| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الأثنين 5/4/ 2010

 

حقد الحكيم بان في لغة الجسد و نوتة الصوت و لهفة الانتصار على اعدائه
وكأنه في سوق عكاظ

عبد الصاحب الناصر *

العمامة الهاشمية و عباءة الوقار الملكية و لغة الجسد التي لا تقبل التأويل و نوتة الصوت من عمق دواخله . كلها والسيد عمار لا يقبل باي منصب لترفعه على الدنيا بل هو من ينصب من رعيته امراء و وكلاء على دولة العراق الاسلامية . لم نسمع و لم نشاهد ان عبّر سياسي ما عن تلهفه لقيادة حزب او قائمة او تجمع اخر بهذه الصورة من قبل ، ولا حتي بين السياسيين الاوربيين المتحضرين بأعلى درجات الوقار و الحشمة و الاخلاق الانسانية . لقد فضحت لغة جسد ونبرة صوت و تعبيرات وجه السيد عمار عندما تكلم عن القائمة العراقية بهذه الطريقة ففضح ما في داخل الرجل بالرغم من ابتسامته ، لانه لم يفلح في اخفاء ما في داخله . صورة ستبقي خالدة في ذاكرة العراقيين الى امد بعيد و ستلاحق هذه الصورة السيد عمار عند شيخوخته . و ستبقى في ذاكرة السيد علاوي الى امد طويل ، وهل من يلومه على هذه الهدية بدون ثمن ؟

انا لست ضد اي تحالف بين ائتلافين او قائمتين مهما كانت ومن اي كانت ، و نظرتي لهذه النقطة من منظور تكتيكي بحت ، لانه قد سلم للرجل (للدكتور علاوي) كل ما عنده من نقاط للتفاوض في وقت ما زالت المباحثات بين الطرفين في اولها و سيحتاج وفد الائتلاف الوطني العراقي الى كل نقاط المفاوضات و الاخذ و العطاء كي يصل الى ما يبتغي و لقد فقدوا اهم نقطة عندهم ، اما ان يسلم اهم واعز ما عنده قبل الاتفاق فهذه غلطة لا تغتفر . و من الناحية الاخري هذا ما صنعه الائتلاف الوطني العراقي بنفسه عندما ورث السيد عمار هذا المنصب بدون حساب او تفكير عميق و انما كانت حركة غير موفقة لسد الطريق على السيد المالكي لو ائتلفوا معه . و سوف لن تنفع هذه اللهفة الائتلاف الوطني العراقي في مباحثاته مع دولة القانون ، لانه نصب العداء لهم قبل المفاوضات و اشعرهم بميله للجهة الاخرى و الغى اهم نقطة من نقاط مفاوضات دولة القانون مع الائتلاف الوطني العراقي . بماذا سيعوض الشاب الحكيم دولة القانون عند المباحثات ليتنازلوا له عن نقاط التقاء ، اين سيلتقي معهم وهو قد وضعهم في الموضع الثاني لتفضيلاته .

اذا كنا قد كتبنا عن الفذ مقتدى وعن الاعيبه و فذلكاته الانتخابية فاننا لن نتمكن من ايجاد اي عذر لعمار لانها اغلاط تكتيكية مهمة بالاضافة الى انها اغلاط مصيرية لحزبه و لائتلافه ، فمن نصب الحكيم امس وبقصد مستتر فانه يضحك اليوم في عبه لانه ضرب عصفورين بحجر واحد . اراد اسقاط غريمه المالكي و تسخيف من نصب في منصب كان هو الاحق به حسب اعتقاده ، لانه كان الاذكى و لان الحكيم لا يملك بعد نظر . الا ان هذا ما كتب على الشعب العراقي ان تكون قياداته بهذا المستوى . وان اردنا التوسع في الكلام يجب ان نتكلم عن من نصب الحكيم ومقتدى مثلما نتكلم عن من نصب اولاد السيد مسعود و السيد الحريري و السيد وليد جنبلاط و ابن مبارك حسني وابن القذافي و اولهم ابن الاسد بشار .

سنكتب عن تلك الاخطاء العقيمة لاحقا ، لانها ستعود و تلاحق اصحابها لايام قادمة لا محالة .

تعمدت ان اقلد الكاتب الكبير عبد المنعم الاعسم وبدون موافقته ، ساذكر حكمة من بلاد مهجرنا :

يعتقد المغفل انه حكيم ، بينما يعرف الحكيم انه مغفل
A fool thinks himself to be wise, but a wise man knows himself to be a fool

                                                         الشاعر الانكليزي جون ملتون - John Milton

 

* مهندس معماري / لندن

 

free web counter