عبد الصاحب الناصر
الجمعة 21/5/ 2010
اذا كانوا كالجرذان فلنكن نحن اسود
عبد الصاحب الناصر *
حسنا . حكومة الشراكة اذاً ؟. لنرفعها الى مستوى اعلى و نقلب عليهم كل اساليبهم و الاعيبهم .
لتتكون الحكومة الجديدة بعد هذا العسر و الاخفاق و النفاق و كل التصريحات التي تحمل في طياتها دعوات شيطانية . ولانه الادعاء المبطن الذي يقف كاكبر عقبة في تطبيق الديمقراطية التي تستند على اصوات الناس في الانتخابات .
حسنا. و ليكوّن السيد المالكي الحكومة العراقية الجديدة لانه من حصد اكثر الاصوات بفارق كبير اكثر من اي شخص ثاني و لو سيكوّنها على هواهم ، و لن اقارن هنا بين رجاحة تفكير السيد المالكي و بين (عبقرية) مقتدى الصدر او الملك الشاب عمار الحكيم او دكتور القصر الجمهوري علاوي الذي يتصرف كما صدام ، ذاك يخط القوانين بيده و هذا يؤسس المحكمة الدستورية او الاتحادية لوحده فانكر عليه الشعب العراقي هذا المكرمة . ولن اتكلم عن من لم يبلغ سن الرشد السياسي بعد كحيدر الملا او عن عبقرية الانسه ميسون التي لم تنتخب رئيسة لمجلس النواب انذاك فاصاب العراق ما اصابه من تخلف الى هذا اليوم . و لن اتكلم عن احلام السيد مسعود المشغول بتأسيس جيش كردستان وبالتوسع العرقي و توريث كل افراد عائلته على حساب الشعب الكردي المظلوم. لا ، لندع كل هؤلاء ليتمرجحوا في اراجيح الاحلام و التلذذ بتصفية الاقلام الشابة الصادقة ليلقوها في وداي نينوى اليوم و غدا سيلقوها في اهوار العراق كي يثبتوا معنى الشراكة الوطنية وبالتساوي .
لتتشكل الحكومة الجديدة كما يقال لها حكومة الشراكة و لنجعل منها شراكة حقيقية بعيدة عن اهواء قادة التيار الصدري الذين يتنصلون عن مطاليب تيارهم الحقيقة كما تنصلوا و خذلوا رئيس الحكومة انذاك وسنرى اذا قاد بهاء الاعرجي اللجنة القانونية من جديد ، ولندع عمار يدور لوحده في دائرته المستديرة التي يسيّرها من الخلف (الدكتور) عبد المهدي . و سيظل محمود عثمان يتمرجح في تحليلاته التي لا تثبت مصداقيتها ولا ليوم واحد وسنغير كل الهفوات التي دفنت في الدستور العراقي لسعة عبقرية الشيخ همام وعملية كتابة الدساتير . ولن ننتظر الجعفري ليفلسف لنا حياتنا فنتيه معه في دوامه الايجو ( Ego) .
بعد تشكيل الحكومة الجديدة سيتحرر اعضاء القوائم من قيودهم و عندها يمكن فرز الاصلاء من بين الدخلاء ، عندها و حين تسنح كل الفرص لمناقشة المواضيع المهمة التي تركها اعضاء المجلس السابق في صناديق نفايات البرلمان و عندما يجب ان يكون الكلام ملازما للعمل سيقف الخيرين من اعضاء البرلمان مع الحق و ليقف من تعود المشاكسه كالسابق مع جمعية المشاكسين الاحرار المتحدة المحدودة . هناك سنعرف الاصطفاف الحقيقي بين الوطنيين من غيرهم و من الثلاثمئة و الخمسة و العشرون نائبا سيتمكن رئيس الوزراء الجديد من شق طريقة اذا كان يستند على منهج واحد حقيقي لاسعاد هذا الشعب صاحب المصلحة الحقيقية الاوحد . واذا كان يستند على منهج واضح لبناء العراق و منهج لاعادة بناء الانسان العراقي المتعب و رفع المستوى المعاشي لملايين العراقيين غير المنصفين منذ سرقة الظالم صدام للسلطة . هناك لن تفيد اي دائرة مستديرة و لن يتمكن ملوك التبجح من ايقاف عملية البناء لان ومن محاسن القدر ان بين اعداد مجلس النواب عدد اكبر من المتعلمين و الدارسين في غير مدارس قم ومن اصحاب الضمائر الحقيقية و بينهم رجال نتوخى منهم العمل مع الحق ليستحقوا رواتبهم التي ستدفع من قوت هذا الشعب من قوت من يقف كل يوم في الاسواق المهدمة يقفون و باياديهم علاليقهم الممزقة ليحملوا بدراهم معدودة كل ما تشتهي الانفس من المسواق و لا يحصلوا منها الا على الرائحة . و من قوت اطفال بلا مدارس ليبيعون الماء ليشتري بربحه لامه و اخواته اليتامى ربما خمسة صمونات تصغر باستمرار كانحسار طبقة الاوزون في السماء و ربما سيشتري سكر وشاي لو حالفه الحظ ليرطب عشائهم به. و من قوت من يقف مع من ينتظر شهور امام شبابيك خاوية ليستلم رواتب تقاعد ابيه الذي استشهد قبل ثلاثة اشهر بتفجيرات الارهابيين الظلاميين وحاضنتهم من العفلقين . سنتعرف على حقيقة شعارات النواب المنتخبين و سنعرف الى جانب من سيقفون .لتتشكل حكومة الشراكة و لتسير الامور الى الامام ولنعرف من منهم سيقف مع هذا الشعب و من منهم يقف كعقبة امام كل نفحة للتغير . و لن تفيد بعد ذلك التاريخ كل الالوان البراقة التي اختفوا ورائها قبل الانتخابات او في مسيرات البسطاء لزيارة امام الحرية الحسين . و سنعرف من هم هؤلاء و كيف تسللوا من شرخ في جدار التاريخ ليطلوا علينا كعناتر هذا الزمان . ليس نضال او استشهاد اي عدد من اي عائلة مهما كان كبير انه اكبر من استشهاد ملايين العراقيين ، ليس هم ( المتبجحون ) قدر العراق و اذا استشهد اكثر من ثمانون من عائلة واحدة بظلم صدام فهم لم يستشهدوا من اجل انفسهم ، بل من اجل هذا الشعب ، و لهذا الشعب من عزة النفس و الصبر ما هو اثمن من غيرهم لانهم لم يأتوا من ثقوب الجدران او من بين الاحراش ، انهم شهداء مثلهم مثل غيرهم و لا لغيرهم حسنة اعلى او اثمن او ازكي من اجرهم . هل من دفن في المقابر الجماعية لا اجر لهم لو قورنوا باجر عائلة الحكيم ؟ وهل ضحايا الانفال اقل اجراً من شهداء عائلة البرزاني . وهل اطفال حلبجة اقل اجراً من شهداء الطلباني ؟
لم اذاً ضحي الشعب الكردي بكل ابنائه ليتسلق فخري كريم كل تلك المناصب بهذه السرعة و ليقف محاذيا لكل رؤساء القوائم في مؤتمراتهم الصحفية نيابة عن الطلباني بدون حق . و لم تقم الانتفاضة الشعبانية من اجل (Mg/Watts) جنان العبيدي السبع التي تحاسب بها وزير الكهرباء . ولا من اجل محاسبة الشهرستاني ( وزير نفط العراق ) عن كلفة هاتفه النقال من اهل الفضيلة وجابرهم اهم من كل عقود الخدمة التي وقعها العراق وباستحقاق وباعترف كل العالم و رجال النفط و الاقتصاد . ولن تقف مع علاوي مجاميع البعث العفلقي الصدامي اكبر حاضنة للارهاب الظلامي لانهم لا يقفون مع هذا الشعب و سوف لن يقفوا مع علاوي .
هنا . في العراق . مازال امل الشعب العراقي اقوى من كل احلام المرتزقة . لان امال الشعوب تصنع من ارادات من معدن كريم و بصبر و بعزة نفس خالية من الانانية و لانها تنمو مع النباع بين نخيل العراق و تسقى بمياه روافد الخير . هذا الامل الذي لم يفقه سره كل هؤلاء المرتزقة و كما قال الشاعر العزيز ( كالولي عنك بالليالي اتفوح و تعنيت ليله ويلكمر ).
سنعطيهم خمسة اشهر اخرى و سنمتحنهم من جديد كما امتحن مظفر النواب الاسى ( مرخوص بس كت الدمع شرط الدمع حدر الجفن )
هي كما يقولون اذاً ، اللعبة الديمقراطية . حسناً ، العب هذه اللعبة ضمن الدستور و بالقانون يا ابى اسراء ، لانهم اجبن من ان يحاصروك كما حاصروا ابن الشعب المظلوم عبدالكريم قاسم . باللعبة الديمقراطية يمكنك ان تقلب كل الطاولات المستديرة على رؤوسهم . ان كانت كل همومهم هي المناصب ستكون تلك المناصب مناصب للذل بحكم الحق و الشعب . و كل غد لناظره قريب .
* مهندس معماري / لندن