| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الأحد 3/10/ 2010

 

مواطن من مزرعة الحيوانات
من الهام … جورج أورويل و مزرعة الحيوانات

عبد الصاحب الناصر

عبد الودود خباطه (1)
هذا اسمي و لقبي الجديد

كتبت هذه القصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والعالم ما زال بين نهاية الحرب و التحالف الدولي ضد النازية وبين مؤشرات بداية الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي و الشرقي ( لكي لا نزعل احد من كلا الجانبين باستعمال تسمية المعسكر الاشتراكي و المعسكر الرأسمالي ) و عندما أراد الكاتب و المؤلف العظيم جورج آورويل نشر كتابه / ألقصة الخيالية باسم ( مزرعة الحيوانات ) ( Animal farm ) لم يجد من ينشر له هذا الكتاب / القصة ، حتى الناشرون المعروفون له ومن نشر كتبه و مؤلفاته السابقة قد اعتذر عن نشر هذه القصة واصبح جليا لجورج اورويل حينها لأن الكتابة ضد الاتحاد السوفيتي ليست من المواضيع المرغوبة أو التي يتحمس لها بعض الناشرين في الوقت الحالي أي في وقت ما زال التحالف ضد النازيين قائما ، اقلها على الورق و لم تبتدء بعد الحرب الباردة ، كتبت جريدة التايم اللندنية حينها معلقة على الموضوع  :

time

The novel addresses not only the corruption of the revolution by its leaders but also how wickedness, indifference, ignorance, greed and myopia destroy any possibility of a Utopia. While this novel portrays corrupt leadership as the flaw in revolution (and not the act of revolution itself), it also shows how potential ignorance and indifference to problems within a revolution could allow horrors to happen if smooth transition to a people's government isn't satisfied.

أن الرواية تتناول ليس فقط الفساد الذي أصاب الثورة التي قادتها الجماهير ولكن تتكلم عن الشر أيضا وعن اللامبالاة ، والجهل والجشع وقصر البصر الذي يدمر أي إمكانية للبناء. في حين أن هذه الرواية تصور القيادة الفاسدة والخلل في الثورة (وليس فعل الثورة نفسها) ، لكنه يظهر أيضا كيف يمكن للجهل وعدم الاكتراث للمشاكل داخل الثورة بان تسمح للأهوال أن تحدث إذا لم يكن انتقال السلطة سلس و مرضي للقيادات الشعبية ونابع من عمقها .

لقد مرت سبعة اشهر على الانتخابات الأخيرة ولا نرى في الأفق مخرج لهذه الحالة و السبب واضح أن الخلل في من انتخبهم الشعب وليس في الشعب نفسه وهذه حالة تحتاج الى دراسة عميقة في وقت يتباكى ويشتكي السياسيون العراقيون من الحرية الزائدة كما يدعون ، ويرفضون أي انتقاد لهذا التسرب والتلاعب بمقدرات الشعب بل على العكس هم يتباكون عن الاتهامات الباطلة بحقهم كما يصفونها . هكذا يدعون . لذلك لا تسمح تلك القيادات أو نوابهم المنتخبون باي نسمة من النقد وتسميه بالنقد المخرب و الضال وكأن الذي يحدث اليوم في العراق هي حاله اعتيادية وانهم معصومون من أي زلل وتتعدى أطروحاتهم هذه حدود اللياقة عندما تتوعد و تهدد و تحبس الأقلام و تغلق الأفواه الحرة وكأن الثورة اهم من الشعب وهم الأهم أصلا لأنهم حماتها العظام الميامين اولاد الحسب و النسب المعصومون من الأخطاء .

هل أحطأ أذا جورج اورويل في تحديد الزمن وفي تسمية المكان أم انه قد أصاب في تخمينه و بني قصته عن الخيال لمستقبل أت في العراق ؟ وفي هذه المرحلة من تاريخه .

أنها أذاً مزرعة لغير البشر واستعمل هذا المصطلح المخفض كي تنشر هذه الكلمة بدون اعتراض أو تهديد .

و أقول وأنا متأسفا إن الرقابة على حرية الرأي و الكلام اليوم في العراق في انحدار حاد نحو الأسفل وفي تلاشي وتتجه هذه المسيرة العظمى / المغشوشة / للسياسيين العراقي نحو التخلف والتسلط وبناء القلاع العاجية لمن استلموا الحكم في العراق وهم في طريقهم لتتضخم و تسمن كروشهم كبقية حكام الدول العربية .

لقد استغلوا عبق الحرية لانفسهم فقط فاعتلوا المناصب بعد توزيعها وتقسيمها كالغنائم فيما بينهم ، صولاغ تسنم وزارة الإسكان وهو جاهل بكل أمور البناء و لا يتمكن من كتابة جملة هندسية واحدة بينما على الشعب / الرعاع / ألا مزيد من الصبر وألى ذلك الحين غير المنظور ، حينها سيأتون له بكل الأعذار و الأسباب ليتنصلوا عن وعودهم السابقة وبالأخص الوعود التي أتوا بها قبل الانتخابات كأعذار المجهود الحربي والتبرعات لتحرير فلسطين إياها وفي حينها وهم مستعدون لزرع ملايين من الأعذار الأخرى وغيرها أذا تطلب الأمر وهذا كل ما يحدث في هذا العالم العجيب . العجيب حينما تخنق النفوس بحجة ضرورة تلطيف الجو لبناء التحالفات ( الوطنية ).

إلا أن المشكلة تكمن ليس في ما يطالب به الشعب كما تطالب به شعوب الأرض الأخرى ، أي ألمطالبة بزيادة الرفاه و زيادة الملك و السكن الراقي كمؤشر على الرقي . وأنما كل ما يطالبهم به هذا الشعب هو أن يلتزموا بما وعدوا به قبل الانتخابات أي الأمن والماء والكهرباء وراحة البال وبعد أن اتضحت النتائج كنواب قد انتخبهم هذا الشعب عن صدق نية بينما نراهم اليوم يدعون أن يلتزم الشعب بكمية اكبر من الصبر والتضحية من اجل صيانة الثورة والحفاظ على مكتسباتها التي لم يرى الشعب بعد أي مؤشر لها بل لقد تغالوا هم في غيهم عندما شاروا له بها عن طريق الخيال فقط . واليوم اصبح حتى هذا الخيال من الممنوعات . فما بقيت لهذا الشعب ألا قليل من حرية الكلام على أن يكون عن بعد و بخجل . نراهم اليوم يسقطون و يحددون و يفرضون على شركائهم بالحد من حرية الرأي ليعود ألى مستوى ما كان عليه قبل الثورة . أنها أذاً دورة الحياة المتعثرة غير الكريمة التي لا معرفة للشعب العراقي بغيرها لانها كانت ضمن المسموحات القلائل أي ضمن الأحلام فقط .

هل أضحت الحيوانات اكثر حرية من الشعب العراقي و ابتدأت دورة أخرى من مسلسل الوعود و شعاراتها البراقة في أسواق تجارة الممنوعات .

ما الفرق أذاً بين حكومة كما يريدونها أن تتكون و تتأسس من رجالاتهم حسب نظرية (المقبولية) و بناء جمهورية تسكنها الحيوانات و بين شعب لم يتعرف بعد ألا على الوعود التي يطلقونها وهي خالية عن المصداقية ؟

بقى للإنسان العراقي اليوم قليل من حرية واحدة يتيمة وهي أن يقتني هذا الكتاب أن كان لا يزال في أسواق الأرصفة ليقرأه قبل منعه من الأسواق ولينام الشخص العراقي ساكن مزرعة الحيوانات ليحلم بجمهورية ألأمال .

اليوم وبعد ان سمي مرشح التحالف الوطني لرئاسة الوزراء أري تعقيد اكبر للمشكلة واكثر تشدد من السابق وارجو أن لا أكون من المتشائمين عطفا على أعصاب هذا الشعب المتعب فاقد ألأراده ، تشاؤمي هذا أت من طبيعة وتصرفات اكثر السادة السياسيين لمرحلة الأشهر السبع . حيث كان واضحا وجليا انهم ينطلقون من مصالح شخصية وحزبية صرف ودفاعا عن مكتسباتهم غير الشرعية التي باتوا يسهرون بالحفاظ عليها اكثر من سهرهم على مصالح الشعب الذي أتى بهم ألى هذا المنصب . تصوروا أن وزير المالية الحالي يهدد بانه سيطرح في مؤتمر قادم على وزراء مالية الدول المشتركة في هذا المؤتمر ، يهدد بانه سيفضح الأعمال و التصرفات غير الديمقراطية او الدستورية التي تحدث في العراق اليوم وكأنه ذهاب الى مؤتمر معارضة أيامها . ، هذا الوزير تسنم وزارة الداخلية ثم وزارة الإسكان وثم المالية والتي ما زال يجلس على كرسيها ويشترك في اجتماعات مجلس وزرائها ومع ذلك يشتكي للعالم المظالم التي تحدث في العراق . أي مهزلة هذه ؟ وهل تخرج بعيدا عن أطار مزرعة الحيوانات ؟

هؤلاء وبتفكيرهم هذا وتدني مستوى مسؤولياتهم الوطنية وسوء وفهمهم للحريات و للأساليب الديمقراطية سوف لن يتعاونوا مع المالكي او مع اي شخص اخر من اجل العراق ، وألا كيف تمكن هذا الوزير ان يجمع في أناء واحد وزير لوزارة سيادية في العراق والتحرك غير المسؤول بتحريض العالم ضد مصلحة العراق وسمعته . هذا ليس لغز او تأويل بل هي الحقيقة التي ابتلى بها هذا الشعب ، وهل سيتوانى هؤلاء ومن هم من أمثاله عن العمل على عرقلة كل أمور العراق اذا كان هذا هو مستوى فهمهم للوطنية و للمسؤولية ؟

لقد اتضح أمامي من مسيرة تلك الأشهر السبع جليا أن أكثر السياسيين ومن انتخبهم الشعب لن يفوا بوعودهم و انهم خدعوا هذا الشعب للمرة الثانية والثالثة ، فهم أذاً لن يصحوا بين ليلة و ضحاها ليجدوا أن حسهم الوطني قد تغير واتسع وتعمق في تفكيرهم وفي فهمهم . لا يمكن ان يحدث هذا ألا في كتب الأحلام او في جمهورية كمزرعة الحيوانات  .

تعمدت أن لا اذكر كثير من الأسماء في هذه الحلقة الأولى ليس خوفا من بطشهم بل لاني اعد العدة لهم لاحقا ولاني اعرف معرفة اليقين عدم ولائهم لشعب العراق ألا بقدر ما يتعلق الأمر بمصالحهم عندما يتخذون العراق بالمشاركة أو عدمها كمصدر غنى ورزق و تكديس ألأموال والممتلكات ليس ألا.

ان طريق السيد المالكي سيكون طويلا وشاقا وغير معبدا وسيلاقي عقبات يصنعها من خسر الرهان ومن لا يعترفون الهزيمة ، لقد ابتدأوا هذه الحركات البهلوانية قبل تسميته أصلا وكان ذلك عن قصد لإفساد هذه الفرحة بقرب تشكيل الحكومة وليحرضوا اتباع الشر عليه كحركة أخيرة مخربة ينبع منها الفساد الذي يتوقع ويتخوف من الفضيحة . لقد سكتنا وصبرنا طويلا توخيا و أملين في أن يرجح العقل والمنطق وحب العراق وكان سكوتنا ذلك عن مضض لأننا نعرف دمارتهم وأطباعهم وهم مفتوحون أمامنا كالكتاب نقرأهم من خلال تصرفاتهم وانعدام حسهم الوطني ، بل ومن هول وسعة أطماعهم . سكتنا أرضاء لأخوة مخلصين لهذا الشعب و لكي نعطيهم الفرصة ليتبينوا أن الاعوجاج لن يعتدل .

(1) عبد الودود خباطة
تعمدت تركيب اسمي بهذا الشكل . لأني احب أن أكون ودودا مع الناس و خباطة لأني فقدت قدرتي على فهم ما يحدث في تفكير السياسيين في العراق أن كانوا وطنيين كما يدعون . لذلك هاجرت من اليوم لأسكن مزرعة الحيوانات لأنهم اعطف على بعضهم من بعض البشر .
 

* مهندس معماري / لندن

 

free web counter