| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الأثنين 5/7/ 2010

 

ميزان الذهب

عبد الصاحب الناصر

من خلال الغربة الطويلة والقاسية عن الوطن استفدنا كثيرا و تعلمنا اكثر ، مربوطون و مسمرون نحن بهذا البلد ابدا . لماذا ؟ ربما من يقول انه ماء العراق و اخر انه التاريخ الطويل و ثالث يقول انها النستالجيا و تفسيرات كثيرة تحتاج الى علماء كبار و باحثون في علم الاجتماع لدراسة الشخصية العراقية في بلدان الغربة والتي تسير طرديا مع الزمن فكلما ابتعد الانسان العراقي عن الوطن كلما ازداد ارتباطه و حبه له ،لانه يتناسى كل الاشياء السيئة في الماضي و يتذكر ابدا كل الاشياء الجميلة و بين هذه الحالة وتلك تأتي المعاناة .من تلك المعاناة التي تقلق الايام الاخيرة من عمر المغترب هي السلبيات التي تنبع اصلا من قياداة مكنها التاريخ من خلال غفلاته ان تكون في الصف الاول و تدعي كل ما تدعي على انها المنقذ و المرشد و المخطط لانقاذ اهل هذا البلد من كل السيئات .تمرر الاشياء على اهل البلد باسماء براقة لكنها خاوية من المضمون وتتنافى مع المنطق و لم نرى مثيلاتها في بلدان غربتنا الديمقراطية . الا انها تمرر على الناس البسطاء حين تستفاد تلك الشخصيات من جهل الناس بالحرية و اساليب الديمقراطية و فحواها و تستغل ادب و وقار الناس بعدم الرد على ادعاءاتها غير الصادقة . لذلك سألتزم بما يسمى ميزان الذهب لا كما يقال و ما يمرر على الناس باسم الديمقراطية .يتكلم ويخطب في الناس كل اسبوع تقريبا السيد عمار الحكيم و لا اعرف من اين جاء بلقب ( سماحة ) في خطبه في المساجد و الحسينيات عن حقوق الناس وينصح بأسلوب و صوت مثل من يزور الناس في اضرحة الائمة الاطهار . و يشدد ويطالب وبالاخص من كل السياسيين العراقيين على الاسراع بتشكيل الحكومة لانها من مطاليب الناس الاساسية و الجوهرية كما يقول الا انه لم يجد او لم يسمح لمن يساءله عن السبب الحقيقي لاخفاق السياسيين في تشكيل الحكومة وهنا سأستعمل ميزان الذهب لاحاجج السيد عمار و عن بعد عله يعي مغالطة ما يطالبه لانه هو و جماعته من يسد الطريق على تشكيل الحكومة بعد ان اعلن عن التحالف الوطني بين دولة القانون مع الائتلاف الوطني الذين يتكون من ٨٩ نائب للقانون و اقل من سبعين للائتلاف لم يتمكن الائتلاف من حزم امره باختيار من يرشحه ليقف امام المالكي ليختار بعدها التحالف من بينهم من سيكون رئيس الوزراء المقترح ليمثل الكتلة البرلمانية الاكبر في مجلس النواب . انها العقدة التي مازالت تراوح بين صفوف الائتلاف فقط ، ليس لاي كتلة سياسية عراقية مثل هذا الاشكال ، لان الاشكال هو بين الصدريين و الفضيلة و المجلس الاعلى و بعض القوائم الصغيرة معهم . فاما ان هذا الشخص ( عمار ) لا يعي ما يقول او انه ابعد عن الحقيقة لان دولة القانون قد اختارت السيد المالكي كمرشح لها لهذا المنصب و تنتظر من سيرشح المجلس (الاعلى) لينافس المالكي على المنصب .

لقد مر اكثر من اربعة اشهور وهم في صراع داخلي على من يرشحون كمنافس .استعملت كل الاساليب غير الديمقراطية لتسويف هذا الموقف بينهم و ينقلوه وبصورة وقحة على انه اسلوب ديمقراطي و يزيدون من ذلك بالطلب من دولة القانون ان ترشح اكثر من شخص واحد للمنصب ، انها دعوة باطلة لان المشكلة ليست عند دولة القانون بل في صفوف الائتلاف نفسه و الصراع الداخلي بين اكثر من مرشح بينهم الامر الذي لن يتمكنوا من حله و ذلك لاطماع شخصية بحتة ولعدم معرفتهم و ايمانهم باسس الديمقراطية . لذلك نراه يصرخ باسلوب كواعظ في الحسينيات في ايران وكان الناس في العراق نسخة مفسخة من الشخصية الايرانية وهذا ايضا نقص في الادراك لان الشعب العراقي ليس كالشعب الايراني ، ولان الشعوب تختلف في التفكير و في الاهداف و بالتالي في التطلعات .لماذا مازال يصرخ بالناس ان على السياسيين ان تحزم امرها و تسرع في تشكل الحكومة القادمة ؟ لماذا لا يسرع المجلس نفسه قبل ان ينصح غيره بطلانا ،اما لانه وكما علموه كيف يفكر فهو الملك المصون غير المسؤل اذاً فالمسؤلية لا تقع عليه او لانه نصّب وبغير قدرة على زعامة المجلس الاسلامي الاعلى من قبل من اراد ان يصنع منه واجة . اي ( a Front) ولكن بدون قدرة شخصية او امكانيات سياسية ، سيصاب هذا الشاب بالصدمة لانه سيعرف وبعد مدة قصيرة بانه استغل من قبل من توّجوه ليحاربوا به من اجل مناصبهم ( هم ) و انها ستغل ككمشاة النار كما يقول المثل الشعبي . الا ان تلك الصدمة ستقع شديدة عليه و على تفكيره و على مسيرة حياته و بسرعة فائقة ، ولان ليس للرجل اي قابلية سياسية و لا ادراك لما يحاك ضده و لا يملك الحنكة السياسية التي سيحتاجها في المستقبل لو اراد ان يسير في الطريق السياسي لانه خلق لنفسها عداء يحاربهم من اجل اطماع شخصية لمن غشوه و كبروا من قابلياته بهذا الشكل المضخم و بهذه السرعة .لكن المشكلة هنا اكبر من مستقبل عمار الحكيم لانها تهم مستقبل الشعب العراقي كله و لانها تهم المكون الشيعي بصورة اعظم . اين هي الديمقراطية التي يتبجح بها قادة المجلس حين يتحالفوا مع كتلة اكبر من حجمهم لكنهم يصرون على قيادة هذا التحالف ، الا يقود حزب المحافظين البريطاني مجلس الوزراء لكبر حجمه ؟ و كذلك حزب الاجتماعي الديمقراطي في الحكومة الجيكية الجديدة وهذا الحال يتكرر في ايطاليا و المانيا و غيرها من البلدان الديمقراطية . الا ان هنا حقيقة واحدة لا تقبل المغالطة انه المجلس او الائتلاف الوطني الذي لم يقرر بعد من يرشح لمنافسة المالكي لتختار هذه الكتلة الجديدة من سيكون مرشحهم لرئاسة الوزراء . انهم قادة المجلس الاعلى لا غيرهم من يعرقل المسيرة الديمقراطية في العراق ، واذا لم يتخذوا القرار الديمقراطي فسيفقدون حقهم في تشكيل الحكومة و يعطون للقائمة العراقية الحق بتشكيل الحكومة .لماذا ميزان الذهب هنا ؟ ذلك لاننا اردنا ان نقول الحق و الواقع كما نراه ومن يتوخى الحق فما عليه الا ان يزن الامور كما هي عليه بدون زيادة او رتوش او محاباة سياسية او عاطفية . كيف وباي منطق يتمنطق و يخوف الناس البسطاء من هو قد ورث القيادة عن ابيه عن عمه عن جده ؟ واين المنطق ان ينتقد ( الانفراد بالسلطة) من هو من عائلة تنفرد بقيادة المجلس الاسلامي الاعلى منذ قالوا بلا ؟ اين الفهم الحقيقي للديمقراطية من شخص لا يفقه فحوى الديمقراطية و ينتقد الانفراد بالسلطة في وقت قد زاولت السيدة ثاتجرالحكم لثلاثة انتخابات و السيد بلير كذلك و السيد بوش لدورتين و قبله السيد كلنتن لدورتين كذلك . هل دراسة السيد عمار في ايران تسمح له ان يؤسس لديمقراطية اعمق من البلدان التي تأسست الديمقراطية في اركانها . ؟هل يتصور السيد عمار ان شيعة العراق جهلة مزارعون بسطاء يتصرف باصواتهم كما يشاء ، الا يعرف ان من خيرة علماء العراق هي من المكون الشيعي . لقد فقد المجلس الاعلى ثقة كل المتعلمين و المثقفين من المكون الشيعي وستتناقص شعبية هذا المجلس و بوتيرة عالية مع الزمن . لان المكون الشيعي هو اكبر مكونات الشعب العراقي فبالضرورة ( ومن منطق احصائي بحت ) يوجد بينهم من اكبر المتعلمين و المثقفين و العلماء العراقيين وهؤلاء لن ينطلي عليهم صراخ السيد عمار مهما استعمل من اساليب البكاء الحسينية . لان الانتماء الشيعي ليس دينيا فقط و ربما يأتي هذا الانتماء بشكل وطني وشعور بمكافحة بالغبن اكثر من الانتماء الديني لذلك كان من الضرورة استعمال ميزان الذهب لنزن الحقائق على حجمها و طبيعتها بدون اي تشويش عاطفي او بكاء حسيني . لقد بدأت بعض القوائم تتكلم و بصراحة عن من يقف حقيقة امام تشكيل الحكومة اليوم و ستتكلم الناس اكثر و بصراحة اوسع عن منهم من يقف امام الشعب العراقي و تشكيل حكومته الوطنية . ان المجلس الاسلامي الاعلى يأتي في مؤخرة الاحزاب او الكتل التي حصلت على عدد النواب المنتخبون ، العراقية ٩١ /القانون ٨٩ / الاكراد ٦٠ / الصدريون ٤٠. فصلنا هنا الصدريين لسبب واحد واقعي وصريح، فلقد اعلن السادة في التيار الصدري عن من يرشحون لمنصب رئيس وزراء العراق و جاء (الدكتور) عادل عبد المهدي في المرتبة الاخير . اذاً فهم لهم مرشحهم وهو الدكتور الجعفري لينافس المالكي ، الا ان للمجلس / عادل عبد المهدي / اطماع لا تتماشى مع ارادة هذا الشعب وهنا بيت القصيد . فهو من له اقل الحظوظ في هذه التسمية الا انه مازال يصر على تسميته كمرشح و يستغفل عمار الحكيم ليقاتل نيابة عنه و يسد كل الطرق امام كتلته التحالف الوطني ليقرر امره و لان الرجل (الدكتور) عادل اعرف بضيق و صغر نصيبه لذلك لن يتمكن المجلس من تقرير امره و لهذا فهم يسدون كل الابواب التي قد تأتي بالانفراج / اي هم على مبدأ / لو مت ضمأن فلا نزل القطر .

 

* مهندس معماري / لندن

 

free web counter