| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

الجمعة 15/1/ 2010

 

الترويكا،، ما هو سرها - سؤال من متقاعد لا يرغب في منصب

عبد الصاحب الناصر *

اصل هذه الكلمة من اللغة الروسية و تعني الثلاثة ، او بعض المرات الثلاثية . المهم انه مصطلح شاع استعماله كلما يتم اتفاق ثلاثة اشخاص او كتل او احزاب يقودها ثلاثة شخصيات مؤثرة في ادارة كتلها او احزابها او بلدانها . واستعمل هذا المصطلح حتي في ادبيات السياسة الغربية او العالمية . سر بريق هذه الكلمة انها ثلاثية الهيكل او الشكل و لتبسيط فنتزاية هذه الكلمة هو ان يتخيل الانسان ان هناك طاولة كبيرة ثلاثية الشكل تستند على ثلاثة ارجل يجلس حولها ثلاثة اشخاص يمثلون ثلاثة كتل لها ثلاث اتجاهات سياسية او اقتصادية يتحاورون حول موضوع مشترك ذو ثلاث نقاط او اكثر للتوصل الى حل يرضي هؤلاء الثلاثة و كتلهم او شعوبهم الثلاث . مثلا عن اجتماع يالطا قبل انتهاء الحرب العلمية الثانية حين اجتمع السادة روزفلت و جرجل و ستالين ليقرروا كيف سيكون شكل العالم و تقسيماته بعد اندحار النازية . فكانت الدول الرأسمالية و الدول الاشتراكية و الدول المحايدة ، التي ولدّت دول عدم الانحياز موخرا ، اي ولادة الجزء الثالث من الترويكا .
ويمكن تطبيق هذا المصطلح على واقع الحال في العراق اليوم ، حيث يتكون هيكل العراق كما يحلو لكثير من منتفعي السياسة ،الانتهازيون من تسميته ، اي من المكون الشيعي و الكردي و المكون السني . و لم يكن هذا التقسيم واقعيا في العراق في يوم من الايام ، اي ان هؤلاء السادة وجدوا في هذه التسمية ( اقلها ) منافع لتسيير سياساتهم ذات المنافع الشخصية ، اي ثلاث رؤساء كتل و ثلاث ادارات و موظفين الخ . و اليوم يحيون هذه ( الترويكا ) لمنافع انتخابية ، التي سيتوجب عليها بناء اتحاد ثلاثي يمكنه تقسيم العراق ،( نظرية بايدن مازالت حية ) و لقول الحق ان هذا التوجه ليس بالجديد ، اي منذ ما قبل التغيير ، سيقسم العراق الى اقليم الجنوب و اقليم كردستاني و اقليم بغداد المركز . و ابطال هذه النظرية هم السيد الحكيم / اقليم الجنوب ، الاستاذ مسعود اقليم كردستان و السيد علاوي لاقليم بغداد و للحكومة المركزية التي ستتكون على شكل هيئة استشارية ترضوية لا قوة حقيقة لها . طبعا يؤيد هذا الاتجاه كثير من الصف الاول في كل تلك الكتل ( المؤازرون ) الا ان هذه الكتل تمادت في خيالها و ترتيباتها الى ابعد حدود و ربما نجحت الى حد ما من اغراء و تلهيث كثير من اللاهثين وراء المناصب ، حيث ستتكون عن هذا الهيكل ، ثلاث هياكل ستحتاج الى ثلاث رئاسات وزراء و ثلاث مجالس نواب و ثلاث حكومات محلية و ثلاث اثلاث سيتكون منها مثلث دولة العراق الكونفدرالية ، اي كثير من المناصب و المواقع الادارية و كثير من تقاسم الغنائم ( ويا مكثرها )
. نقطة . انتهت الجملة المفيدة .
الا ان هؤلاء الترويكا لم يفكروا ابعد من ظل انوفهم تحت شمس بغداد الحارقة .
١- يتكون كل من تلك المكونات من شعب متداخل في الصلات العائلية وتداخل في السكن ( جغرافيا ) و تشابه العادات و تقاسم الالفة التي كانت و ستبقي بين العراقيين قبل مؤتمر يالطا وبعد مؤتمر دوكان .لتلك المركبات السكانية اهداف انسانية لا تؤيد اهدافهم ، اي اهداف مؤتمر يالطا او دوكان ، لم يفكروا مثلا عن الكرد الذين يسكنون في جميع بقاع العراق خارج اقليم كردستان ، وماذا سيكون مصيرهم ؟ هل ستسعمل نفس الاساليب التي فرقت الهند و باكستان و المأسي التي حلت بهذه الشعوب لرغبة السيد على جناه فقط ، او رغبة السيد مسعود او الحكيم فقط او ايضا ؟ ماذا عن تزاوج المكون الشيعي و السني بين العراقيين من اقدم العصور ، هل ستمنح جوزات سفر مشتركة لكل الذين يتناسبون عائليا لتسهيل عملية زياراتهم بين الاقاليم ؟
٢- هل حقا هذا هو مطلب مجموع كل شعوب تلك المكونات ؟ هل افهم / شرح ، السادة عقلاء يالطا او دوكان عن النتائج و حقيقتها التي ستتولد من جراء هذا التقسم ؟ من الناحية العائلية و المادية و الجغرافية و حتي الانسانية ، هل سيطلب الشاب الذي احب بنت سنية من المكون الشيعي ، هل سيطلب موافقات هؤلاء العقلاء ليتزوج عن حب فتاة احلامه ؟ ام سيعيش الشاب الشيعي في مدينة بلد / القسم الشيعي و ستعيش زوجته في بلد القسم السني و سيدرس اولادهم كليه الطب في الموصل لحياديتها ؟
٣- ما هي المنافع التي ستتطلب كل تلك الكلفة الادارية العالية في ادارة تلك الاقاليم و اجزاء الافاليم ؟ و نحن لا نملك ما نعوض عوائل الشهداء من عين كاوة الى الرمادي و الفلوجة مرورا بالشطرة ، هل سيبقى الشاب الكردي من اربيل يسافر بهوية اربيلية كل اسبوع لملاقاة حبيبته في السليمانية و لا يجدها بين اسبوع واخر لانها صاحبت امها الى مدينة الناصرية بجواز سفر سليماني لزيارة ابيها حيث ولدت هناك ؟. هل ستكون هذه البنت وامها ك،،( Persona non Grata ) . ؟ او تحمل ثلاث هويات ،
يمكن للمرء ان يكتب عن هذا الموضوع ( الظالم ) كتب و قصص و يسجل مأسي لا حصر لها، الا ان الانسان المحايد العاقل الذي يخلو قلبه من الضغائن لا يجد الجواب الشافي و لا يقبل بانصاف الحجج و لا يرى ما يراه عقلاء دوكان .
٤- انها الانانية و المصلحة الشخصية فقط . ليكتب من شاء الكتابة و ليتحذلق من شاء التحذلق ، فهم احرار ، الا انهم غير احرار قبل ان يشرحوا للناس عن حقيقة مقاصد هؤلاء القوم و ما هي حقيقة تلك التقسيمات لشعب عاش الاف السنين لم يشتكي يوم من الايام التنافر العرقي او الديني او الطائفي . هل قرأ هؤلاء السادة عن بكاء و حزن السيدة لميعة عباس عمارة من مهجرها و دعاء السياب و هل لاحضوا العبرة الصعبة المخنوقة في عين الدكتور فرحان باقر وماذا عن اشعار سركون بولص و بكائيات السيدة الشاعرة هبة هاني .
ليس للعراقي من الرفاه ما يدعوه للتفكير باكثر من طلب العيش بسلام و امان و لتذهب تخندقات الانتهازيين الى الجحيم . سيحاسبنا التاريخ عن اي سكوت و خنوع لتلك الافكار ان لم ندافع عن هذا الشعب من الصميم ،ربما للمناصب السياسية حقوق و للشعارات البراقة حقوق و للنضال السابق حقوق ، الا انها لا تعلو على الحقوق الاساسية لهذا الشعب ، ارفعوا من مستواه المعيشي و الصحي و هيئوا له الامان اولا ، دعوه يتذوق عيشه الانسان الحالم و اتركوه ليتذوق الحرية و يرى ابنائه يسيرون في الطرقات بامان و هيئوا له لقمة العيش الكريم ، ثم بعد ذلك اطرحوا عليه مشاريعكم الانفصالية .
لم يمر على العراق زمن طويل يعيش في رفاه قبل ان تزجوه في طرق الانفصالية و مشاكلها التي ستفرق بين طوائفه و شعوبه و مكوناته ، لم هذا الاستعجال ؟ ان لم تكونوا وراء المنصب ، لم لا يكفي الا ان يكون للسيد عادل عبد المهدي منصب رئيس الوزراء ؟ لم لا يكفي ان يكون مثلا وزيراً للمالية ، لم يبقى السيد الجعفري يلح على هذا المنصب وهو يتحدى من جديد مع من حال دون اعادة تنصيبه . الا يكفي السيد علاوي انه كان اول رئيس وزراء في تاريخ العراق الحديث و نفحة من ترك المنصب بالطرق الانتخابية . ملايين من الاسئلة لا تجدون لها اجوبة الا تلك المزيفة المجة ،و لم ، ان لم تكن لاهوائكم الشخصية .
في قراءة عن شاعر
( Albrecht Hanshofer) رفض العنصرية النازية فحكم عليه بالاعدام . تركها في زنزانته ( قصيدة شعرية) انقلها عن الترجمة الاصلية من الالمانية
---------
الذنب
Guilt
The burden of my guilt before the law weighs light upon my shoulders;
to plot and to conspire was my duty to the people;
I would have been a criminal had I not.
I am guilty, though not the way you think,
I should have done my duty sooner,
I was wrong,
I should have called evil more clearly by its name
I hesitated to condemn it for far too long.
I now accuse myself within my heart:
I have betrayed my conscience far too long
I have deceived myself and fellow man.
I knew the course of evil from the start
My warning was not loud nor clear enough!
Today I know what I was guilty of...
To those who are still quiet,
to those who continue to betray their conscience,
to those who are not calling evil more clearly by its name,
to those of us who are still not doing enough to refuse and resist,
I say "come forward."
I say "free your minds."
Let us, collectively, free our minds, soften our hearts,
comfort the wounded, put down our weapons,
and reassert ourselves as human beings by putting an end to war.
-----------
لم لا تنشروا اهدافكم السياسية لتطوير هذا البلد لحد الان كمناهجكم الانتخابية ، و لمّاذا كل ما نقرأه هو فقط عن التحالفات و الائتلافات و كأن هذا الشعب كان ارث لكم لتتقاسموه ؟
كيف تتمادون في مشاريعكم دون سند او رغبة من هذا الشعب ؟ و هل معاداة المالكي مطلب وطني ملح اكثر من المطاليب المليونية لهذا الشعب مثل الماء و الكهرباء و الهواء و الجوع و السكن و الحرمان و ايتام الانفال و المقابر الجماعية و اطفال حلبجة ،وضحايا الفلوجة نحن لا ندافع عن المالكي لانه ورث المنصب عن ابيه ، ولن ندافع عنه يوم يتعالى على هذا الشعب و سنقف ضده ان حاد عن مصالح هذا الشعب ، و لكن السؤال يلح عليكم قبل ان يلح علينا . لماذا تتحدون مع كل من هب ودب و لا تتحدون او تتفقون مع المالكي ، ان لم يكن المنصب هو هدفكم ، هل حقا منصب رئاسة الوزراء ان لم يشغله عادل عبد المهدي او الجعفري او المالكي او ،، او ،، او ،، هو اهم من المصلحة الملحة لهذا الشعب المتعب منكم و منا ، نحن المتباكون من الخارج ، المتحذلقون المغرمون في فلسفة السياسية حبا بالفلسفة اكثر من حبنا للموضوع الاهم .
لم يبتلى هذا الشعب بصدام و حروبه و اجرامه و غطرسته فقط ، ولم يبتلى بجهل اخوانه من الشعوب العربية التي تعاديه بدون سبب او حجة او منطق معروف ، و لم يبتلى بجوار جائر من كل الجهات ، بل ابتلى كذلك بالمتحذلقين و المزيفين من هذا الشعب ، من داخله و من خارجه ، انه شعب ابتلى بكل امراض الكون وهو برىء منها ، ولم يكن هو السبب يوما ما في هذا الداء . رحم الله السيد عزيز على و حكاية الدكتور ، (منه و بينه ) ما هذا الهراء من فم المطلك و العاني و الهاشمي و الصغير و (المقتدى) و غيرهم ممن خدموا الظلام في كل العصور الماضية و يعتلون اليوم مناصب ذات سيادة و مصانون ذو حصانة لا تغتفر ، قارنوها بايتام الانفال و كيف لم يعوضوا الى هذا اليوم ، هل ستعوضونهم بعد انتهاء مدة و كلفة جواز سفر العاني هو واهله بعد اثنا عشر عاما ؟
انكم لا تفرقون حتى بين الدعايات الانتخابية و بين زرع القطيعة بين ابناء هذا الشعب ، ولا تفرقون بين الدعائية الانتخابية و بين زرع الانفصال بين مكونات هذا الشعب ، و ذلك من اجل ان تصلوا الى المنصب المغري .
(اضافة متأخرة) ما هذا الكلام يا احد عقلائنا ، السيد رئيس الجمهورية ، عن التحالف الكردي الشيعي ؟ و هل اصبح المكون السني اقل انسانية من البيشمركة او من منظمة بدر او جيش المهدي ؟؟؟

 

* مهندس معماري  / لندن 

 

free web counter