| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الأحد 18/4/ 2010

 

عن الانتخابت وعن المؤامرة

عبد الصاحب الناصر *

اختتم المخرج الامريكي القدير اوليفر ستون فلمه ( JFK ) عن التحقيق في حادث اغتيال جي اف كنيدي بهذه الجملة

( What is past is prologue )( انما الماضى هي احداث تتبع بعضها )

لقد اثبت قاضي التحقيق لمدينة نيو اورليانس / لويسيانا / جم غارسن ان من قتل الرئيس كنيدي ليس اوزوالد بل اكثر من شخص واحد فاثبت بذلك انها اذاً كانت مؤامرة اشترك بها كثيرون و منهم من هو في المؤسسة العسكرية الامريكية و الصناعات العسكرية حيث بدأت بعد تنصيب لندن جوسن بعد وفاة كنيدي مباشرة كرئيس للولايات المتحدة الحرب في فيتنام و كلفت اكثر من مليونين ( 2,000,000 ) من الاسيويين و ثمانية و خمسون الف (58,000) من الامريكان و كلفت الادارة الامريكية 220 بليون دولار ، نقلت شركات الطيران اكثر من عشرة ملايين امريكي الى هناك . ودمرت اكثر من خمسة الاف طائرة هيليكوبتر و القيت في الحرب ستة و نصف مليون (6,500,000) طن من القنابل . و نتيجة ما توصل اليه المخرج ان الصناعات العسكرية التي تكون عصب الصناعة الامريكية في حينها هي من اهم المساهمين وراء اغتيال الرئيس كنيدي .

انها الصناعات العسكرية اذاً ما زالت تسوق السياسة الامريكية الى هذا اليوم . بالاخص حين تتواجد الاموال لتصرف في هذا المجال . و يملك العراق و بعض العرب من المال ما لا يمكن صرفه كله في اي من المشاريع المدنية . وهو نفس السبب الذي قتل الملك فيصل في السعودية من اجله ، المال و الطاقة وهو نفس السبب الذي ورطوا صدام في حربه مع ايران و بالتالي احتلال الكويت .

كلنا نخطىء عندما نتصور ان السياسة الامريكية تحاك في البيت الابيض او في الغرفة البيضوية . و يقول المثل الانكليزي ان (المال قوة ّ) من يملكه يتمكن من التصرف بسهولة بكل الامور . و النفط مازال اهم مصدر للطاقة في الغرب و بدونه سنعود الى بداية القرن التاسع عشر اذاً فهو المال و بالتالى هي القوة .

بعد ان نجح السيد المالكي من تهدئة الوضع الامني في العراق وبدأ التحضير لمرحلة البناء اعتمادا على عقود الخدمة التي وقعتها وزارة النفط مع الشركات وهي خطوة متفائلة و جبارة لرفع الوضع الاقتصادي للعراق و رفع المستوى المعاشي للناس .

حركت عقود النفط شهية الشركات الصناعية الجبارة فأخذوا يخططون لكيفية صرف تلك الاموال ، ولان كل مشاريع البناء مهما كان حجمها او طموحها لا تتمكن من صرف كل تلك الاموال بنفس سرعة انتاج النفط ، ان سعر طائرة عسكرية مقاتلة واحدة ( عشرات الملايين من الدولارات ) تكلف اكثر من بناء عشرة مصانع متوسطة الحجم تشغل اكثر من الف عامل لكن صاروخ صغير الحجم يطلق من الارض سيحطم هذه الطائرة فتفقد كل قيمتها بل سيتطلب الامر شراء طائرة اخرى محلها . سيتكون في العراق فائض من رأس المال وهو فائض من القوة . هذه القوة لا يمكن الاطمئنان عليها ان كانت بأيادي عراقية او عربية او بأيدي بلدان غير مستقرة كما يصفوننا .

سقط المرحوم عبد الكريم قاسم من اجل قانون 80 على ايدي البعث المجرم و سيحجم المالكي لنفس السبب ، الا اذا سار في طريق اخر يخطط له في مكان غير العراق او يتباطىء في مسيرة الاعمار لتتماشى مع الاقتصاد العالمي الذي يجب ان يسيرها .

المؤامرة . لا يمكن ترك نظرية المؤامرة تسبح في بحرها كما يراد منا تصديقه . انها موجودة و تعتاش و تنتعش اكثر مما نتصور . اشتركت في مؤامرة تزوير الانتخابات العراقية اكثر من جهة واحدة و ساهم في التخطيط لها كثيرون و كان تخطيطها متشعب الاركان و الزوايا بحيث يصعب التوصل الى سرها او حلها او ربط كل نهايات الخيوط مع بعضها . يجب ان يبقى العراق يتخبط في مسيرته و في كل الظروف و من جميع الاطراف . و من اهم المساهمين في تنفيذها ( المؤامرة ) هم بعض السياسيون العراقيون . و لا اقصد السياسيون العراقيون فقط بل حتى بعض رجال الدين و الذين يسّيرون كثير من المغشوشين و غير المتعلمين من اهل العراق و اشترك في هذه الخطة بقايا البعث و مساعدتهم من اذناب القاعدة واشترك الذين يلهثون ابدا وراء المال . لاحظ الاختفاء المفاجىء لأياد جمال الدين بنفس السرعة التي ظهر بها لان واجب الرجل كان هو التشهير و التشويش على الحكومة العراقية برئاسة المالكي فقط . اي اسقاط المالكي . ربما هو الان يتباحث على شراء فيلا في جنوب تونس .

تمت موافقة كل دول الجوار على الاشتراك في تقسيم الكعكة العراقية حتى تركيا بالاضافة الى سورية و السعودية و تم ارضاء حتى ايران و غيرهم من محيط العراق .

اذا كانت مؤامرة قتل الرئيس كنيدي في امريكا ممكنة ، وهي حامية الحريات و الديمقراطية في العالم ، اذا كانت تلك الموامرة قد نفذت بكل حذافيرها بحيث ضاعت كل خيوط ربطها فلماذا لا يمكن تنفيذ مؤامرة اصغر منها في العراق كتزوير الانتخابات . ليس كرها بالعراق او كرها للشعب العراق . و انما هي المصالح العليا التي تتطلب هكذا عملية و تنفيذ . لماذا تم تصفية المرحوم عبدالكريم قاسم ولم تتم تصفية عيدي امين مثلا . وهو اكبر مجرم ودكتاتور في افريقيا وقد دوخ الامبراطورية البريطانية و لم تتم تصفيته الى ان مات طبيعيا كلاجىء في السعودية .

سيعترض كثير من الناس على ما اكتب ، لان نظرية المؤامرة اصبحت بالية و اسطوانة مشروخة و حتى كثير من امثالي ابتدأنا نشك في صحة وجود نظرية المؤامرة . لكن ومن نتائج الانتخابات في العراق و دوامة التخبط والتشعب في الحلول اخذت اعيد النظر في معرفتي . لقد اسقطوا حتى الدكتور علاوي ( كما كتبت سابقا ) ولن يتمكن من الحصول على منصب رئيس الوزراء هدفه الاسمى و عزلوا المالكي تقريبا و اصبح القرار بيد الجهلاء و هم غير منتخبون بالاساس ، اذاً لقد تمكنوا من تفريغ جوهر الانتخابات . كيف يمكن ان يحدث مثل هذا التغيير المفاجىء بعد كل هذه الاعداد التي ذهبت للتصويت ؟ ولان المال قوة كما قلنا فاستعملوه لشراء الذمم .

لم يعد كل رجال السياسة كما كانت في السابق تتمسك بعفتها و تحافظ على سمعتها و فكرها . ولانها يجب ان تعيش كغيرها في وقت اصبحت المادة كل شىء في الحياة و اصبحت عزة النفس كوموديتي لا قيمة مادية لها ولن تعيّش صاحبها .

لذلك و على من يرغب ان يبني هذا البلد ان يفكر في مخارج لا تستفز اصحاب الصناعات الثقيلة برؤس الاموال لديها .

مثل العمل على زيادة انتاج العراق من النفط بهذه الكمية و باسعار هذا اليوم . لو انتج العراق ثمانية ملايين برميل (8,000,000) يوميا سيحصل العراق على ستمائة مليون دولار في (اليوم الواحد) ( 600,000,000) اي (216,000,000,000) اي مائتان و ستة عشر ترليون دولار في السنة ، كيف و اين ستصرف هذه المبالغ الخيالية ان كانت في العراق او في غيره ؟ ومن سيستفيد من مساعدة العراق على صرف كل هذه المبالغ ؟ و من نفس هذه الارقام المغرية تنبع رغبة كثير من السياسيين العراقيين الذين يرغبون بحكم العراق اليوم ، لان كل الفرص اصبحت مهيئة لهم وكل الطرق معبدة بجهد السيد المالكي و كل ما هو مطلوب منهم هو ان يجلسوا او يأتمنوا على رئاسة الوزراء ، وحتى لو جلسوا على اي كرسي حكومي مهما يكن حجمه فهنالك من المال الوفير ما سيتقاسمونه بكثرة .

و بالاخص حين هدم و خرب العراق الطاغية صدام بهذه القساوة فاصبح العراق ساحة خالية منبسطة لكل المشاريع و البناء ابتداء من بناء المجاري الى المدارس و الطرق و السكن . كلها ارقام خيالية تفتح شهية طابور من المرتزقة من البصرة الى الموصل يتراكضون وراء المال بسرعة قطار السيد أياد جمال الدين . سرعة 950كم / ساعة .

و السؤال الاهم هنا ، ان تلك المبالغ وعملية البناء و صرف المال يمكن ان يساهم بها كل السياسيين العراقيين و انهم يستفادون شخصيا في نفس الوقت . انه مجال مفتوح للكل وبطرق شرعية تنافسية . و السؤال هو لماذا لا نستفاد نحن اولا من حركة البناء هذه بدون ان نشرك من لا يستحق من الاخرين من الخارج ، لماذا نشاركهم مالنا و نلهث اليوم وراء مبالغ لا تساوي الا اقل الفتات بالمقارنة مع ما يجب صرفه في العراق من مال في المستقبل القريب ؟ نبيع انفسنا و عراقنا و اهلنا بثمن بخس لا نحتاجه لو عملنا كلنا بما نملك من نعمة . هذا طبعا اذا كان الامر بايدينا ونحن من يقرر مصيرنا .

تنتج الامارات العربية مليون وربع برميل يوميا فقط و تنتج دبي اقل من ربع مليون منه ، ولكن بحكمة اهلها و تكاتفهم اصبحت الامارات من البلدان المتطورة الامنة و مساحة واسعة للعمل بحيث يطمع الكل في العمل في الامارات خبراء من كل انحاء المعمورة ، حتى من البلدان الغربية ، ونفس الامر في قطر و عمان و الكويت . فكانت النتيجة اعمار و بناء و سعادة لاهلهم . الا العراق ، فقد صرف الطاغية صدام كل ما يملكه البلد وصرف مال اخر استدانه وسيبقى العراق يسدده لسنوات مقبلة كثيرة .

مازال يتصور البعض ان المؤامرات تتخندق في درابين و طوابير السياسة فقط لذلك لا يصدقونها . حسنا ، لكن المؤامرات تخطط من اجل الاقتصاد و الصناعة مثلها مثل السياسة . الا تتحكم شركات النفط العالمية (السبع) في اسعار النفط مثل ما يتحكم بعض منتجي الكاكاو والقهوة وزيت الزيتون والنيكل والذهب . الا يتحكم تجار الماس في مدينة انتورب / هولندا في الاسعار في كبح الانتاج او توسيعه . الا يتحكم هؤلاء التجار في تمويل عصابات الاجرام و مليشيات الاطفال في اواسط افريقيا من انتاج الماس و هذا مثبت دوليا .

فلا عجب ان تزوّر الأنتخابات في بلد مثل العراق اذا كان لهذا العدد الكبير من سياسييه الاستعداد لبيع كل شىء من اجل المال . ما هو عدد الاملاك التي استولت عليها مؤسسة شهيد المحراب ؟ هل حولتها الى دور للايتام و مراكز لتعليم الامية ؟

الم تؤسس الفضيلة مكتب خاص لها في وزراة النفط لبيع النفط و تهريبه من الخليج لبيعه في الاسواق السوداء لصالحها و لذلك يطالبون اليوم و بكل صفاقة بوزارة النفط ، ووزارة الداخلية لحماية عمليات تهريب النفط . لذا يجب ازاحة من وقف امامهم و من كشف تلاعبهم . فلماذا لا يساهمون في دور ولو بسيط في المؤامرة .

 

* مهندس معماري / لندن

 

free web counter