| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الأحد 25/4/ 2010

 

اذا اثبت العد اليدوي تلاعبا او اخطاء

عبد الصاحب الناصر *

اذا اثبت العد اليدوي في بغداد اي تزوير او تلاعب او اخطاء فلابد من اعادة الانتخابات في كل العراق . ليس هذا خيال او بطر بل يفرضه واقع العراق وما تتطلبه المرحلة و ذلك للمحافظة على روح و فكرة الديمقراطية في العراق . انه اهم مطلب من اجل التأكيد لهذا الشعب ان طريق الديمقراطية طويل لكنه اكيد و محروس .

سيستهزأ بهذا الرأي من لا يرغب ان ينظر بعين واقعية و من يستعجل التوزير و المنصب و المحاصصة و طلاب النفاق و من لا يتمكن من التفكير اللترالي (
Lateral thinking ) ولكني سأبقى اكتب عن الموضوع باصرار . ولان السبب اهم من كل المصاريف او الكلف والوقت الضائع . انه السبب الذي لو فكر ( من منا من يحب الديمقراطية ) لو فكرنا بعمق لتوصلنا و سيتوصل الشعب معنا الى استنتاج ان الحكومة القادمة ستكون كسابقتها . ملكاً للمحاصصة ومقطعة الاشلاء تأتمر باهواء الجهلة . ولا يهمني ان يسميها من يشاء باسماء مختلفة . ستأتي عن هذا الطريق حكومة مكتفة الاطراف وستكون ارجوحة بايدي المرتزقه و لنا في شعبنا منهم الكثير الكثير مع الاسف على طول الطريق من بغداد مرورا بالسعودية والى قم .

ولان تشكيل هذه الحكومة سيكون اكثر عسرا بعد نتائج العد اليدوي حين تتبعه اعتراضات من قوائم اخري تطالب بالعد اليدوي في مناطق اخرى من العراق و لهم الحق في ذلك ، لان الخطأ في اي قسم او جزء يمكن ان يشمل الكل و هذا سبب من اهم الاسباب القضائية في العالم . ان وجد اي شك في نقطة ما فيشمل الشك كل القضية هذا اساس في العالم المتحضر(
The judicial system ) ، كيف اذا اثبت التزوير اذاً في كل العراق ؟

لا توجد حكومة منتخبة في جمهورية الجيك منذ سنة و تدير اعمال البلد حكومة ادارية و تسير الامر على احسن ما يرام بل احسن من استئزار السياسيين اصحاب انصاف الوطنية المفروضين علينا .

ستستمر المباحثات والمداولات بين كل الاطراف على اي حال لاكثر من ستة أشهر . و سيبقى الشعب يعيش على الامل وربما سيفقد الثقة بالديمقراطية ليس من منطق جوهرها بل من منطق من بايديهم امر تسييرها و سيبقى السياسيون يغذون هذا الامل الفالصو على اي حال .

لقد عاش العراقيون اربعة عقود بدون حكومة وطنية ، بل عاشوا تحت ظل اعتى نظام متعسف عرفه التاريخ الحديث ولم يفقدوا الامل باليوم الموعود فلماذا لا يتحملون سنة اخرى لو شرحنا لهم الاهمية القصوى من ان تكون الانتخابات بدون اي شائبة لانها الحارس الوحيد للدستور وللقانون وللبلد كله .

بينما يمكننا ان نحدد وبوقت مريح اجراء التعداد السكاني العقبة التي سمحت بالتزوير ان وجد والذي بدونه ارتفعت اسقف المطاليب والتوقعات من كل الجهات وفي هذا الوقت تضع المفوضية العليا للانتخابات نظام اكثر صرامة وغير قابل للتلاعب و يعين متطوعين من طلاب الكليات في طابور المفوضية ونتعلم من كل الاخطاء السابقة ويتدرب الاخصائيون من العراقيين على نظام السيرفر والحاسوب . وتعد القوائم الانتخابية مراقبيها من متعلميها ومن المؤتمنين منهم . لا يوجد تقاطع امام الشعوب ان رغبت بالتقدم والانسان يتعلم من خبرة الماضي .

ومن الجهة الثانية سنندب حظنا من اليوم الاول بعد تشكيل الحكومة مقطعة الاطراف لان الوقت مع الاسف بايدي الجهلاء و تجار المناصب و سيفقد الشعب كل ثقته بالديمقراطية و بالانتخابات وربما لا يساهم في اخرى . لا شىء غير ممكن اذا وجدت الارادة واذا كانت الاهداف نبيلة والاسباب عراقية المنبع .

ستعد قوائم الناخبين في بلدان المهجر التي تركت اكبر الاثر في نفوس اناس عزيزة عندهم وطنيتهم ولم يتمكنوا من المساهمة بالتصويت . وسيتطوع من الشباب العراقي في الداخل وفي الخارج وبدون اجور لانجاح هذه التجربة العزيزة عليهم وسيساهمون في ترتيب قوائم الناخبين بصورة منظمة بل سيستفادون من خبراتهم في بلدانهم . ويمكن ان تسجل اسماء الراغبين بالانتخاب في الخارج قبل ثلاثة اشهر لتأتي الى بغداد للتأكد من صحتها .

ويمكن للقوى الوطنية ان يتفقوا على ميثاق شرف حول عمليات تمويل انتخاباتهم و يمكن ان يتفقوا كذلك على اساليب الدعايات والاعلانات الانتخابية . بل يمكن ان نعمل من هذه التجربة مثال للوطنية وان نتخذها كمثال لحب اهل العراق للحياة الديمقراطية ونثبت اسلوب التداول السلمي للسلطة بعد ان كانت هذه النتائج متقاطعة وموزعة من خلال الشك في نتائج الانتخابات الذي اكده القضاء العراقي .

سأكتب عن هذا المقترح بمرور الوقت وسأطعمه بوقائع ستتوالى علينا قريبا .

عن فرنسيس بيكون :

(
a prudent question is one half of wisdom )

السؤال الحصيف هو نصف الحكمة

 

* مهندس معماري / لندن

 

free web counter