيس للوزراء ) وسيخرجها على انها منافية للدستور و سيسير بخلافها وسيدعي العلمانية و التزامه و حبه للدستور و سيخلع الوشاح الاخضر وسينتقد تلك التحديدات ، اذاً انها المؤامرة على الدستور العراقي من اجل المنصب الاول منصب المرشد الاعلى و الثانية منصب رئيس الزراء و لا يهمهم باي طريقة سيحصلوا عليها لقلة من يكتب عن تلك الامور الخطيرة وبالتفاصيل و من القلب ، سنبقى نقول ما نشعر به ونفهمه من تلك القيود لاننا هربنا من صدام من اجل كلمة الحق و لن يخيفنا بعد التغيير اي انسان يسعى ليغش الشعب العراقي . ولاننا نرى كمية البؤس و الحرمان التي يعاني منها هذا الشعب مع كل الوعود و نرى كل التأخير و المشاكسة ووضع العراقيل امام تشكيل حكومة العراق ، نرى تلك الاشياء من موقع غير انتهازي و لا شخصي و لا ينبع عن طائفية او عنصرية ولسنا وراء المناصب او الارباح السريعة على حساب هذا الشعب المغلوب على امره ، مغلوب على امره منذ ايام الطاغية و مغلوب منذ التحرير من قبل رجال الظلام و الاطماع الشخصية من رجال الدماغوغية العمياء .وكلمة حق اخرى . صحيح ان الشعب العراقي يتكون من طوائف و قوميات وان الطائفة الشيعية تكوّن المكون الاكبر في العراق ، الا انها لا تدين بما يدين به رجال الظلام و لا يمثلهم هؤلاء الرجال فمن غير الحق ان يتكلموا باسم الطائفة الشيعية في العراق و نتائج الانتخابات اكبر دليل على ما نقول .

لذلك و من منطلق الحق نهيب بهم للعودة الى طريق الشعب العراقي صاحب المصلحة الحقيقة .

 لكي يرى الانسان ما هو ابعد من انفه ، يحتاج الى كفاح مستمر .(George Orwell)
 

* مهندس معماري / لندن

 

free web counter