| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الأحد 31/1/ 2010



مرحى يا وجدان ميخائيل ،،، مرحي لهذا الحس الانساني العميق

عبد الصاحب الناصر *

مرحي لهذا الحس و الوقوف مع كرامة الانسان العراقي الفقير ، الوقوف امام استغلاله كمادة سهلة بخسة للحملات الدعائية . هذه لغة لم يتعودها كثر من سياسيي العراق لا القديم ولا الجديد. انها لغة (فوكابولري) تدشن لاول مرة في هذا البلد الذي من اكبر مساوئه هو استغلال الانسان من قبل القطط السمينة لاغراض دعائية و انتخابية ، و كثير هو الاستغلال ، و بالاخص استغلال هذا الانسان الكادح المعتاز كمادة للبيع و للشراء باثمان بخسة ، ببطانية او بورقة امريكة او بزيارة نفاقية لصريفته ،،، ( توزع ورق اسمر ) صريفة يسكن بها اكثر من محروم مدقع مع اطفاله ، لزيارات انتخابية امام كاميرات التلفزة واجهزة الاعلام .

في نشرة الاخبار للفضائية العراقية اليوم ، تكلمت السيدة المهندسة ( الهادئة ) الوزيرة وجدان ميخائيل عن لقاء اعدته وزارة حقوق الانسان ، للتحذير وقبل البدء بالحملات الدعائية الانتخابية ، للتحذير من اسقاط انسانية هذا العراقي و اذلاله بتذكير الغير بفقره و عوزه . قالت ((عدم استغلال حاجات الانسان و بؤسه و التلاعب بها في الحملات الانتخابية)) اشيروني الى نقص او غلط في هذه الجملة . و تحذر من (( الفتنة بين الناس و استغلالها للمنافع الشخصية خلال الحملات الدعائية )) و اضافت الوزيرة (( و عدم التشهير او التسقيط و استغلال الفقر و اظهار الانسان العراقي بهذا المظهر )) رائع يا سيدتي الوزيرة ، اقف اجلالا لك و لحسك المرهف .

كان يُستغل فقر الناس في الحملات الدعائية في الغرب الديمقراطي في السابق فوقف المفكرون و علماء الاجتماع و محبي الحس والكرامة الانسانية امام هذا التصرف باستغلال فقر الناس في الحملات الدعائية . فشرّع في تلك البلدان وحرم هذا النهج . على سبيل المثال ، حين يلتقط السياسي طفل من ابناء المستمعين لحملته الانتخابية، فيرفعه ويقبله و يدّعي حبه الكبير للطفولة. حرم هذا الاجراء على انه من ابشع انواع الاستغلال لفقر الناس و الاستغلال البشع لبراءة الاطفال باستغلالهم كمادة دعائية .

امتلأني حس عميق بالاعتزاز للانتماء لهذا البلد الابي ( المهدم ) و شعور بانه يسير على الدرب الصحيح ، ربما، و كما يدّعون ، يسير ببطىء ، الا انها خطوة ومسيرة اكيدة الى الامام ، و الاهم من ذلك شعوري بوجود نساء و رجال وصلوا الى هذا المستوى من الحس المرهف و الشعور بانسانية العراقي ، وفهم لصبره و فهمهم لسكوته ايام الضيم ، هكذا تبني الاوطان بكرامة الانسان لا بذله ، لا تبني الاوطان بالمساكن و المستشفيات و المدارس فقط . لقد بنى الطاغية بعض البيوت و المدارس كدعاية له و لنظامه و بالاخص ايام المقاطعة ، الا انه سلبهم عزتهم و انسانيتهم و شعورهم بانهم بشر كغيرهم .

كلمة ليست للنفاق . و مع كل الاسف لم تفهم السيدة ميسون (لبعدها عن الحس العراقي) لم تفهم ما قالته السيدة الوزيرة فأنتقدتها في نفس النشرة الاخبارية ، ادّعت ان هذا هو للدعاية الانتخابية ، و ذكرت مثل قالت انه للامام علي (ع) كان يشهر سيفه من اجل الفقر ( لم تكمل المثل ) ، هذا كلام مشهور و لكن للصحابي ابى ذر الغفاري ، يا سيدة ميسون . ادع الموضوع بين ايديكم انتم ايها عراقيون لتحكمون في ما ذكرت عن السيدة وجدان وعن السيدة ميسون .

و يتساءل الناس ، اليوم ، وقبل الانتخابات ، لمن سنعطي اصواتنا ؟؟؟ فأقول لهم استمعوا و حكموا عقولكم لا جيوبكم .
 



* مهندس معماري / لندن

 

free web counter