| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الجمعة 30/7/ 2010

 

هل اختيار رجل التسوية ، حل دستوري ؟

عبد الصاحب الناصر

بصراحة شديدة لا . وان حدث فهذا اكبر خرق للدستور . ولم يحدث في اي نظام ديمقراطي في العالم .

فمن هذا المنطلق لا يمكن لاي انسان يؤمن بالديمقراطية ومن اهم اسسها هي الانتخابات و نتائجها ان يطالب بهذا الحل . طيب ،،، من يطالب اذاً بهذا الحل اليوم ؟.

يطالب بهذا الحل من يدعو و يعمل و يعرقل كل السبل الدستورية و الانتخابية لاختيار واحد من بين الفائزين الاوائل وهم في الواقع من لا يملك هذا المؤهل و لا يملك العدد الانتخابي المطلوب و لا حتى العدد الكافي ليتمكن من فرض شروطه . سؤال . كيف اذاً يطالبون بهذا المنصب ؟ الجواب بسيط جدا و يتكون من جانبين ، ليس لاي منهما سند دستوري او حق ديمقراطي . السبب الثاني لان هؤلاء لا يفقهون فحوى و جوهر الديمقراطية وهم معذورون هنا لانهم يتصرفون حسب تربيتهم و يتبعون ما شبوا عليه في تعليمهم و يتخذون من الامثلة التي امامهم . مثلا انتخاب احمدي نجاد جاء بعد ان قرر المرشد الاعلى السيد على خامنئى ان لا يختار الا رجل من بين كثير من اتباعة المؤهلون ، الا انه اختار احمدي نجاد لسبب بسيط هو خنوع احمدي للمرشد الاعلى و لان السيد خامنئى لا يفهم الا بولاية الفقيه فهو اذاً يختار من يتبع اهوائه و ارشاداته و ما حصل بعد ذلك فهو توجيه كامل لمسيرة الانتخابات التي تحمل اقل نفس ديمقراطي ، لم يعترض احد من السادة اعلاه على التشبث بالسلطة من قبل احمدي نجاد .

وهذا ما تعلمه عمار الحكيم الذي يطمع بمنصب المرشد الاعلى بعد فرض مبدأ و لاية الفقيه في العراق . لذلك فهم ( من يطالب بمرشح تسوية ) لا يعيروا اي اهمية لنتائج الانتخابات . اما السبب الاول فهو ينبع من مصالحهم الشخصية اي من اطماعهم بالمنصب كسبب للتوسع السلطوي و فرض اراداتهم على الشعب وتقاسم امواله . ان الشخص الوحيد الذي يطالب بهذا الحل هو عمار الحكيم و من يتبعه لاغراض شخصية و تبعية . نرى هنا التداخل العظيم في اهداف السيد عمار ، فرض مرشحه للتسوية و تأسيس مبدأ و لاية الفقيه التي يتطلع لها في النهاية . لاحظ الاصوات التي حصل عليها المتنافسان الاول و الثاني - المالكي ٦٢٨٠٠٠ صوت ، علاوي ٤٥٠٠٠٠ صوت عادل عبد المهدي ٢٥٠٠٠ و نجح في الزحف الانتخابي ( مرشح عمار للتسوية الخفي لانه لا يوافق حتى على اختيار الجعفري بديلا ) ان لعادل اقل من اربعة بالمائة من ما حصل عليه المالكي . نعيد السؤال هنا كيف يكون مرشح تسوية من له ٢٥٠٠٠ ليزاحم المالكي و له ٦٢٨٠٠٠ صوت ؟ ماذا سنقول للذين صوتوا من عامة الناس وهم بمئات الاف للمالكي وحده ؟

لكن عمار الحكيم و من ناحية ثانية لا يطالب برجل التسوية فيما يتعلق بترشيح السيد الطلباني كعقبة امام توافق الهاشمي/ العراقية و لا يتذمر من التشبث بالمنصب او من عدم تداول السلطة واصرار الكتلة الكردستانية بهذا المنصب و لا يشتكي من تشبث احمدي نجاد بالسلطة ، بل هو يساوم من هذا الباب للوصول الى مرشحه كمرشح تسوية اي انه يقبل بالتشبث بالسلطة لجلال الطلباني و يرفضه للمالكي .

لماذا ؟ لندع جانباً كل الاسباب التي يمكن ان نسطرها هنا و هي كثيرة و يعرفها الجميع وكتب عنها كثير من الكتاب المحترمين . وان نركز على السبب الحقيقي الأول لهذا الموقف وهو ان عمار الحكيم لا يهتم لا بالانتخابات و لا بالدستور و انما يتطلع لتثبيت حكم ولاية الفقيه . التي يتطلع بالتالي لتوليه هذا المنصب الرفيع . الملك المصون غير المسؤول .

لقد بذل عمار كل ما في وسعة لتسقيط المالكي حتى نفاقه المفضوح و محاباته للبعثيين و بالاخص تملقه للسيد علاوي بصورة قد اضرت بالمجلس الاعلى و بين صفوف مؤيده .

يقف اليوم السيد المالكي لوحده في الساحة السياسية و يسمو عليهم للاسباب الاساسية التالية . هو الوحيد الذي ليس له اي سند خارجي بل يستند على هذا العدد الكبير من الناخبين من ابناء العراق و لا يمكن لاي من منافسيه نكران هذه الحقيقة الا شخص واحد و لندعه جانبا الان . وهذه الخصوصية الكريمة هي التي يتجمع كل منافسيه على اساسها ضده حسدا . لم يتهمه اي انسان و بالاخص من كل منافسيه باي شائبة مادية او شخصية او سرقة و لاثبات هذا نتتبع تهجمات غرمائه و بهذه الصورة الوقحة لاسقاطه فكيف لو مسكوا عليه اي خلل من هذا النوع ، اذاً فهو انظفهم من هذه الناحية .

لم يتهجم على اي من منافسيه خلال كل هذه المدة . لا كما يفعل كل الغرماء وهذا في رائي نابع من ثقته بمنهجه و بنفسه و من معرفته بمساندة الناس له . أي من السادة اعلاه يتمكن ان يدعي هذا بالمقابل ؟

تستغل اليوم و على مستوى واسع و مفضوح و مخالف للدستور ، تستغل الجوامع و الحسينيات و خطبائها بتسقيط السيد المالكي و بصورة مباشرة و مفضوحة ومن يقوم بهذا هم من النواب من ضمن الائتلاف الوطني او من مناصري المجلس الاعلى . اليس هذا مخالف للدستور حيث لا يسمح باستعمال و استغلال الدين و اماكن العبادة لاغراض سياسية . و مخالف للاخلاق الديمقراطية ؟ هل من المبادئ الاسلامية او الشيعية ان يستغل خطيب الجامع غير المستقل و المنحاز ( اي الغريم السياسي ) هذا الموقع ليغش الناس ان لم نقل يكذب على الناس ؟
 

* مهندس معماري / لندن

 

free web counter