| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الأثنين 5/4/ 2010

 

يوم الاحد الدامي كغيره من ايام العراق

عبد الصاحب الناصر *

هل هجر الرب ارض العراق واخذ رحمته معه ؟
هل ترك هذه الارض كاسوء ما خلق ؟

لماذا يحدث كل هذا الذي يحدث في العراق ؟ لماذا ترك الرب ارض العراق لاقزام السياسة و منافقي وتجار الاثم و القتل و الارهاب . هل ان اثم العراقيين على طول التاريخ تجمع ليسدد ديونه و ما عليه هذه الايام . هل اصاب العراق طاعون جديد يقال له الارهاب المسيس ، الف سؤال لا توجد لها اجوبة . الا جواب الموت الذي اصبح يقدم عند الصباح و الغداء و مع صلاة العشاء .

يطفي هدوء شامل في ارض الرب الاخرى يوم الاحد و لا ترى الا الاطفال مع عوائلهم في ملابس جميلة وابتسامات لا تفارقهم و تشعر وكأنه يوم عيد عندما تنظر من شباكك في يوم هادئ لا تعكره الا قنوات الاخبار من ارض على كرة ارضية غير كرتنا . و تحتار في داخل الانسان الاسئلة و تتزاحم فتهرب منها لشعور الانسان بالعجز من ان يجد اي سبب لما يحدث هناك . لماذا ؟

لم يعد التساؤل يدور في دائرة المعقول فقط و لا في دائرة المنطق و لا في خانات و تبويبات التحليلات السياسية لان السياسيون في العراق لم يعد لهم ضمير يخافونه ، تركوا ضمائرهم بيد الجهلة و اكثر من ذاك اعترفوا زورا بهولاء الجهلة كفرسان جدد يخافون بطشهم .

لماذا مازلنا نقول و نهلهل و نتبجح بان العراق ارض الانبياء ، لقد حذر الرب حتى انبيائه و اشار عليهم بالرحيل عن هذه الارض قبله و من كان منهم اعرج بطيء الحركة و السير و لا يتمكن من لملمه حاجاته فليهجرها بعده مسرعا . قبل طوفان الموت .

في بلد اصبح الموت سبيلا للحياة و اصبح الجهل طريق يسلكه حتى المتعلمون و في وقت تصلي الناس قبل المنام تتمنى يوم اخر قبل الموت .

وخلق الرب من ارض العراق زريبة لتجميع الارهاب و القتل و التخريب كما تخصص المدن المسالمه ارض لتجميع النفايات .

و كل ما كتبت اعلاه يلح علي ان اكتب و ان يكتب غيري عن السبب الحقيقي لماذا يحدث كل هذا في العراق . لان الوقت قد انقلب على نفسه فتشرق الشمس من الغرب الى الشرق تحدث شرخا في التكوين الاجتماعي لا يصلح ولا يستحق التحليل و لا حتى البحث عن الاسباب ، لان السؤال يبقي هو هو . لماذا يحدث كل هذا في العراق .

يتصاعد الارهاب فيعلوا على اي بارقة من الامل قبل و بعد الانتخابات فينزلق السياسيون في انحدار عجيب يتلاعب به اقزام السياسة و امراء التضليل و التزوير و عناترة لا يقوون حتى على حمل سيوفهم باستقامة ،،،،، يورث حتى الاثم في العراق .

تتجمع في العراق اليوم الاسئلة و تتكدس كالتلال فتعلوا على الاجوبه اليتيمة الخاوية من المنطق في دائرة المعقول الهزيلة . متى يحس الانسان هنا انه من خلق الله و له ما لغيره من الحظوظ فلا يجد الانسان الا ان يفر و يترك هذه الارض كما تركها ربه من قبل . و يفكر هذا الهارب من هذه الارص هل سيكون حساب الرب لاهل العراق كحسابه لبقية من خلق ام انه ينفذ القصاص باهل العراق قبل حدوث الجرم فهي اذاً قسمة ضيزى .

لقد تعبنا من التحليلات و التأويلات المقولبة مسبقا ، اي انه الاستعمار و الرأسمالية و انه حقد بلدان الجوار و غيرة الاصدقاء و تعبنا من سماع كيف ينبت في ارض العراق النبع ببطء و كيف تسير الجداول لتغذي الزرع و عن الذهب الاسود ، و لا نسمع عن من يغذي الانسان و متي ينتج الزرع و يصفو ماء انهار العراق و يوقد الذهب الاسود مصابيح الناس و دروبها ولم نسمع بعد عن الاسباب الحقيقة لكل ما يحصل ، لاننا نخاف من الحقيقة و هذا مرضنا المزمن . انها كلمات متشائمة اعرفها و اعترف بها مسبقا لانها تتكرر منذ ان وعينا كأولاد نطمح بما نرى في ارض غير ارضنا و نتطلع الى الامام . و يبقى الامل امل فقط ذلك الحلم المريح الذي لم يعد يدغدغ مشاعرنا و يرسم لنا صورة ما نحلم به الا اننا لا نملك غيره قبل ان نرحل الى ارضه في الدينا الاخرة عله قد انصفنا وعين للعراقيين كما خصص لغيرهم ارض بلا ارهاب و لا نفاق و بلا اقزام سياسة و بلا انصاف رجال استلموا الحكم وراثيا .

لن اسمي هنا او اشخص الاقزام و تجار السياسة لانهم اكثر عدد من ان اجمعهم في مجلس اسلامي او في جيوش مهدية او في بيشمركات اسلب حقوقهم . و لا في صحوات اغدر حقها و جهدها و لن اسمي وسطاء الارهاب و لا وكلاء بلدان الجوار و لا حتي الاغبياء منا .

انما اتوخى من هذه الكلمات اليتيمة ان يهتز ضمير من بقى في عقله رقعة بيضاء لم يمسها النفاق و ان يصح منا من مازال له امل حقيقي في تحسين اوضاعنا و من لم يبع نفسه كليا للاخرين و للارهاب و للتخريب . عسى ان يصحوا فينصفوا من ليس لهم على هذه الكرة الارضية ارض غير العراق .

و ان يتطلعوا الى يوم لا يحكم هذا البلد الجهلة الاقزام المتوراثون عن عوائلهم وعن عشائرهم . نتطلع الى يوم نعترف بجهد المخلصين منا و نفرقهم عن الدخلاء على خانات الوطنية و نضعهم في اماكنهم و نساندهم . ان كنا لا نرغب في هجرة هذه الارض .

ومن لم يعانقه شوق الحياة ،،

 

* مهندس معماري / لندن

 

free web counter