كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأثنين 22/3/ 2010

من يستغفل من ؟ عن عدد اصوات الناخبين عبد الصاحب الناصر * لماذا الاصرار على ان مجموع الاصوات في كل العراق تدل على التفوق الانتخابي ؟ يصر الكل على تفوق العراقية بالاصوات على بقية القوائم في مجموع العراق وهذه مغالطة متعمدة لا نعرف اهدافها الا اذا ستسعمل في المستقبل كحائط البكاء على تزوير الانتخابات . هذه الجملة المفضلة عند السيد علاوي و كل حاشيته . لو كانت هذه الاخبار قد اتت من اشخاص من بني سويف المصرية او من شركة اعلامية في وزيرستان او اتت من جامعة ( چنة قلعة ) لقلنا انهم اناس غير متعلمون و لا يفقهون الامور الحسابية او القانونية او ربما الدستورية ، اما ان تأتي تلك الاخبار متعمدة من قنوات اخبارية كبيرة و من شبكات اعلامية من خلال تلفزتها العملاقة و من مؤسسات مضمونه و ممولة من دول كبيرة ديمقراطية فهذا امر محير ، لا نعرف عن موظفي راديو سوا انهم مازالوا اميين و لا نعرف عن محرري اخبار قناة الجزيرة انهم تخرجوا من مدينة قم و لن نتكلم عن الشرقية و سعد بن بزازها . لماذا اذاً هذه المغالطة المتعمدة ؟ حين يبتدأ الخبر على راديو سوا بهذه الجمل ( قائمة "العراقية" بزعامة علاوي تواصل التقدم على "ائتلاف دولة القانون" بزعامة المالكي ) و تضيف مغالطة اخرى  : (وتظهر المعطيات وفق تعداد أجرته وكالة الأنباء الفرنسية حصول "العراقية" على مليونين و 631388 صوتا مقابل مليونين و 620042 صوتا لائتلاف المالكي. ) لماذا يستندون و في هذا اليوم بالذات على تعداد اجرته الوكالة الفرنسية غير ملحقة بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في وقت تعلن المفوضية النتائج كل يوم . يمكن وفي بعض الاوقات الاستناد على التخمين و ذلك في حالة عدم توفر او عدم اعلان النتائج ، انها المغالطات المفبركة بامتياز من قبل اختصاصي قولبة الاراء بطرق خاصة تتوخى اهداف معينة ستستفاد منها في المستقبل للتحليلات المغلطة . بينما اعلنت المفوضية ( المستقلة ) للانتخابات اليوم و بعد فرز خمسة و تسعون بالمائة من الاصوات عن تقدم قائمة دولة القانون بمئة و سبعون الف صوت على مستوى عموم العراق عن اقرب منافس لها اي القائمة العراقية و مع ذلك هذا ليس دليل حقيقي عن النتائج الحقيقة ، حيث ستحسب الاصوات على مستوى المحافظات فقط ، اي ان كل الاصوات داخل المحافظة الواحدة ستجمع و سيستنتج القاسم الانتخابي في هذه المحافظة و منها يتحدد عدد نواب كل قائمة من عدد النواب التي خصصها القانون لتلك محافظة . و سيجمع عدد النواب لكل قائمة من كل المحافظات و سيتحدد الفائز الاول و الثاني و هكذا في الانتخابات عامة. اما ان تذكر ارقام المصوتين في مجموع العراق و بدون تحويلها الى عدد المقاعد النيابية فانها فتلكة يتفنن بها من تفنن في مشروع خارطة الطريق بين الفلسطينيين و الاسرائيليين ، الطريق الذي لم يوصلهم حتى اليوم الى اي مكان و لا حتى الى بني سويف كما قلنا سابقا . بينما تذكر محطة راديو سوا في مكان اخر وفي نفس اليوم ولكن بتاريخ (17/03/2010 07:30 حققت قائمة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي مفاجأة كبرى الثلاثاء بحصولها على عدد متساو من المقاعد البرلمانية مع ائتلاف رئيس الوزراء نوري المالكي، اثر فرز حوالي 80 بالمئة من الأصوات. ويستدل من أرقام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى أن ائتلاف المالكي وقائمة علاوي سيحصلان على 87 مقعدا لكل منهما من أصل 310 مقاعد. بينما حصل الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم الأحزاب الشيعية على حوالي 67 مقعدا في حين حصل التحالف الكردستاني على 38 مقعدا. ) حيث تتكلم عن عدد المقاعد . اذاً فهم يعرفون كيفية تحويل الاصوات الى مقاعد نيابية ، فلماذا هذا التخويف اذاً ، هل علينا ان نتوقع ابو طبر جديد بعد تولى علاوي المنصب ان صح حدس الشرقية ؟ مثال اخر . لو صوّت اهل الموصل و حسب البطاقة التموينية اي ثلاثة ملايين انسان ، لو صوّتوا كلهم للقائمة العراقية و بدون تزوير و لو صوّت حتى الرضع و طلاب الروضة التمهيدية و ملالي القبولات و اهل الدواسة ، فستكون العراقية قد حصلت على ثلاثة ملايين صوت ، لكنها لن تتمكن من الحصول على اكثر من ثلاثين مقعدا نيابيا فقط و هي حصة محافظة نينوى في مجلس النواب . هذا هو القانون و لا يمكن التلاعب به . ربما ان وراء هذه الفذلكة اسباب مستترة اولها هو تخويف الشعب العراقي بابي طبر جديد . ثانيها و بعد تحويل الاصوات الى مقاعد نيابية سيبكي علاوي الذئب متشكيا من الظلم و مظالم الشيعة و الدولة الصفوية ليرضي اعداء الصفويين ، اي كيف يخسر الانتخابات من له اكثرية الاصوات في عموم العراق ، ثالثها سيساوم علاوي سياسيا ومن منطق انه حصل على توكيل من كل العراقيين و انه هو الاحق بتشكيل الحكومة ، رابعها ان السيد علاوي سيحصل على اسباب سيحاجج بها مموليه و لن يطالب باعادة الاموال التي صرفوها على حملته الانتخابية و سيحلل اسباب تكاليف استئجار الطائرة الخاصة التي تنقله بين البلدان بهذه السرعة . كسرعة قطار السيد جمال الدين و ما اجمله . لو يعلم الشعب العراقي كم من الاموال صرفت لمساندة حملة السيد علاوي الانتخابية و من تحمل تلك الاموال و مولها لرشحه لمنصب بان كي مون في الدورة القادمة لسكرتارية الامم المتحدة . و لن يحتاج علاوي الى السيد الحيدري بعد ذلك . لكن من سيخذل الدكتور علاوي هو شريكه الدكتور الهاشمي ، سينفصل عنه بعد اعلان النتائج و ظهور حقيقة الامر بانهم القائمة الثانية و ليسوا الاوائل . و السبب هو ان الهاشمي سيكون مقبولا اكثر عند السعودين وسيبدأون بتأهيله من الان للانتخابات القادمة . و لان علاوي لم ينجح باصوات الشيعة او العلمانية او السنية ، لقد تسكرش الرجل .   * مهندس معماري / لندن