| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

السبت 20/2/ 2010

 

ليس البعث فقط مشكلة العراق ، و ماذا عن تجار العمامة ؟

عبد الصاحب الناصر *

يستفاد بعض السادة المعممون من مرشحي ( بعض ) القوائم الدينية / الطائفية / الرافضين للطائفية بالعلن و المتزمتون للطائفية سرا . يستفاد هؤلاء من بساطة الناس بشكل بشع و شراهة لا تستقر على مستوى واحد . انهم ابطال الوضع الحرج الاني في العراق و بالاخص الوضع السياسي و في مرحلة الانتخابات بالاخص . يستفادون من بساطة الناس كما استفادوا في السابق من قبل كمسرحية السياسة في مجلس النواب .

كان لي قريب من سكنة النجف الاشرف في الخمسينات ، كان يستغل العطل المدرسية الرسمة و يعتمر بعمامة و عباءة و يحتذي (اليمني )، ويطوف الصحن يلتقط البسطاء من اهل الجنوب او الذين يقال لهم الشروكية او المعدان ليزوّرهم . حدثنا يوما انه افتتن ببنت حديثة الزواج جاءت مع اهلها للزيارة و كان ظاهراً عليها من ملابسها الملونة الزاهية انها حديثة الزواج . فاراد ان يشاكسها خلال مراسيم الزيارة ( يزوِّرهم ) فقرأ عليها وعليهم ( جميعا ) هذا البيت

حا ويلي يا مير حسين
منهو الغسله وشاله
ومنهو الخيط ثوبيج
منهو الكشش ذياله

فانهمرت عليه النقود تيمننا .

انها المتاجرة بمأساة ابى عبد الله (ع) .
تذكرت هذا الحدث و انا ارى الساعدي، رئيس هيئة النزاهة يوما ما في مجلس النواب يتصرف و كأنه جيفارا الجديد او زباتا المكسيك ، ينتصر للفلاحين و للقرويين . فربطت بين قضية البنت الشابة اعلاه و عدم احترام زوجها البسيط المرافق لها و بين الصرعة الجديدة بتعيين المحرم لمرافقة الموظفات و النائبات العراقيات في اعمالهن هذه الايام . ان من يقف وراء مبدأ المحرم هم من في دواخلهم افكار و غايات سيئة و غير محتشمة و في نفوسهم هذا العطش الدفين للجنس و الرذيلة. فيخفون ما في نفوسهم من افكار مريضة بحجة المحافضة على الأخلاق والعادات و الاعراف و التحشم . الا انها هي تلك الامراض المستأصله في دواخلهم . انه الشك الذي ينبع من خبراتهم و نياتهم السيئة. يمددونه ليشككوا بالناس .

تعمل النساء في أهوار العراق منذ آلاف السنين و هنَّ عادة اشجع و اكثر عملا و انتاجا من الرجل و لم يصاحبهن محرم بين الاحراش لثقتهن بانفسهن . فمن أين اتيتم بهذه البدعة يا أخوة الجهلة ؟ ولماذا كل هذا الشك بالانسان و بكرامته ؟
تعلموا كيف يحيطون الانسان بالرذيلة التي هم ابطالها و تعلموا كيف يستنزفون المتواجد القليل عند هؤلاء الناس البسطاء في زياراتهم الى السلف و الارياف يبكونهم على مصاب الحسين (ع) وكأنهم وكلاء منتدبون عنه، يتصنعون اليوم نفس الشيء و لكن بأطر و اشكال مستحدثة .
نقول لهم دعوا هذا الانسان البسيط يستنشق طعم الحرية التي لم يتعود عليها لا منكم و لا من البعث المجرم .
تختفون انتم وراء مسميات و لافتات اكثر من لافتات و شعرات البعث .

ونقول للسيد المالكي و لكونك اعرف بهذه الامور وخفاياها ، نقول قف مع الناس البسطاء اصحاب القلوب الطيبة. ونقول اكثر اكشفوا هؤلاء المرتزقة الذين يعتاشون على قوت وايمان البسطاء من اهلنا . ويشترون بدراهم قليلة ضمائر الناس .

 


* مهندس معماري / لندن

 

free web counter